مقديشيو ـ عادل سلامه
ارتفع عدد ضحايا انفجار الشاحنة المفخخة الذي ضرب العاصمة الصومالية مقديشو منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 512 قتيلًا، في وقت تعهد فيه وزير الدفاع الصومالي الجديد محمد مرسل، بأن يعطي الأولوية لتعزيز القدرات العسكرية من أجل تصفية ميليشيات حركة الشباب المتطرفة، فيما قال مسؤولان إن انتحاريين يشتبه في انتمائهم لجماعة «بوكو حرام» المتشددة قتلوا 12 شخصًا على الأقل، السبت، في هجوم على سوق في بلدة بيو في ولاية بورنو في شمال شرقي نيجيريا.
وقال مرسل في أول تصريحات صحافية يدلي بها، السبت، منذ توليه منصبه الأسبوع الماضي، إن الخطوة الأولى للوزارة هي شن هجمات واسعة النطاق ضد الثكنات العسكرية لفلول الميليشيات الإرهابية، على حد تعبيره، قبل أن يضيف: «الهدف هو القضاء على الإرهابيين وإنهاء شوكتهم».
إلى ذلك، أكد عبدالله محمد شيرواك، رئيس اللجنة الصومالية المعنية بضحايا الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد، أن عدد الذين أصيبوا في الاعتداء الذي تم خلال شهر أكتوبر الماضي يبلغ 869 شخصًا؛ هم 512 قتيلًا و295 جريحًا، وأضاف: «لم يعرف ما إذا كان 70 شخصًا آخرون قتلوا أو في عداد المفقودين».
ووقع الاعتداء بشاحنة مفخخة على تقاطع كاي - 5 في حي هودان التجاري المكتظ في عاصمة تضج بالحياة رغم الاعتداءات الكثيرة، حيث غالبًا ما تشن حركة الشباب هجماتها على فنادق ومطاعم العاصمة، وهي حركة مرتبطة بـ«القاعدة» وتسيطر على مناطق ريفية واسعة، ولحقت أضرارًا كبيرة بمبانٍ وسيارات على بعد مئات الأمتار من الانفجار القوي جدًا، الذي خلف عددًا كبيرًا من الجثث المحروقة أو الممزقة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء أن زنة المتفجرات المستخدمة تبلغ 500 كيلوغرام.
وكثفت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة عملياتها في الصومال بشن هجمات عبر طائرات دون طيار "درون" ضد المتشددين المحليين وحركة الشباب، فضلًا عن تنظيم "داعش"، وأصبحت هذه الضربات شبه يومية، وفي نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، زاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الصلاحيات الممنوحة للعسكريين الأميركيين لشن ضربات في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي، الذي يشهد تمردًا لحركة الشباب التي تريد الإطاحة بالحكومة المركزية المدعومة من الأسرة الدولية ومن قبل قوة الاتحاد الأفريقي التي تضم 22 ألف رجل، ومنذ ذلك الحين، وسعت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" معركتها ضد «داعش» في جميع البلدان التي يمكن أن يلجأ إليها عناصر التنظيم.
وتحاول حركة الشباب منذ 2007 الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من المجموعة الدولية، وأعلنت في 2010 ولاءها لتنظيم القاعدة، وانضوت فيه رسميًا في 2012، إلا أن عددًا من مقاتلي الحركة أعلنوا أخيرًا انشقاقهم وولاءهم لتنظيم داعش، إلى ذلك، أوضح مسؤولان أن انتحاريين يشتبه في انتمائهم لجماعة «بوكو حرام» المتشددة قتلوا 12 شخصًا على الأقل، السبت، في هجوم على سوق في بلدة بيو في ولاية بورنو بشمال شرقي نيجيريا.
وأفاد علي إدريس، وهو من قيادات البلدة، إن 8 رجال و4 نساء قتلوا حتى الآن، مضيفًا أن الانفجارات وقعت فيما كان موظفو إغاثة يوزعون أغذية على المتضررين من الصراع الدائر منذ 8 أعوام مع «بوكو حرام»، وقال مسؤول حكومي إن أحد المستشفيات استقبل 15 قتيلًا، إضافة إلى 47 مصابًا، فيما أوضح فيكتور إسوكو المتحدث باسم الشرطة في ولاية بورنو، أن 53 شخصًا أصيبوا وقتل انتحاريان إضافة إلى 13 قتيلًا من ضحايا الهجوم.
ويحمل الهجوم بصمات جماعة «بوكو حرام» التي تستخدم انتحاريين، وأحيانًا نساء وفتيات، لتنفيذ هجمات على أماكن عامة مزدحمة، وقتل تفجير انتحاري في مسجد الأسبوع الماضي 50 شخصًا على الأقل في بلدة موبي في شمال شرقي البلاد، في إحدى أعنف الهجمات التي نفذت في الأعوام الماضية، وذكرت الحكومة إن خطتها طويلة الأمد لمنطقة شمال شرقي نيجيريا هي تأمين المدنيين داخل بلدات ومدن محصنة، ما سيترك المناطق الريفية فعليًا لـ«بوكو حرام». لكن هذه الخطة وسلسلة من الهجمات الدموية أثارت في المقابل تساؤلات بشأن تأكيدات الحكومة والجيش بقرب القضاء على المتشددين الإسلاميين من جماعة «بوكو حرام».