الدكتورة زبيدة الإسماعيلي رئيسة قسم أمراض الكلى

أكدت الدكتورة زبيدة الإسماعيلي رئيسة قسم أمراض الكلى «أطفال» في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن المدينة الطبية توفّر علاجاً لمرض «تهيج خلايا الكلى» المعروف بـ «HUS»، الذي يعد من أخطر الأمراض التي تصيب الكلى لدى الأطفال، ويؤدي إلى القصور الكلوي والفشل السريع للكلى ما لم يتم علاجه بسرعة.

وأشارت إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية توفر الدواء الخاص بتلك الحالات، حيث أثبت نجاحاً كبيراً في علاج هذا المرض، خاصة عند تقديم العلاج في وقت مبكر، لافتة إلى أن مدينة الشيخ خليفة الطبية نجحت في تقديم هذا العلاج للعديد من الأطفـــال وتم تدارك أصابتهم من الفشل الكلوي، حتى أن بعض الأطفال جاءوا إلى المستشفى في حالة متأخرة وصلت إلى القــصور الكـــلوي والغسيل وتم إعطاؤهم العلاج إلى أن تم توقيف الغسيل الكلوي وشـــفاؤهم تماماً من المرض.

أقرأ أيضًا : نقل متهمة أميركية إلى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي

35 عملية

وقالت الدكتورة الإسماعيلي: إنه منذ بدء عمليات زراعة الكلى في المدينة الطبية في عام 2009 تم إجراء 35 عملية زراعة للكلى للأطفال حتى الآن، مشيرة إلى أنه منذ بدء سريان قانون نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية من المتوفين دماغياً في الدولة تم إجراء 5 عمليات زراعة كلى للأطفال، مؤكدة أن التوجهات الحديثة في الطب تتجه إلى الزراعة كحل مفضل عن الاستمرار في الغسيل خصوصاً للأطفال، حيث إن مراكز الغسيل الكلوي في كندا وغيرها من الدول المشهورة بزراعة الأعضاء لم يعد لديها إلا أعداداً قليلة من المرضى الأطفال الذين يقومون بالغسيل الكلوي، ومن هنا تأتي أهمية دعم جهود التبرع سواء بين الأقارب أو التبرع بعد الوفاة داخل الدولة.

وتوقعت الدكتورة الإسماعيلي تطور التبرع وزراعة الأعضاء في دولة الإمارات خلال السنوات القليلة المقبلة بعد دخول قانون نقل وزراعة الأعضاء من متبرعين متوفين حيز التنفيذ.

وأوضحت أن الغسيل الكلوي عموماً يرفع تحسّن وظائف الكلى بنسبة 30% فقط، بينما تستطيع الكلى المزروعة أن تؤدي من 80 إلى 90% من الوظائف، حتى مع وجود الأدوية المثبطة للمناعة لمنع الجسم من رفض الكلى المزروعة، مؤكدة أن الكلى المزروعة يمكن أن تستمر في أداء عملها حتى 15 سنة أو أكثر.

مركز متطور

وذكرت أن مركز زراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية للكبار والصغار يعد من المراكز الطبية المتطورة وهو مجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة، ويشرف على برنامج زراعة الكلى فريق طبي وفني وإداري مؤهل تأهيلاً عالياً ويمتلك خبرات واسعة في مجال عمله، وهو مجهز لإجراء عمليات نقل وزراعة الكلى بشكل يومي وتقديم خدماته لمئات الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى، كالفشل الكلوي الحاد والمزمن وأمراض الكلى العامة وغسيل الكلى، وأمراض حصى الكلى والتهاب الكلية.

وقالت: إن مدينة خليفة الطبية تعد من أفضل المراكز في المنطقة التي يتم تحويل الأطفال المرضى إليها لعلاجهم من الأمراض المستعصية المرتبطة بمشكلات الكلى، بما فيها الغسيل الكلوي والحالات الصعبة لمشكلات في بطاقات الضمان الصحي، حيث يتم استقبال الأطفال المرضى من كل إمارات ومناطق الدولة خاصة الحالات الإنسانية وتوفير العلاج المناسب سواء كانت غسيلاً كلوياً أو علاجات خاصة لحين استقرار حالاتهم.

وتطرقت الدكتورة الإسماعيلي إلى الخدمات المقدمة في قسم الكلى أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية وأشارت إلى أنه يقدم جميع أنواع علاجات الكلى المعرفة ابتداء من حالات العيوب الخلقية في الكليتين والالتهابات المتكررة أو التهيجات الكلوية أو التي يتسبب فيها ارتفاع ضغط الدم، مرورا بالفشل الكلوي وقصور الكلي بمراحلها المختلفة وانتهاء بالغسيل الكلوي أو الزراعة سواء لمرضى داخل الدولة أو من خارج الدولة في حال توفر متبرع عائلي لهم.

