دبي ـ جمال ابو سمرا
أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس، استمرار قطر في محاولات زعزعة استقرار جيرانها والعديد من الدول العربية لاسيما مصر والبحرين، وعدم احترام التزاماتها بوقف الدعم المقدم إلى الجماعات الإرهابية. وشدد في كلمة أمام مؤسسة "بوليسي إكستشينج" للأبحاث في لندن على أنه يجب على الدوحة تغيير نهجها فيما يخص دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، وأضاف أنه لا يرى أن الخلاف مع قطر ما زال أزمة، وأنه إذا لم يكن له حل فهو مجرد واقع جديد".
وأعرب قرقاش عن القلق من اختلاف وجهات النظر بين الولايات المتحدة وأوروبا إزاء إيران. قائلاً "إن الإمارات تأمل حقاً أن تنجح الجهود الأميركية الحالية لتغيير نهج إيران وعودتها لطاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق أوسع وأشمل مع المجتمع الدولي من الاتفاق النووي، يشمل الصواريخ الباليستية ووقف التدخلات الإقليمية".
وأضاف أن الحكومة الإيرانية تتعامل بشكل عدائي مع الدول العربية، خاصة دول الخليج. مشدداً على أن العالم العربي ليس أرضاً مفتوحة لإيران لتختار من يحكمه، ودول المنطقة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد إيران تبني نموذجاً آخر من "حزب الله" في الجزيرة العربية، وأضاف: "لا نريد جنوداً إيرانيين في سوريا ولا أن يرفع عملاؤها السلاح في لبنان".
وندد قرقاش بهجوم ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية على شحنات النفط في البحر الأحمر، ووصفه بأنه عمل غير مسؤول على الإطلاق وتأثيره الفعلي يتجاوز المنطقة بكثير. وقال "أعتقد أن هذا مثال يوضح ضرورة إنهاء استيلاء الحوثيين على حكم اليمن في صنعاء". وأكد أنه إذا تم منع الحوثيين من استخدام ميناء الحديدة ستكون الحرب هناك أقصر"، وقال "السبيل الوحيد للتحرك للأمام هو السيطرة على الحديدة.. هناك حد لصبرنا ونحاول إعطاء الدبلوماسية كل فرصة ممكنة".
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على مطالبة الإمارات باعتذار من حكومة الصومال، مؤكداً أنه يجري العمل على هذا الأمر، وقال "هناك محاولات حالياً للوساطة بيننا وبين الصومال.. نود أن نواصل القيام بعملنا لكننا أوضحنا تماماً أننا ظٌلمنا فيما يتعلق بطريقة التعامل معنا بخصوص شحنة تفوق قيمتها تسعة ملايين دولار.. نطلب اعتذاراً بسبب ذلك". وقال :"في النظام الدولي الحالي لم يعد من الممكن تحرير شيك ويأتي أحد ويضمن استقرار المنطقة.. يجب أن تتحمل جزءاً من العبء".