أبوظبي _صوت الأمارات
بثت المناسبة الاجتماعية "حق الليلة"، بهجة الألوان، التي تشكل تقليدًا سنويًا في جميع ربوع الإمارات، خاصة في المناطق السكنية الشعبية، حيث تحولت الاحتفالات إلى مهرجانات مصغرة أبطالها الأطفال الصغار الذين يجوبون الفريج وهم في أبهى حلة، ومن هذه الفرجان التي تألقت خلال ليلة النصف من شعبان، فريج الزعاب الذي شهد نشاطًا منقطع النظير احتفاء بـ"القرقيعان".
عادة شعبيَّة
تقول مريم الزعابي، إن ليلة النصف من شعبان، ترتبط في أذهان الكبار والصغار بالبهجة والسرور، وتعتبر من أبرز العادات الجميلة المتوارثة منذ القدم، موضحة أنها عادة شعبيَّة توارثتها العوائل في منطقة الزعاب في أبوظبي منذ القدم، ننتظرها ونعد لها منذ دخول شهر شعبان، حتى ليلة النصف منه، حيث يخرج الأطفال، وهم الأطفال يطوفون الحي وهم يلبسون ملابس بألوان زاهية ومبهجة، صممت خصيصًا لهذه المناسبة، تأخذ الشكل التراثي، وعادة ما تصمم لهذه الأزياء أكياس قماشية ترافقها لجمع الحلويات والهدايا الخاصة بهذه المناسبة، وإرضاء لجميع الأذواق فإن العديد من المصممات الإماراتيات والكثير من المواقع الإلكترونية ناهيك عن الأسواق الشعبية يعملن على ابتكار تصميمات جديدة يتفردن بها من حيث الأقمشة والألوان والرسومات والأكسسوارات، كما تتنافس محلات الذهب على طرح كل ما هو جديد ومبهر من ذهب تراثي لهذه المناسبة.
وأضافت مريم الزعابي، أن الاحتفالات الحالية اختلفت عن الاحتفالات سابقًا، حيث كانت الأمهات والجدات تخيط قماش الخريطة ويجمع بالمطاط، وتوضع له خيوط في فتحة الفم ليتم جمعه، كما كانت الملابس التراثية تتم خيطها في البيت، وكانت البنات يتزين بالذهب الأصلي وتتحنى وتعكس شعرها، وتخرج للفريج بعد صلاة العصر وهي في أبهى حلة، أما الأولاد فيرتدون الكندورة. وكانت الاحتفالية بسيطة ومبهجة للكبار والصغار، بحيث تقتصر التوزيعات على المكسرات والحلويات التقليدية التي يقدمها السكان والعوائل للأطفال الذين يدقون بيوتهم، وكان لكل طفل نصيب "صاع يد" من الحلويات والمكسرات.
وتضيف "اليوم الأمور اختلفت، وأدخلت عليها تحديثات كثيرة مع حفاظها على روحها الأصيلة، من مأدبة التجمعات، إلى ملابس الأطفال، التي اشتملت هذه السنة على رسومات تراثية مثل صورة الفنر، وكتابات مثل حق الليلة، ولم تقتصر الاحتفالات على صغار السن، بل أصبحت تشمل الأمهات والجدات، وأصبحنا نشتري كل ما هو تراثي من دلال مزينة بالتلي والمفارش، كما ترتدي النساء كل ما هو تراثي من أزياء وذهب خصيصًا لهذه المناسبة".
مهرجان مصغر
وتقول آمنة الزعابي إن احتفالات "حق الليلة" تحولت بفضل إبداعات الأمهات إلى مهرجان مصغر، وأصبحت منطقة الزعاب في أبوظبي خاصة، تشهد حضور العديد من شاحنات الفوشار والمثلجات وغزل البنات، بينما يتحول الفريج بكامله إلى بيوت مفتوحة في وجه الأطفال الذين هم بالأساس أبطال المناسبة، مرتدين أبهى الملابس التراثية وأجملها، مؤكدة أن إبداعات هذه السنة اختلفت عن السنة الماضية، من حيث الأشكال والقصات وكتابة الجمل بخط عربي جميل على الملابس، إلى جانب القطع الذهبية من خناق ومرتعشة ومرية، وتعليقات عليها أسماء الأطفال، بحيث تشتري الأمهات الذهب لبناتهن، إلى جانب الأزياء التراثية.
كما تتجمع نساء العائلة في البيت الكبير للاحتفال منذ دخول وقت العصر، ويتم تحضير المأكولات الشعبية بكافة أشكالها وأنواعها، مشيرة إلى أنها تعمل دائمًا على أفكار جديدة ومتفردة لرسم الفرحة على وجوه الأطفال وجعلها مناسبة تحفر في الوجدان والذاكرة.
توزيعات جديدة
الطفلة شيخة الزعابي، هي بطلة من بطلات "القرقيعان" تجوب الفريج بفستانها الملون وأكسسواراتها الذهبية، تحمل الكيس الذي ملأته بالحلويات والمكسرات وهي مبتهجة، وتبدي سعادة كبيرة وهي تجوب المكان هي وصديقاتها وإخوانها، مشيرة إلى أن التوزيعات لا تشمل فقط الحلويات والمكسرات، بينما تضم بعض الأكسسوارات والعقود.