الشارقة ـــ صوت الإمارات
دعت حرم حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إلى تأسيس جمعيات تعنى بتوعية الجيل الحالي من الشباب والأطفال للمساوئ والمخاطر التي تزداد في هذا الزمن المتسارع، ومن المخاوف التي تحيط بهم من كل صوب، من جراء استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائلها المتنوعة، أو من آفة المخدرات أو الأخلاق غير الحميدة، والتي بدأت تزداد ظواهرها في بعض المدارس وتحول أبناءنا إلى الهدم والحرق والتكسير والتنمر في المدارس، داعية سموها السلك التربوي إلى التطوع في مثل هذه المؤسسات التوعوية. وأن تعمل هذه الجمعيات على انتشال أبنائنا من خطورة مثل هذه الأمور التي تترصدهم، مؤكدة دعم سموها لها. انطلاقا من حس المسؤولية المجتمعية وأيضا لكون سموها مؤتمنة على أبناء هذا الجيل، وكذلك من هن في السلك التربوي، ودعت سموها المسؤولين في الدولة لإصدار قرار يقضي بإعادة المعلمات إلى مناصبهن في التدريس وإعادة النظر في نقل التربويات من وظائفهن ومنحهن فرصة للتدريب قبل نقلهن، ليكن موظفات في وزارة التربية ولا يقمن بأي دور.
جاء ذلك صباح الإثنين في حفلة تكريم المتطوعين في الجمعيات الداعمة للصحة المنضوية تحت إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، والذي حمل شعار "الخير يجمعنا"، في نادي سيدات الشارقة وبحضور حشد من السيدات والمتطوعات والمكرمات.
وتوجهت بالشكر إلى كافة المتطوعات على الجهد الذي يبذلنه انطلاقا من حسهن بالمسؤولية، وأيضا من حب العطاء، الذي يجعل العمل التطوعي يستمر في كافة هذه المؤسسات التي تعمل جاهدة على مساعدة الآخرين وتخفيف الألم عنهم ومنحهم فرصا جديدة للأمل.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أشارت الشيخة جواهر القاسمي إلى ضرورة نشر قيم الخير والعطاء والسلام في المجتمع الإماراتي، وإدراك أهمية التطوع في رسم صورة خيّرة للإنسان الذي يسهم باستمرار في الارتقاء بالعمل التطوعي والخيري في هذا المجتمع.
وقالت سموها: "لقد حظي التثقيف الصحي وما يتبعه من برامج ومبادرات بنشاط تطوعي بارز، انضمت إلى صفوفه مجموعة من السيدات اللاتي حققن حضوراً مؤثراً، وسخرن جهودهن وبعضاً من وقتهن لصالح الجمعيات التي عقدت صداقاتٍ إنسانية رائعة مع المرضى، كمرضى السكري ومرضى السرطان والكلى والمفاصل.. إضافة إلى الصداقة مع الرضاعة الطبيعية، وما يحسب لهذه الجمعيات هو نجاحها في استقطاب المتطوعات في مجال تخصصهن كالطبيبات والممرضات، أو في غير هذا المجال ممن يرغبن في المشاركة المجتمعية في رفع المعاناة عمن يرزحون تحت مرض ما.. يحتاج صاحبها إلى لمسات إنسانية تخفف عنه.
متطوعات "مختصات"
وأما ما يحسب للمتطوعات، فهو أنهن استوعبن مفهوم العمل التطوعي وتطبيقاته في مجال التخصص الذي تطوعن فيه، حيث ثقفن أنفسهن بالاطلاع وحضور ميادين العمل والتدريب، ما جعلهن أكثر قرباً إلى طبيعة دورهن في الجمعية التي التحقن بها.. فلم يكتفين بالتطوع بالجهد والوقت والعمل، بل تثقفن وتسلحن بالمعرفة حتى يكن متطوعات"مختصات"، ليصبحن مرجعاً يستدل به من يرغب في مساعدة أو رفع المعاناة عنه".
وأضافت سموها: إن ما يجمعنا على التطوع هو الخير، وفي حفلكم اليوم الذي يحمل عنوان "الخير يجمعنا" أدعو كل متطوعة وكل من ترغب في التطوع أن تدرك أن الوجه الآخر لعملة التطوع هو الخير.. أنت متطوع، إذاً أنت إنسان خير. إنني أدعو المجتمع إلى إدراك أهمية التطوع والمتطوعين في حياتنا، وفي إنجاح مشاريع حماية الإنسان والمحافظة على المكتسبات، وفي المشاركة التي لا غنى عنها لتحقيق ما نريده من خير وسلامة وتطور لمجتمعنا، فلنعمل على هذا الأساس.. على العطاء والحب ونشر المشاعر الإيجابية في النفوس.. فنكون كحمائم سلام ينتظرنا هؤلاء الذين يتجدد الأمل في نفوسهم كلما نظروا إلينا، ورأوا أيدينا الحانية تمسك بهم، وتقطع معهم دروب الحياة إلى ما هو أفضل وأكثر استقراراً للنفس والصحة والحياة.
