الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم

أكدت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، الالتزام بتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لاستدامة الخير في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم، وخدمة الإنسانية أولاً وأخيراً.

حيث يولي سموه اهتماماً كبيراً بالجانبين الإنساني والتنموي داخل الدولة وخارجها، بهدف الارتقاء بحياة الملايين من الناس حول العالم، ويعلي من قيمة الإنسان في مجتمعه، منطلقاً من مبادئ وأسس وقيم إنسانية نبيلة غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت دافعاً له لتعزيز موقع الدولة على خريطة العالم للعمل اﻹنساني.

وقالت سموها: إن «مبادرة المنال الإنسانية» تهدف إلى نشر قيم التكافل والتسامح والتعايش والتعاون بين الشعوب من أجل خير الإنسانية، هذه المفاهيم النبيلة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عند بناء الدولة.

وأضافت: إن حملة «لتعليمها» العام الماضي، التي أطلقتها «مبادرة المنال الإنسانية» عام 2013، بالتعاون مع «دبي العطاء»، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تهدف إلى دعم تعليم الأطفال، وبالأخص الفتيات، في الدول النامية والمناطق التي تواجه فيها الفتيات تحديات تعليمية، ترسيخاً للقيم الإماراتية التي تعزز أهمية العمل الإنساني.

وأضافت سموها أن أيادي الإمارات البيضاء منذ تأسيس الدولة امتدت بمشاريع تنموية وعمل إنساني إلى كافة الشعوب على اختلاف دياناتها وألوانها وثقافاتها، حتى باتت أول دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم قياساً إلى دخلها القومي الإجمالي، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.

وأعربت سموها عن سعادتها البالغة بتدشين «مبادرة المنال الإنسانية» الأسبوع الماضي لأول مدرسة تعليم ابتدائي في جمهورية السنغال احتفاءً بعام زايد، وضمن حملة «لتعليمها» وسط فرحة وترحاب كبيرين بوفد المبادرة من السكان المحليين بقرية أنغاخاي في منطقة تايهيس غرب البلاد، وقالت سموها «أنا اليوم في غاية السعادة بأن أرى حملة لتعليمها التي أطلقناها العام الماضي بالتعاون مع دبي العطاء في مرحلة التنفيذ».

وأكدت أن هذا المشروع التعليمي هو بداية لسلسلة مدارس وبرامج تعليمية في عدد من الدول النامية، حيث سنواصل مسيرة هذه الحملة التعليمية في العديد من المناطق التي تواجه فيها الفتيات تحديات تعليمية.

وقد وجهت سموها بوضع حجر الأساس لمدرسة التعليم الابتدائي بقرية أنغاخاي في إقليم تايهيس غربي السنغال كجزء من مشروع تعليمي متكامل لتعليم الأطفال وتأهيل المعلمين أيضاً.

زيارات

إلى ذلك، بينت لمياء خان مديرة نادي دبي للسيدات أن مبادرة «لتعليمها» التي أطلقتها «مبادرة المنال الإنسانية» عام 2017 تستهدف تعليم الأطفال والفتيات على وجه الخصوص في العديد من الدول النامية هي السنغال ومصر ونيبال وأوغندا وأثيوبيا، وقد تم تنفيذ برنامج تعليمي العام الماضي في مصر، وهذا العام بدأنا ببناء مدرسة في السنغال وستتواصل المسيرة بإذن الله في بقية الدول المستهدفة ودول أخرى، مشيرة إلى دور المصممات الإماراتيات المشاركات في معرض «التصميم للأمل» في تحقيق هذا المشروع التعليمي على أرض الواقع بجمهورية السنغال.

مؤكدة على أن مشاركتهن في هذه الرحلة تأتي من كونهن جزءا من هذا المشروع، وكي يعشن التجربة بكل تفاصيلها، بالإضافة كذلك لتحفيز روح التطوع بالوقت والوقوف على مدى التحديات التي تواجه المرأة هناك، وحاجتها الماسة للتعليم لتنهض بمجتمعها، وأضافت: المصممات شاركننا خطوة بخطوة إبتداءً من وضع حجر الأساس لورش العمل الفنية وحتى إطلاعهم على طبيعة الحياة في تلك القرية والاختلاط بأهلها الطيبين«، معربة عن سعادتها ببهجة وحفاوة أهل قرية أنغاخاي، وكرم استقبالهم الذي سيبقى في الذاكرة، كما ستبقى هذه التجربة التي تعلمنا منها الكثير.

