الشرطة الفرنسية

ما زالت دوافع الرجل الذي حاول بسيارته رباعية الدفع الاعتداء على المصلين الخارجين من مسجد "الصحابة" في مدينة كريتيه، جنوب شرقي باريس، غير واضحة ولم يعرف ما إذا كان العمل ذا طابع إرهابي أم جرمي يخضع للحق العام. وما عرف حتى مساء أمس الجمعة نقلا عن النيابة العامة في مدينة كريتيه أن الرجل المهاجم، هو أرمني عاطل عن العمل عمره 43 عاما، يعاني من اضطرابات نفسية وأنه دخل مستشفى العلاجات النفسية مرتين في عامي 2006 و2007 لإصابته بمرض انفصام الشخصية.

وأضافت النيابة العامة، في بيان أمس، أن هذا الشخص ما زال يتناول الأدوية.

ووفق رواية مديرية شرطة باريس، في البيان الذي أصدرته أمس، فإن رجلا على متن سيارة رباعية الدفع صدم مرارا الحواجز التي وضعت لحماية مسجد كريتيه وعندما لم يتمكن من تجاوزها واصل سيره وصدم رصيفا للمارة قبل أن يلوذ بالفرار. وقد أوقف السائق وهو مالك السيارة دون حوادث في منزله ووضع قيد التوقيف الاحترازي.

وقال مصدر قريب من التحقيق إن قوات الأمن قامت بتفتيش منزله مساء الخميس وإن الموقوف أشار بشكل مبهم إلى الاعتداءات الإرهابية الجهادية التي تشهدها فرنسا منذ عام 2015 والتي أوقعت 239 قتيلا.

من جانبه، قال رئيس اتحاد الجمعيات المسلمة في كريتيه كريم بن عيسى لوكالة الصحافة الفرنسية إن الصلاة كانت قد انتهت وكنا في طريقنا للخروج عندما رأينا هذه السيارة تتوجه نحو المسجد. وبحسب بن عيسى، فإن المصلين اضطروا إلى تفادي السيارة. لو حصل ذلك بعد ثوان قليلة لكان الأمر أسوأ من ذلك بكثير. ولحسن الحظ، فإن أحدا لم يصب في هذا الحادث. وسارع وزير الداخلية وشؤون العبادة الفرنسي جيرار كولومب الذي كان مؤخرا ضيفا على مسجد باريس الكبير في إفطار رمضاني، إلى إصدار بيان إدانة، معتبرا أنه سيكون على التحقيق أن يحدد الدوافع الحقيقية للمعتدي. ولهذا الغرض، فإن المعتدي خضع أمس لاختبارات نفسية لمعرفة ما إذا كان يعي ما يقال له وما فعل. وعقب ذلك ستقرر النيابة ما إذا كان سيتم الاستماع له أم لا. ونقل عن مصادر للشرطة قولها إن الرجل المعني لا يمتلك كافة قواه العقلية وإنه تلفظ بعبارات مشوشة في إشارته إلى الاعتداءات التي ضربت ملهى اباتاكلان قبل عامين.

من جانبه، قال رئيس المرصد الوطني لمكافحة معاداة الإسلام عبد الله بن زكري لوكالة الصحافة الفرنسية: ما حدث للتو في كريتيه يبرر المخاوف التي عبرت عنها بعد الهجوم قرب مسجد فينسبري في لندن. ودعا بن زكري إلى يقظة أكبر من جانب مسؤولي المساجد»، كما دعا السلطات إلى تشديد الحماية لدور العبادة..

أما الدكتور دليل بو بكر، عميد مسجد باريس الكبير فقد وصف الحادث بأنه هجوم إجرامي وعمل معاد للإسلام. وفي سياق التنديدات، صدر بيان عن "التجمع المناهض لكره المسلمين" يعبر عن الأسف لكون السلطات تسعى للتخفيف من خطورة محاولة الاعتداء، ويتساءل عما إذا كان وصف العمل الإرهابي محصورا فقط بالمجموعات الإرهابية التي تدعي العمل باسم الإسلام.