أنقرة ـ جلال فواز
كشفت مصادر إعلامية تركية عن وصول دفعة جديدة من الأسلحة والآليات العسكرية مرسلة من الولايات المتحدة إلى وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري)، والمكون الأكبر لتحالف قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وقالت وسائل إعلام تركية، أمس، إن دفعة جديدة من الأسلحة مقدمة من أميركا، سلمت إلى الميليشيات الكردية، مساء أول من أمس، مشيرة إلى أن الأسلحة والمساعدات العسكرية دخلت من شمال العراق عبر الحسكة، وأنها مؤلفة من سيارات دفع رباعي وشاحنات كبيرة مغلقة.
وأعلنت أنقرة، أخيرًا، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعهد للرئيس رجب طيب إردوغان خلال اتصال هاتفي بوقف إمداد الميليشيات الكردية بالسلاح، لكن البيت الأبيض قال إن ترمب أطلع إردوغان على “تغييرات” في سياسة منح الأسلحة للحلفاء في الحرب على “داعش” في سورية.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد أيام قليلة من الاتصال الهاتفي، أنها ستواصل تقديم الأسلحة للحلفاء على الأرض في سورية في إطار استكمال الحرب على داعش، ما أثار انتقادات واسعة من جانب أنقرة التي قالت إن مؤسسات أميركية تسعى إلى تحريف وعد ترمب لأنقرة، ويثير تسليح واشنطن للميليشيات الكردية قلق أنقرة التي تخشى نشوء كيان كردي على حدود تركيا الجنوبية، وتصنف حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه امتداد لحزب العمال الكردستاني (التركي) المحظور الذي تعتبره تركيا وأميركا والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، استناداً إلى مصادر وصفها بـ”الموثوقة” إن رتلاً يضم عدداً من الآليات التابعة للجيش التركي اجتاز الشريط الحدودي بين لواء “إسكندرون” ومنطقة كفرلوسين بريف إدلب، ودخل إلى الأراضي السورية في الساعات الأولى من صباح أمس، وتوجه إلى مناطق تواجده في محيط منطقة عفرين، على خطوط التماس بين الفصائل والقوات التركية من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردية من جهة أخرى.
ويأتي دخول هذه المعدات والآليات العسكرية التركية في إطار عملية إقامة نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب الذي تم التوصل إليه منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي. وبدأ الجيش التركي إنشاء أولى هذه النقاط بعد دخول أول دفعة من قواته في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد بدء دخول قوى استطلاع تركية إلى ريفي إدلب وحلب، وتجولها في المنطقة، تحت حماية هيئة تحرير الشام، فيما كان آخر رتل للقوات التركية دخل في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وضم آليات عسكرية وأخرى هندسية، عبرت نحو منطقة الشيخ عقيل التي يسيطر عليها مقاتلو حركة نور الدين الزنكي على تخوم عفرين، وانتهت القوات التركية من إقامة 3 نقاط مراقبة من أصل 12 نقطة داخل عفرين، وتقع هذه النقاط على بعد نحو 4 كيلومترات فقط من مناطق تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين التي تسعى تركيا لطرد الميليشيات الكردية منها، حيث باتت تحاصرها من 3 جهات هي إدلب داخل الأراضي السورية، وكليس وهطاي جنوب تركيا على الحدود مع سورية.
ويعقد المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، اليوم الأحد، مؤتمره العام الأول، في مدينة إسطنبول بمشاركة ممثلين عن أكثر من 60 قبيلة وعشيرة، وقال رئيس المجلس رافع عقلة الرجو، لوكالة الأناضول التركية، أمس، إن المؤتمر يضم ممثلين عن جميع العشائر في سورية من العرب والتركمان والأكراد والمسيحيين والدروز والأرمن، إلى جانب فعاليات ثورية وشخصيات معارضة، مشيراً إلى أن المؤتمر سيخرج بقرارات مهمة تخص الشعب السوري، وأشار الرجو إلى أن الوفود المشاركة ستأتي من داخل سورية ومن تركيا ومن عدد من الدول، حيث يستمر المؤتمر ثلاثة أيام تحت شعار “العشائر والقبائل الضامن لوحدة النسيج السوري ودعم الاستقرار وعودة المهجرين”.
وأكد أن الهدف الرئيس للمؤتمر هو رص الصفوف للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وإسقاط نظام الأسد والميليشيات الطائفية التي تحارب إلى جانبه، كما ستتم مناقشة إنشاء جيش وطني يضم أبناء جميع القبائل والعشائر. وشدد على أن جميع المشاركين متفقون على وحدة التراب السوري ويرفضون مشاريع التقسيم والفيدرالية التي يسعى إليها حزب الاتحاد الديمقراطي فرضها، وأوضح أنه سيتم تشكيل أمانة عامة ينتخبها المؤتمر ستشرف على الفعاليات المستقبلية، إلى جانب لجان قانونية وسياسية وعسكرية.
يذكر أن المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، تأسس مطلع العام الجاري، في ولاية شانلي أورفا التركية (جنوب تركيا)، وعقدت عدة اجتماعات في مدينتي أورفا وأنقرة تمهيداً لمؤتمرها العام. واتفق رؤساء نحو 50 عشيرة سورية، في مارس (آذار) الماضي على تأسيس جيش “عشائر الجزيرة والفرات” لتحرير مناطقهم من سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي و”داعش”، خلال المؤتمر العام للعشائر والقبائل السورية في منطقة الجزيرة والفرات الذي عقد في شانلي أورفا بمشاركة 50 من شيوخ العشائر السورية التي تقطن مناطق الرقة والحسكة ودير الزور، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية رفضه حضور المؤتمر الوطني للحوار السوري الذي دعت روسيا لعقده في سوتشي، والذي كان مقررا في نوفمبر، وتأجل إلى فبراير (شباط) المقبل، بسبب رفض مختلف فصائل المعارضة السورية إلى جانب تركيا حضوره، كما اشترطت تركيا عدم حضور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري حتى تشارك فيه، ويتزامن انعقاد المؤتمر مع زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة غداً الاثنين، سيناقش خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مسألة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري المعروف باسم “مؤتمر شعوب سورية”.