متابعة

وذكرت الدكتور الإسماعيلي أن قسم الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية يتابع العديد من الحالات المرضية التي قامت بإجراء عمليات زراعة الكلى خارج الدولة، تشمل بعضاً من الدول التي وللأسف يلجأ البعض إلى مراكز غير قانونية، حيث يتم إجراء مثل هذه العمليات في مستشفيات ومراكز صحية تفتقر إلى أبسط متطلبات الرعاية الصحية الجيدة وبالتالي بمجرد الزراعة والعودة إلى الدولة يتعرض المريض لمضاعفات كثيرة، مشيرة إلى أنه بمقارنة حالات المرضى الذين زرعوا كلى خارج الدولة وأقرانهم داخل الدولة نشاهد فرقاً كبيراً جداً، وذلك ببساطة أن عمليات الزراعة التي تجرى في مستشفيات الدولة تتم وفق أحدث المعايير العالمية عبر ثلاث مراحل تشمل التشخيص الدقيق وتجهيز المريض والمتبرع بالكلى من خلال سلسلة من الإجراءات والفحوصات والأشعات التي تشمل فحوصات الدم والالتهابات والقلب وتطابق الأنسجة لضمان سلامة المريض والمتبرع ومن ثم إجراء العملية ومتابعة كلاهما بعد إجراء العملية.

نوعان للغسيل

وأضافت الدكتورة الإسماعيلي أن مدينة الشيخ خليفة الطبية تقدم نوعين من الغسيل الكلوي للأطفال المرضى، الأول: يتم بطريقة تنقية الدم عبر أجهزة الغسيل، والثاني الغسيل البريتوني، مشيرة إلى أنه في الوقت الحالي لدينا 20 طفلاً من المرضى يقومون بالغسيل الكلوي «10 مرضى غسيل دموي و10 غسيل بريتوني»، مشيرة إلى أن الغسيل الكلوي البريتوني يمثل طريقة أخرى لإزالة الفضلات من الدم عندما لا تعود كلى المريض قادرة على القيام بهذه المهمة على نحوٍ كافٍ وبدلاً من تنقية الدم من خلال غشاء اصطناعي خارج الجسم ـ كما هو الحال في الغسيل الكلوي الدموي ـ يقوم بتنقية الدم داخل الجسم باستخدام الغشاء البريتوني، وهو غشاء رقيق يغلف جميع الأعضاء الموجودة في البطن.

أسباب الإصابة

وأوضحت أن إصابة الطفل بأمراض الكلى المختلفة تعود إلى أسباب عديدة منها الوراثية أو الجينية أو بسب عيوب خلقية إلى جانب الأمراض المكتسبة ومنها التهيج الكلوي، أو بسبب عوامل أخرى تكون ناتجة عن وجود نزيف حاد أو جفاف حاد أو التهابات في الدم، أو ربما لمضاعفات ناتجة عن أدوية معينة لها تأثيرات سلبية على الكلى.

ويحدث الفشل الكلوي الحاد عندما تصبح الكلية عاجزة عن تصفية نواتج الفضلات في الدم، حيث تنظف الكلى السليمة الدم بتـــخليصِه من السوائل الزائدة والأملاح والفضلات، كما تقوم بتخليق الهرمونات التي تحافظ على قوة العظام وسلامة الدم، وفي حال حدوث تلف الكليتين تتـــوقفان عـــن العمل فتتراكم الفضلات الضارة في الجسم، وقد يرتفع ضغط الدم، ويحبس الجسم السوائل الزائدة ولا يصنع ما يكفي من كريات الدم الحمراء، وتدعى هذه الحالة بالفشل الكلوي الحاد.

9 وحدات

تضم وحدة غسيل الكلى للأطفال بمدينة الشيخ خليفة الطبية 9 وحدات غسيل بسعة 27 مريضاً يومياً، إذ تقدم 4 جلسات غسيل أسبوعياً لكل طفل، وتستغرق كل جلسة نحو 4 ساعات، وتضم الوحدة غرفة للغسيل البروتوني وغرفة للعزل وعيادات المعاينة وغرفة لطاقم التمريض، بالإضافة إلى صالة استقبال للمرضى وذويهم، وقد تم تصميم الوحدة وفق أحدث النظم العالمية وروعي فيها أن تكون ذات بيئة ملائمة وجذابة للأطفال

قد يهمك أيضًا :

جمال سند السويدي يزور مدينة الشيخ خليفة الطبية

مدينة الشيخ خليفة الطبية تحتفل باليوم العالمي لمرض الناعور