ووجهت شكرها وتقديرها للمتطوعات في الجمعيات الداعمة للصحة، على دورهن المهم في مساندة المرضى، والمشاركة في التوعية الصحية والتعاون في وضع المبادرات وتنفيذها، سائلة الله سبحانه وتعالى أن يتقبل كل خطواتهن بنية خدمة صحة المجتمع وأفراده، دون انتظارٍ لمقابل. وشكرت سموها إدارة التثقيف الصحي على دورها في استقطاب المتطوعات، وتوفير الفرص اللازمة لكل من ترى في التطوع هويتها الأساسية للعطاء والعمل الإنساني.
وكرّمت سموها ترافقها إيمان راشد سيف، مديرة إدارة التثقيف الصحي، المتطوعين والداعمين لإدارة التثقيف الصحي، تقديراً لجهودهن، بما في ذلك الشخصيات التي أسهمت في تأسيس الإدارة، ورئيسات الجمعيات الداعمة للصحة، والمتطوعات، وقامت سموها بتسليمهن الشهادات والهدايا التقديرية.
دعم وعقد شراكات
وثمّنت إيمان راشد سيف في كلمتها دعم الشيخة جواهر القاسمي لإدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة، وأكدت أن سموها تعد قدوة في العطاء، ورمزاً للتطوع، والموجه الأول في تحقيق كل ما يرتقي بالإنسان، ويوفر له سبل الصحة والسلامة، النفسية والجسدية، وقالت: في هذه الأيام المباركة التي نستعد فيها لاستقبال شهر رمضان المبارك، نستذكر مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صانع اتحادنا المجيد، الذي تعلّمنا منه وواصلنا طريق الخير، كما علمنا قادة الإمارات الأوفياء.
وأشارت إلى أن إدارة التثقيف الصحي بادرت إلى دعم الجمعيات الداعمة للصحة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، باعتبارها جزءاً رئيسياً في فعالياتها المجتمعية، وعملت إلى جانب تقديم الدعم المالي والإداري والعلمي لبعض برامج هذه الجمعيات، على دعمها أيضاً إعلامياً والترويج لها، وعقد شراكات مع العديد من المؤسسات والشركات لتقديم خدمات داعمة للجمعيات، إلى جانب المساهمة في وضع الخطط التنفيذية للفعاليات الكبرى التي تنظمها. وأضافت:"على مدى الفترة الماضية، نجحت هذه الجمعيات في تحقيق الكثير من الإنجازات، بفضل إسهامات المتطوعين، وبهدف تعزيز نمط الحياة الصحية في إمارة الشارقة، حيث تمكنت من المشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية، والفوز بجوائز تقديرية، كما قدمت الدعم المالي والمعنوي والتثقيفي للمرضى، إضافة إلى دعم الأقسام والمراكز الصحية في المستشفيات الكبرى الحكومية بالدولة، وتزويدها بالأجهزة الطبية التي قدمها المتبرعون".
جلسة حوارية حول التطوع
تضمن الحفل جلسة حوارية حول التطوع شاركت فيها وحيدة عبد العزيز رئيسة جمعية أصدقاء مرضى التهاب المفاصل، وسوسن جعفر رئيسة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومريم خلفان بن دخين، رئيسة جمعية أصدقاء مرضى الكلى، وخولة الحاج رئيسة جمعية أصدقاء السكري، وخولة عبد العزيز النومان رئيسة جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية. واستعرضت المشاركات في الجلسة وجهة نظرهن حول العمل التطوعي وكيف أثر في حياتهن، ولماذا كان مهماً أن يحتل جزءاً من شخصيتهن.
وأكدت رئيسات الجمعيات أن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، كانت الشخصية الملهمة الأولى لكل واحدة منهن في العمل التطوعي، حيث تمكنّ من خلال ذلك من تخصيص جزء مهم من حياتهن للعمل المجتمعي والإنساني الذي يركز على التوعية الصحية. وتخلّل الحفل عرض فيلم تسجيلي قصير حول قيم الخير التي تسعى إدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على تحقيقها، من خلال المبادرات والحملات التي تقوم بتنفيذها وتسعى من خلالها إلى تعزيز الوعي بالحياة الصحية في المجتمع، وحماية أفراده من الأمراض والممارسات التي تهدد صحتهم وسلامتهم.