الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

أكد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أن القائد الحقيقي هو الذي يبنى بلد قوياً، مشيراً إلى أنه منذ 50 عاماً في أبوظبي كان هنا في الإمارات قادة قاموا ببناء هذا البلد الرائع، مضيفاً أن “هذا البلد تأسس لأنه كان هنا قيادة حكيمة”، وجاء ذلك خلال جلسة نقاشية ضمن فعاليات اليوم الختامي لملتقى أبو ظبي للأفكار، والذي استضافت جامعة نيويورك أبوظبي بمشاركة عدد من الخبراء والسياسيين والمفكرين.

وأضاف أنّه "كنت رئيساً لفرنسا عندما وقعت عقد متحف اللوفر أبوظبي، وقتها وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرؤية للمتحف، ومرت 10 سنوات حتى تم افتتاح اللوفر أبوظبي، لأنها فكرة القيادة، جازفنا بتوقيع عقد اللوفر أبوظبي، وحققنا نجاحاً كبيراً في ذلك واعتز بأني وقعت عقد إنشاء المتحف، أنا عندما أنظر إلى اللوفر أبوظبي أراه يجمع مختلف الحضارات ولا يمكن أن يكون العالم لغة واحدة أو ثقافة واحدة"، وتساءل "هل يمكننا بناء بلد قوي من دون قائد أم أن البلد هو الذي يخلق قائداً قوياً ؟"، مشيراً إلى انه من دون قوة قيادة الرئيس الصيني لن تكون هناك دولة قوية للصين بل سوف تتقسم إلى 8 دويلات مختلفة.

وأعلن نيكولا ساركوزي أن محور العالم ينتقل من أوروبا إلى آسيا، وغداً قد يكون بين آسيا وافريقيا، مشيراً إلى انه من حيث عدد السكان اليوم في آسيا وحدها 4 مليارات إنسان، وهذا يمثل قوة لا يمكن تجاهلها، وقال: “كنا نعتقد أن اقتصاد السوق هو الذي يقود نحو الديمقراطية ولكن الصين تثبت العكس تماماً، القادة العظماء في العالم اليوم نشأوا من دول ليس لها تاريخ ديمقراطي كبير، فالديمقراطيات تحطم القادة العظماء، انها قضية كبيرة جداً، كيف يمكن ان يكون لدينا ديمقراطية وفي نفس الوقت يكون لدينا قيادة ورؤية تمتد الى 15 سنة وفي نفس الوقت تكون لدينا انتخابات كل 4 سنوات”.

وأشار الى وجود تغير في السياسة الصينية لم يحدث من قبل في الصين عندما بنوا سور الصين العظيم كان الهدف منه حماية أنفسهم، واليوم يشيدون طريق الحرير، فالتغيير يحدث وبقوة، وقال: “لا يمكن النهوض بالتنمية دون الارتقاء بالتعليم والصين تهتم بالتعليم”، وعن آلية التعاون مع روسيا، قال لا يمكن تجاهل العلاقات مع روسيا، فروسيا دولة كبيرة وشريك لا يمكن تجاوزه، والرئيس الروسي لديه رؤية ويحترم القوة، وفيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، ذكر ساركوزي: لم يكن احد يتخيل ذلك، ولا يمكن أن نفرح بخروج ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا، وكلنا خاسرون، ونحن نحتاج إلى بناء أوروبا من جديد لأن أوروبا تفتقد القائد.