أبوظبي- صوت الامارات
أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في مختلف الوظائف التي تقوم بها، لذلك نجدها اليوم في مواقع متنوعة، ومناصب مختلفة تشارك الرجل، وتقدم إنجازات كثيرة، وتبدع في جميع الأعمال والمجالات، والموظفات في بلدية دبي يقدّمن نموذجًا مشرّفًت للإماراتيات في جميع الأعمال، خاصة منهن المفتشات اللاتي يعملن في مختلف الأوقات، ويحررن مخالفات باهظة للجهات المخالفة للاشتراطات الصحية المهنية، طبقًا لقوانين العمل وضوابط وطبيعة أعمالهن التي تحتاج إلى دقة ومهارة عاليتين.
ويكون مع مفتشات بلدية دبي، وكيف تم اختيارهن، بناء على معايير أهمها الخبرة الواسعة، وكيف أسهمت بيئة العمل في تطوير خبراتهن في مجال التفتيش الغذائي، ومدى ما يتمتعن به من قوة التحمل والصبر والمعاملة الحسنة لأصحاب المؤسسات الغذائية والجمهور، تدور هذه المتابعة مع نماذج مشرفة للمرأة الإماراتية.
نظام المناوبات
تقول عائشة المخيط، رئيسة فريق التفتيش على المدارس والمستشفيات والفنادق في بلدية دبي، اكتسبت خبرات كثيرة عند الخروج والعمل بالتفتيش على المنشآت الغذائية، بخاصة أنني أبحث فيها عن الأشياء المخالفة للمعايير، وشروط السلامة الغذائية في هذه المنشآت لتصحيحها، ولذلك فإن أي مفتشة في هذا المجال يجب أن تكون مدربة على كيفيه التعرف إلى هذه المخالفات والكشف عنها.
ويعتبر دوري إشرافيًا في مراقبة عمل المتفشيات، وإعداد التقارير المختلفة لحملات التفتيش، ومرافقة المفتشين ميدانيًا للاطلاع على أدائهم للعمل، كما أنني في بعض الأحيان انزل ميدانيًا، وخلال عملي لم أواجه أي صعوبات في تلك المهنة.
وتضيف أن بيئة العمل الإيجابية، ساهمت في المتابعة الدقيقة والحثيثة لتوجيهات قيادتنا التي تحرص على تطبيق ضوابط التفتيش الصحيحة حفاظًا على السلامة العامة، وحقوق المستهلكين، وأن انخراطها في العمل والدور الذي تقوم به لم يكن له تأثير في وضعها الاجتماعي، حيث سمح لها التدريب والتأهيل الذي حصلت عليه على الموازنة بين المسؤوليات الوظيفية وتلك التي أقوم بها تجاه أسرتها، خاصة وأن بلدية دبي حريصة على تمكين المرأة، إيماناً منها بالدور الأساسي الذي تقوم به والقفزات الوظيفية التي تحققها في ظل دعم القيادة لبنات الوطن ومشاركتهن في العمل الوطني.
كما توضح أن طبيعة العمل تقتضي أنه في حال استمرار المؤسسة الغذائية بتكرار المخالفات، رغم تحذيرها وتغريمها، يمكن اتخاذ قرار بإغلاقها.
آلية العمل
وتقول أمل البدواوي، رئيس شعبة الرقابة على مياه الشرب في بلدية دبي: تسلمت مهمة التفتيش وفي البداية كنت متخوفة من العمل الميداني، بخاصة أن التفتيش يحتاج إلى فهم كبير حول آلية التفتيش، خاصة في مجال المختبرات، ولكن لأن التحديات موجودة في كل الوظائف، والدعم والتسهيلات متاحة للجميع، بخاصة المرأة الإماراتية، حرصت على الانطلاق في
العمل، خاصة في ما توفره دولتنا من بيئة إيجابية تتيح للمرأة تطوير خبراتها، وخدمة مجتمعها في الجانب الوظيفي، من دون أن يكون لذلك تأثير في دورها الأسري والمجتمعي في تربية الأطفال وتنشئة الأجيال.
