أبوظبي - صوت الامارات
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة الهجمات المتطرّفة التي تعرّضت لها امس، سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بواغادوغو عاصمة بوركينا فاسو إلى جانب مقر القوات المسلحة البوركينابية و أودت بحياة عدد من رجال الأمن وإصابة عشرات الأبرياء بجراح، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب كل من الجمهورية الفرنسية وجمهورية بوركينا فاسو ضد كل أشكال العنف والتطرف الأسود.
وجددت موقف الإمارات الثابت الذي ينبذ والتطرف والغلو. وطالبت المجتمع الدولي بحشد كل جهد ممكن لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تستهدف تدمير الأوطان ومقدراتها والسعي في خرابها واجتثاثها من جذورها وتجفيف منابع تمويلها والوقوف في وجه الدول والمنظمات التي تدعمها. وأعربت الوزارة في ختام بيانها عن بالغ تعازي دولة الإمارات وصادق مواساتها لأهالي الضحايا و تمنياتها لجميع المصابين الشفاء العاجل، وكان مسلحون شنوا هجمات استهدفت السفارة الفرنسية لدى بوركينا فاسو ومقر القوات المسلحة قبل التصدي لهم في معركة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. وأعلنت مصادر أمنية محلية في حصيلة غير نهائية مقتل 15 شخصاً على الأقل، لكن مصادر أخرى قالت إن الحصيلة أعلى، مؤكدة مقتل 28 شخصاً بالهجوم على قيادة الجيش.
ووقع تبادل إطلاق نار كثيف صباحا في وسط واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو. وذكر شهود عيان أن خمسة مسلحين ترجلوا من سيارة، وأطلقوا النار على مارة قبل التوجه إلى السفارة الفرنسية في وسط واجادوجو وشوهدت السيارة فيما بعد تشتعل فيها النيران، وفي الوقت نفسه، قال شهود عيان آخرون، إن انفجاراً وقع قرب مقر القوات المسلحة والمركز الثقافي الفرنسي، على بعد نحو كيلومتر عن موقع الهجوم الأول، في وسط العاصمة. وقالت مصادر أمنية، إن نحو 15 شخصاً قتلوا، فيما قالت مصادر أخرى إن 75 شخصا آخرين أُصيبوا بجروح، ولم يتضح إذا كانت تلك الحصيلة تشمل الاصابات في كلا الهجومين، وما إذا كانت تشمل مهاجمين، وكان الحكومة قد أعلنت في وقت سابق مقتل ستة مهاجمين، 4 في الهجوم على السفارة، واثنان في الهجوم على الجيش، فيما قال التلفزيون إن سبعة عناصر من قوات الأمن قتلوا.
وأعلنت ثلاثة مصادر أمنية، اثنان في فرنسا وثالث في غرب افريقيا،أن 28 شخصاً على الأقل قتلوا في الهجوم على مقر القوات المسلحة وحده، وأكدت مصادر الحكومة الفرنسية عدم وقوع إصابات بين الفرنسيين، ووصفت الوضع في واجادوجو بأنه “تحت السيطرة”، وقال وزير الإعلام البوركينابي ريمي فولجانس داندجينو، إن الهجوم “يحمل مؤشرات قوية على التطرّف”. وقال النائب العام لباريس، إنه فتح تحقيقاً رسمياً في “محاولة قتل متصلة بمنظمة متطرّفة”، وهذا إجراء متوقع بعد هجمات تستهدف مواطنين أو مصالح فرنسية.
وبوركينا فاسو، إحدى الدول الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى التي تحارب التنظيمات المتطرّفة، وأودت الهجمات المسلحة بحياة آلاف الأشخاص، وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم، وسددت ضربات قاضية لاقتصادات هي في الأساس من الأفقر في العالم، وفي 13 أغسطس/آب الماضي، أطلق مسلحان النار على مطعم في الجادة الرئيسة في واغادوغو، ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً وإصابة 21 آخرين. ولم تعلن أي جهة تبنيها لهذا الاعتداء. وفي 15 يناير/كانون الثاني 2016، قتل 30 شخصاً بينهم ستة كنديين، وخمسة أوروبيين في هجوم على فندق ومطعم في وسط المدينة تبناه تنظيم القاعدة المتطرّف.
ونشرت فرنسا القوة المستعمرة السابقة في منطقة الساحل، 4 آلف جندي وتقدم الدعم لقوة مشتركة تضم خمس دول هي بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر. في 21 فبراير/شباط الماضي قتل عنصران من قوة مكافحة التطرّف الفرنسية في انفجار لغم قرب حدود مالي مع النيجر وبوركينا فاسو. وقتل 12 جندياً فرنسياً منذ إطلاق العملية الفرنسية “برخان” في أغسطس/آب 2014.