محكمة جنايات أبوظبي

نظرت محكمة جنايات أبوظبي في قضية، متهم فيها شخص يحمل جنسية دولة آسيوية، أقدم على قتل آخر من الجنسية نفسها عمداً، وقد تم تأجيل القضية إلى جلسة 18 من سبتمبر المقبل، بناءً على طلب محامي المتهم مهلة، للاطلاع على القضية، وإعداد البينة الدفاعية.
وكانت النيابة العامة أحالت المتهم إلى المحكمة بتهمة القتل العمد، لقيامه بدهس شخص ثم حرقه داخل سيارته، إثر خلاف بينهما يعود إلى ست سنوات، حيث طالبت النيابة بالقصاص لدم المجني عليه.
واستمعت هيئة المحكمة إلى المحامي الحاضر عن ورثة المجني عليه، والذي قال إن أولياء الدم يطالبون بقتل المتهم قصاصاً، مطالباً بـ21 ألف درهم، كجزء من التعويض المدني بشكل مؤقت.
وأكد ابن المجني عليه، بصفته وكيل الورثة، أن الورثة ليست لديهم أي فكرة للتصالح، وأنه ليست هناك أي مباحثات أو أمور تقود إلى تسوية مع المتهم.
واكتفى المتهم بأقواله التي أدلى بها أمام النيابة العامة، مشيراً إلى أنه ليس لديه ما يضيفه من أقوال جديدة، تتعلق بمسار القضية.
وتفصيل القضية أنه ورد بلاغ إلى الأجهزة الأمنية، يفيد بوجود مركبة محترقة بداخلها جثة، وكانت الشواهد الظاهرة توحي بتوافق الوفاة مع حادث تصادم مروري واحتراق المركبة، وتمت إحالة الأوراق إلى النيابة العامة وفق الوصف، وتم عرض الجثة على طبيب شرعي، وندب أحد الخبراء لفحص السيارة المحترقة، وتبين وجود شبهة جنائية، وبالتالي تم طلب التحقيق والتحري.
واشتبه وكيل النيابة في وجود جريمة، لعدم توافق رواية الجاني، الذي تم التحقيق معه ضمن التحريات والتحقيق في الحادثة مع طبيعة أرض مسرح الجريمة، وخلال التحقيقات اعترف المتهم بدهس المجني عليه، الذي ينتمي إلى بلده نفسه عمداً، بهدف الانتقام منه، للتحريض على قتل شقيقه قبل ست سنوات، وذلك في موطنهما الأصلي، إثر خلاف بينهما، حيث تقرب من المجني عليه، ليتمكن من الانتقام منه.
وفي يوم الواقعة، اتفق المتهم مع المجني عليه لعقد لقاء بينهما في منطقة بني ياس، وعندما رأى المجني عليه واقفاً أمام سيارته، التي كانت في وضع التشغيل لإصلاح عطل بسيط فيها، نفذ فكرة الانتقام، فجلس في مقعد السائق وحرك السيارة بسرعة، ما أدى إلى سقوط المتهم أرضاً، ثم سار فوقه بالسيارة، لكن المجني عليه بقي على قيد الحياة، فقام بوضعه في السيارة، وأشعل النار فيها ليوحي بأن الوفاة نتيجة حادث مروري.
وفي أقواله، ادعى المتهم أنه لم يتعمد حرق المجني عليه، وقال إنه بعد أن دهس المجني عليه، ندم على فعلته، وحاول إنقاذه ووضعه في السيارة لأخذه إلى المستشفى، إلا أن إطار السيارة الأمامي انغرس في الرمال، فأخذ غالوناً موجوداً في سيارة المجني عليه، معتقداً أنه يحتوي على ماء وسكبه على الإطار لإبعاد الرمال، وتبين أنه يحتوي على بنزين ثم سقطت سيجارة مشتعلة كان يضعها في فمه، ما أدى إلى اشتعال النار وانتشارها بسرعة في السيارة، وبعد ذلك ولى هارباً من المكان.
وبتحري الأدلة المادية، تبين عدم منطقية رواية المتهم، حيث إن المنطقة التي وجدت بها السيارة تقع على أرض ذات طبيعة صلبة، تعلوها طبقة رقيقة من الرمال، ولا يمكن انغراس إطار السيارة فيها، وأن البنزين مادة ذات طبيعة معروفة ولها رائحة نفاذة وتختلف عن الماء، حيث يستحيل الخلط بينهما، إضافة إلى إقرار المتهم بأنه هو من أحضر غالون البنزين إلى المجني عليه قبل أسبوع من الواقعة، لتزويد سيارته بالوقود.