وأوضحت أن الدولة تعمل لجعل المرأة الإماراتية في مكانه متميزة في عملها، ولتوفير جميع السبل الممكنة، التي تساعدها في أداء عملها والنجاح فيه، حيث فتحت أمامها أبواب التعليم والتدريب والعمل وشجعتها على الريادة والتميز لتقدم صورة مشرفة أمام نساء العالم.
تصاريح الاعتماد
وقالت مريم صالح عبد الله، ضابط تفتيش: عملي يتضمن التأكد من تصاريح الاعتماد لقوائم المطاعم التي تورد الأغذية إلى المدارس، ومراقبة عمل المطابخ في بعض المدارس التي تحضر الأغذية، وهو أصعب، إذ إنني يجب أن أراقب مدى صلاحية أماكن تحضير الأطعمة، والصرف الصحي، إضافة إلى اللوائح المعتمدة من المطاعم التي تورد الأغذية إلى المدارس.
وأضافت أنها تعرف كيف تكتشف ما إذا كان أصحاب المنشآت أخفوا شيئاً على المفتشين، وتكون العملية صعبة أكثر عند محاولة اكتشاف أخطاء معينة، ولكني من خلال الدورات استطعت فهم ذلك، كما أنني اجيد بعض اللغات التي يجيدها العمال الهنود والباكستانيون، مثل الأوردو، وأستطيع تمييز الاختلاف في التوتر الذي يظهر على العمال الذين لا يمارسون الاشتراطات الصحية التي وضعتها البلدية.
وتضيف: تغرس هذه الوظيفة في نفس من يلتحق بها قدرة على تحمل ضغوط العمل، والانضباط، واحترام القوانين، والأوامر، والوقت، إلى جانب اكتساب مهارات أخرى تتطلبها الوظيفة بشكل خاص، منها إتقان عدة لهجات.
مهام التفتيش
وتقول المفتشة المواطنة نورة محمد أحمد، ضابط تفتيش صحة أغذية، إن أكبر صعوبة واجهتها عند تسلم مهام التفتيش، هي الاعتراض من أقاربي على العمل، ولم أكن أعرف طبيعة العمل قبل قبول الوظيفة، لكنني أحببت العمل لكوني لا أتقيد بالجلوس فترات طويلة خلف المكتب، في انتظار انقضاء ساعات العمل، بل إن الوقت يمضي بسرعة أكبر عندما أخرج للتفتيش على المنشآت الغذائية، وأتعامل مباشرة مع الجمهور من العاملين.
وأضافت أنها تعرف كيف تكتشف ما إذا كان أصحاب المنشآت أخفوا شيئاً على المفتشين، وإن كان العمال في هذه المنشأة يحاولون تفادي اكتشاف أخطاء معينة، كما أنها تعلمت عدداً من اللغات المستخدمة بين العمال، وتستطيع تمييز الاختلاف في لغة الجسد والتوتر الذي يظهر على العمال الذين لا يمارسون الاشتراطات الصحية التي وضعتها البلدية
وتقول إنهم ينفذون أكثر من 150 زيارة ميدانية على المنشآت الغذائية يومياً، سواء الكافتيريات، أوالمطاعم الكبيرة، والفنادق، وشركات التموين، والمستودعات، مضيفة أن سياسة الدولة والاستراتيجية التي اتبعتها في سبيل تمكين المرأة، وإشراكها في كل جوانب التنمية والبناء، ساهمت في صعود المرأة لمختلف الوظائف وتبوئها مناصب مرموقة، وكسر احتكار الرجال لبعض الوظائف، وأن القيادة الرشيدة أتاحت فرصً لدعم عمل المرأة منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي شجع على تعليم وعمل المرأة في المجالات كلها.