وأضافت خان: المصممات كن ضمن وفد «مبادرة المنال الإنسانية»، حيث شاركن في عمليات الحفر ووضع حجر الأساس ومرحلة التشييد الأولى للمدرسة والفعاليات والبرامج الثقافية والفنية التي نظمناها لأهل المنطقة، وتعرفن على طبيعة القرية التي قمنا بزيارتها، كما أجرين محادثات ملهمة مع سيدات القرية حول المستقبل وحول رغبتهن الشديدة في تعليم أبنائهن وتغيير حياتهن للأفضل.

فقد كان الهدف الأساسي من زيارتهن للسنغال هو المشاركة في تنفيذ المشروع ورؤيته وهو يتجسد ويساعد أناساً في أمس الحاجة له، وهو أمر ينضوي على الكثير من الإلهام لهن وللآخرين الذين يرغبون في عمل الخير فليس هناك أجمل من أن ترى الفرحة في عيون محتاج وأن ترى أن ما تقدمه يحقق أحلاماً أكبر من تصوراتك.

وأضافت أن الوفد المتطوع لتنفيذ الحملة مكون من 13 شخصا بينهم موظفات مؤسسة دبي للمرأة ونادي دبي للسيدات والإعلامية ديالا علي، بالإضافة لـ 5 مصممات كن قد شاركن في معرض التصميم للأمل الذي نظمه نادي دبي للسيدات عامي 2017 و2018 والذي خصص ريعه لدعم هذه الحملة وهن: هند الفلاسي وهند المطوع وحصة الهاشمي وفاطمة الهاشمي وخلود بن ثاني، بالإضافة للإعلامية ديالا علي، وقد كانت عدد القطع التي تبرعن مع غيرهن من المصممات أكثر من 2000 قطعة في نسختي 2017 و2018 من المعرض.

رحلة ملهمة

من جهتهن، عبرت عضوات وفد«مبادرة المنال الإنسانية» عن سعادتهن بهذه التجربة في العمل التطوعي خلال رحلة عمل لم تكن عادية على الإطلاق، مشيدات بالجهود الإنسانية لسمو الشيخة منال بنت محمد، حيث قالت المصممة الإماراتية هند المطوع: منحتني هذه الرحلة رضا النفس والتعمق في المعاني الإنسانية والإدراك الحقيقي والعملي لطبيعة الحياة وصعوبتها في بعض مناطق العالم الثالث، كما حفزتني كثيراً لعمل المزيد من الأعمال التي يمكن أن تحدث فارقاً نوعياً في حياة الناس، كل شيء يمكن تحقيقه طالما عقدنا العزم وأخلصنا النية وركزنا في أهدافنا وما نطمح إليه.

وأضافت: جعلتني هذه الرحلة أشعر بالامتنان على العديد من المستويات، حيث حصلنا على فرصة المشاركة على أرض الواقع في تحقيق الأمنيات التي حملناها معنا ونحن نشارك في المعرض الخيري»التصميم للأمل«، وشاركنا في عملية بناء المدرسة بداية من حفر الأساس وصنع الطابوق المستخدم في التشييد حتى بناء الجدار الأول للمدرسة. لطالما كان هذا حلماً أصبح حقيقة من خلال التبرعات المقدمة من مشاركتنا في المعرض .

الاختيارات الصعبة

الإعلامية الإماراتية ديالا علي عبرت عن سعادتها واعتزازها بهذه التجربة وقالت: كان من الممكن أن نختار إرسال الأموال التي تم جمعها من معرض التصميم للأمل وتوكيل المسؤولين في هذا المجال لمتابعة المشروع، لكننا اخترنا المجيء إلى هنا بعد رحلة طيران استغرقت 13 ساعة إلى داكار مروراً بغينيا، وأكثر من ساعة يومياً بالحافلة للوصول إلى هذه القرية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة والعمل بأيدينا في المشروع.

وتابعت ديالا حديثها: نعم اخترنا ذلك وكلنا سعادة بهذه الفرصة التي أتاحت لنا المساهمة في عمل الخير ورؤية فرحة أبناء المنطقة وأهالي القرية بوجودنا معهم، نحب الاختيارات الصعبة، هذا ما تعلمناه، فالحياة تحلو باجتياز الصعاب، حرارة الشمس هنا في وسط النهار مرتفعة، أدوات البناء ثقيلة وحادة لم يسبق لنا التعامل معها، لا توجد مياه لخلطها مع الرمال لصنع الطابوق.

لذلك كان علينا قطع المسافة سيراً على الأقدام لجلبها من البئر، الأرض صلبة لكننا حفرناها بعزيمة وسعادة من أجل هدف نبيل هو إسعاد هذه القرية، وما كان ذلك ليتحقق لولا العزيمة العالية يداً بيد من متطوعات هذه الرحلة.

