موسكو ـ ريتا مهنا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده تثبيت وقف النار ودفع التسوية في سورية، وانتقد أداء أجهزة الاستخبارات الأميركية التي "أخرجت المارد من القمقم"، في إشارة إلى هجمات إلكترونية تسببت بأضرار في روسيا وبلدان أخرى أخيراً. وأتى كلام بوتين خلال مشاركته في منتدى "حزام واحد - طريق واحد" الاقتصادي الدولي الذي نظمته الصين. ونبه الرئيس الروسي إلى أن "حال الفوضى والتطورات المتسارعة في العالم تعززان سباقات التسلح".
وغمز من قناة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإشارته إلى أن العالم في حاجة إلى الحديث مع كوريا الشمالية لا تهديدها، وأكد أن التجارب النووية والصاروخية مرفوضة، لكن لا يمكننا تجاهل ارتباط سباق التسلح بالأحداث الأخيرة في العالم. ورأى الرئيس الروسي أن الانتهاكات الفظة للقانون الدولي، والتوغل في أراضي دول أخرى، وتغيير الأنظمة وغير ذلك من تصرفات، تدفع إلى تصعيد سباق التسلح.
وقال بوتين إن إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية يهدف بالدرجة الأولى إلى ترسيخ نظام وقف النار، الذي يعد الشرط الضروري لدفع عملية المصالحة والتوصل إلى حل سياسي. وزاد أن العسكريين الروس والأتراك والإيرانيين، بالتنسيق مع دمشق، سيبحثون خلال لقائهم المرتقب في أنقرة الحدود الدقيقة لمناطق تخفيف التوتر في سورية بالإضافة إلى وسائل المراقبة والسيطرة.
وقال الرئيس الروسي إن موسكو ترى من حقها المحافظة على علاقات عمل مع التشكيلات الكردية في سورية، من دون تزويدها سلاحاً، معتبراً أن العنصر الكردي مؤثراً وشريكاً في الحرب ضد "داعش"، وهو من القوى الأكثر قدرة على القتال. وأعرب عن أمله بألا يثير الموقف الروسي قلقاً في أنقرة. وتطرق إلى الهجمات الإلكترونية التي استهدفت بلداناً عدة أخيراً واعتبرها مشكلة جدية تدعو إلى القلق. وقال إن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للفيروس المتسبب بالهجمات الإلكترونية، التي وصفها بأنها من صناعة أجهزة الاستخبارات. وزاد أن الأجهزة التي أخرجت المارد من القمقم سوف تتضرر به، ولا بد من مناقشة ملف الأمن الإلكتروني على المستوى السياسي.
اقتصادياً، أكد بوتين أن موسكو وبكين ستوسعان التعاون في مجال الفضاء، بما في ذلك عبر تصدير محركات الصواريخ الفضائية إلى الصين، التي اعتبر أن خطواتها «لا تهدف إلى ابتلاع الاقتصاد الروسي». ولفت إلى أن البلدين «يملكان كل الإمكانات لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال صناعة الطيران والمحركات والفضاء وغيرها». وأكد عدم وجود خلافات مع بكين في شأن أسعار الغاز الطبيعي الروسي الذي سيصدر في إطار مشروع «قوة سيبيريا» إلى الصين.
وأشاد بوتين بالتزام السعودية اتفاقات تقليص إنتاج النفط، لضمان استقرار الأسعار، وقال: «الآفاق جيدة، والتفاؤل يأتي من أن شريكنا الرئيسي في هذه المسألة، وهو من دون شك السعودية، ملتزم بشكل كامل بكل الاتفاقات». ورأى أن «من المهم جداً أن يتم تمديد اتفاق التقليص لمدة 9 أشهر وليس شهرين أو ثلاثة».