واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت تقارير صحافية استقصائية تحمل اسم وثائق "برادايز"، شاركت فيها نحو مئة وسيلة إعلامية، أبرزها صحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" الألمانية والاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وصحيفتا "الغارديان" و"نيويورك تايمز" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" وغيرها، عن تورّط شركات كبيرة وسياسيين بارزين ومشاهير في عالمي الفن والرياضة في إخفاء مبالغ مالية كبيرة في ملاذات ضريبية في الخارج.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن من أبرز ما كشفت عنه وثائق "برادايز" هو علاقة وزير التجارة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشركة شحن تكسب ملايين الدولارات سنويا لنقل النفط والغاز لصالح شركة طاقة روسية، أهم مساهميها هو صهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورجلان يخضعان لعقوبات أميركية.
وتتعلق الوثائق، التي حصلت عليها "زود دويتشي تسايتونغ"، بشركات وهمية أسسها مكتب محاماة في برمودا تحت إشراف شركة راعية في سنغافورة. وتضم الوثائق سجلات شركات لـ19 ملاذا ضريبيا، وظهر في البيانات أسماء أكثر من عشرة مستشارين وعضو في مجلس الوزراء وأحد كبار المتبرعين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالإضافة إلى اتصالات تجارية مع روسيا.
واستندت هذه الجهات الصحافية على 13.4 ملايين وثيقة تكشف عن كيفية تهرّب شركات دولية ضخمة من دفع الضرائب المفروضة على دخلها. ويعدّ هذا التسريب الثاني الأكبر في التاريخ بعد أوراق "بنما"، التي عملت على تجميعها وتحليلها الجهات الصحافية نفسها.
وكان مكتب المحاماة "آبل باي" في برمودا، اعترف قبل أيام قليلة بأنه من المحتمل أن تكون بيانات وقعت في أيدي اتحاد الصحافيين الاستقصائيين، مشيرا إلى أنه تلقى أسئلة من الإعلام بشأن هذا الشأن، وأكدت الشركة على أنها تمارس أنشطة تجارية خارجية "بشكل مشروع"، وأنها تتعامل بما يتوافق مع القوانين، وفي نفس الوقت قالت إنها تأخذ الاتهامات "بأشد درجات الجدية"، لافتة إلى أنها بعد تحقيق دقيق ومكثف، توصلت إلى نتيجة أنه لا توجد على الإطلاق أي أدلة على ارتكاب تصرف خاطئ من جانب الشركة أو عملائها، وفق ما نسبت لها وكالة الأنباء الألمانية، كما وصفت "آبل باي" ما حدث بأنه ليس تسريبا، بل إنه "هجوم إلكتروني" غير مشروع.
وتستمر الجهات الإعلامية في نشر وثائق "برادايز" خلال الأسبوع الحالي.