دولة المحبة

وقالت المصممة حصة الهاشمي: بروح المحبة والإنسانية والأخوة الصادقة جئنا من دولة المحبة، نمد يد العون وننشر العلم لتزداد مساحة الحب بين الإنسان وأخيه الإنسان في جميع أرجاء الأرض، رحلة»لتعليمها«إلى السنغال هي من أهم التجارب الإنسانية في حياتي، فقد جعلتني أكتشف حصة جديدة، بقدرات هائلة وقلب مليء بالحب والرغبة في مزيد من العمل الإنساني والتطوعي الذي يسعد الآخرين ويؤثر إيجاباً في حياتهم.

نهج زايد

وأضافت المصممة فاطمة الهاشمي: الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يزرع الصحراء فقط، بل زرع فينا القيم والفضائل، ونحن سعداء بأننا في عام زايد نسير على نهجه في نشر المحبة والعطاء والفرح في عيون أطفال السنغال ونشر العلم الذي بنوره تقوم الأمم وترتقي، ونشكر»مبادرة المنال الإنسانية«التي أتاحت لنا فرصة تحقيق هذا الحلم.

وأضافت: كما قال المغفور له الشيخ زايد»نحن نؤمن بأن الخير الذي حبانا به الله عز وجل يجب أن يعم الأشقاء والأصدقاء والإنسانية جمعاء"، فنحن أبناء الإمارات نؤمن بهذا المبدأ ونسعى لتطبيقه وتحقيقه ونغرسه في أبنائنا، ليستمر العطاء الإنساني مستداماً على مر الأزمان والعصور.

مؤكدةً أن هذه التجربة أثرت في شخصيتها منابع الإنسانية وعززت لديها حب العطاء والتقارب مع شعوب الأرض جميعاً، مشيدةً بالجهود الإنسانية لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، متمنيةً أن تكون جزءاً مستمراً من هذا العطاء.

كما أعربت هند الفلاسي عن سعادتها بالتجربة ووصفتها بأنها فريدة من نوعها، وتؤكد أن التعليم أساس النجاح لأي مجتمع من حيث التقدم والتطور وتحسين ظروف المعيشة، مشيرةً إلى أنها أتاحت لها فرصة جديدة للتحاور مع الشعوب والتعرف على ثقافات جديدة ومواصلة الحياة بطاقة جديدة اكتسبتها خلال هذه الرحلة التي تلمست فيها المعنى الحقيقي لإمكانية التأثير الإيجابي في حياة الآخرين.

لمياء خان لـ« »: تعليم 157 طفلاً في السنغال

أكدت لمياء خان مديرة نادي دبي للسيدات لـ«البيان» أن مبادرة «لتعليمها» استهدفت 157 طفلة وطفلاً في السنغال في المرحلة الحالية، على أن يتم دراسة الأمر في المراحل القادمة، مشيرة إلى أن دبي للعطاء هم شركاء المؤسسة في حملة «لتعليمها» وهم حلقة الوصل بيننا وبين البلدان المستهدفة في الحملة، فهم من يقترحون البلدان والأماكن التي تحتاج للدعم في مجال التعليم، وهم من يقترحون القرى الأكثر احتياجاً، بالتعاون مع مؤسسات محلية في الدول النامية مثل «بيلد أون».

وذلك يرجع لخبرتهم الطويلة في هذا المجال والممتدة لأكثر من 11 عاماً في تعليم الأطفال وتحسين فرصهم في تلقي تعليم جيد في الدول النامية، الأمر الذي ساعدنا على أن ننجز مهمتنا بنجاح وبأفضل صورة ممكنة.

وقالت إن نادي دبي للسيدات، بقيادة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، سيواصل هذه المسيرة انطلاقاً من ثقافة العطاء لدى الشعب الإماراتي، والذي دأب على تنظيم معرض التصميم للأمل سنوياً منذ عام 2013 دعماً لقضايا إنسانية متنوعة آخرها حملة «لتعليمها».

وأكدت أن أجمل شعور للإنسان هو أن يرى السعادة في عيون أطفال أبرياء في قرية صغيرة وبسيطة، وأن يرى الفرحة والأمل في عيونهم لشعورهم أن أحلامهم على وشك أن تتحقق، وأن نسهم في توفير أحد أهم حقوقهم الأساسية وهو التعليم، مؤكدةً على أهمية التعليم في توفير مستقبل أكثر أماناً