خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل

أكد خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسست أرضية صلبة للانطلاق نحو المستقبل والاستعداد له بشكل علمي ضمن القطاعات الرئيسية كافة، بما يستدعيه ذلك من تعزيز القدرات النوعية للأجيال القادمة وضمان فرصها لمواصلة عمليات التطوير لتلبية متطلبات التنمية كافة، إذ يشكل ذلك الإطار العام للأهداف الاستراتيجية والخطط المستقبلية التي تعمل مؤسسة دبي المستقبل على تنفيذها.

وأوضح خلفان بلهول أن الأهداف الأساسية التي وضعها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، للمؤسسة ترمي لتأكيد مساهمتها الفعّالة في تنفيذ أجندة دبي للمستقبل والاضطلاع بدور أساسي في استشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية على المديين المتوسط والطويل بالشراكة مع القطاعين العام والخاص بوصفهما شركاء لا غنى عنهم ضمن مختلف مسارات التنمية وبالتعاون مع مجموعة كبيرة من المؤسسات العالمية المعنيّة بعلوم المستقبل وإنتاج الصيغ والحلول المبتكرة لمواجهة التحديات سواء الراهنة أو المحتملة.

جاء ذلك خلال «جلسة مع مسؤول» التي عقدها المكتب الإعلامي لحكومة دبي ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها بحضور نخبة من القيادات الإعلامية المحلية والعالمية العاملة في الدولة بهدف إثراء عملية التواصل الإيجابي البنّاء بين المجتمع الإعلامي وكبار مسؤولي الجهات الحكومية ضمن قطاعات حيوية مهمة تعد الأكثر تماسا مع حياة الناس وتأثيرا فيها.

منصات ومشاريع

وخلال الجلسة، قال بلهول: «بادرت المؤسسة بإطلاق مجموعة من المنصات والمشاريع التي تركز على صناعة المستقبل ودعم جهود مختلف الهيئات والجهات الراغبة في استكشاف أبعاد وسبل جديدة لتطوير الأداء والمخرجات عبر تحفيز عملية الابتكار وتطبيق حلول جديدة في شتى مناحي العمل، حيث تركز المؤسسة على التخصصات والمجالات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة بوصفها الأقدر على رفع تنافسية القطاعات المختلفة عبر رفدها بالآليات والوسائل المعتمدة على الأسس العلمية».

وتطرّق إلى الإسهامات المختلفة للمؤسسة في إطار تحقيق أهدافها الاستراتيجية وقال: «يأتي في مقدمة المنصات التي أطلقتها المؤسسة «مسرعات دبي للمستقبل» التي تُشكل حاضنة أعمال غير تقليدية عبر تبنيها لبرنامج يتميز عن البرامج الأخرى بتركيزه بصورة أساسية على تطوير واستخدام المنتجات والنماذج الأولية المستقبلية على مستوى دبي بالكامل، والتطبيق الفعلي للأفكار الجديدة في العالم الحقيقي ووضعها موضع التنفيذ بدون تردد».

دعم

وأشار إلى أن تحقيق هذا يعتمد في الأساس على الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لجهود المؤسسة لقناعتها بأن الأفكار المبتكرة يجب أن تتلقى كل الدعم حتى ترى النور، وهو ما يميز دبي عن غيرها كمدينة يقوم جوهرها على الإبداع وكونها سبّاقة إلى تبني الأفكار الجديدة وتقديم مختلف سبل الدعم للمواهب القادرة على التفكير خارج الأطر التقليدية.

وتُعد «مسرعات دبي للمستقبل» من أوائل المنصات التي أطلقتها المؤسسة للربط بين كبرى شركات الابتكار على مستوى العالم وقادة المؤسسات الحكومية ورواد الأعمال في دبي لتحقيق جملة من الأهداف بغية التوصل إلى حلول مبتكرة لاقتناص الفرص المواتية ومجابهة التحديات الملحّة ضمن القطاعات الرئيسية كافة باستخدام تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وعلم الجينوم، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحسابات المالية، ومحاكاة الطبيعة، والتكنولوجيا الحيوية.

منطقة 2071

وعن أسباب تأسيس «منطقة 2071»، أكد خلفان جمعة بلهول أنها تشكل بوابة عبور إلى الغد ومنصة لتطبيق نموذج الإمارات لتصميم المستقبل، وتجسد أهداف مئوية الإمارات 2071 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتشكّل برنامج عمل حكومي طويل الأمد اُستلهمت ملامحه من المحاضرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأجيال المستقبل.

وقال: «كان الحافز وراء تأسيس «منطقة 2071» هو دعم جهود الجهات الإماراتية كافة التي تتكامل من أجل الوصول للهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع وهو دعم جهود دولة الإمارات في تصميم المستقبل للأجيال القادمة».

وتُعد «منطقة 2071» مختبراً مفتوحاً للتعلم وتطوير الأفكار والتجارب وتصميم المستقبل فضلاً عن كونها مساحة لاختبار الحلول المبتكرة توفر للجهات في القطاعين الحكومي والخاص إمكانيات ومرافق متطورة بما يشمل المسرعات الحكومية ومسرعات دبي للمستقبل ومركز الشباب، ما يجعلها منصة تفاعلية للعقول الخلاقة لتطوير الحلول الناجعة للتحديات الأساسية، وتطبيق الأفكار الجديدة ذات الجدوى وتوظيفها بالأسلوب الأمثل في خدمة المجتمع.

تكامل الأهداف

وقال إن مبادرات المؤسسة تراعي تكامل الأهداف واتساقها مع التركيز على القطاعات المختلفة كما هو الحال في مبادرة «دبي X 10» الهادفة لتسريع وتيرة العمل الحكومي ورفع كفاءته، كما تُعنى المؤسسة بتأهيل العنصر البشري وتدريبه وهو الهدف الذي تجسد في مبادرة «مليون مبرمج عربي» التي جاءت لتترجم على أرض الواقع قناعة القيادة الرشيدة بضرورة الاستثمار في البشر بوصفهم العنصر الأكثر أهمية في شتى معادلات التنمية وهو ما أثبتته التجربة الإماراتية التي بدأت منذ 47 عاماً اعتماداً على كوادر بشرية مؤهلة ساهمت في إرساء الأساس الراسخ الذي قام عليه صرح دولة الاتحاد.

وقد استفاد عدد كبير من الشباب العربي من البرامج الدراسية المعتمدة التي تقدمها مبادرة «مليون مبرمج عربي» بالتعاون مع أرقى المؤسسات التعليمية في مجال البرمجة وعلوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي علاوة على المنح الدراسية والجوائز التحفيزية ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل مناسبة وتأسيس مشاريعهم الخاصة، وذلك ضمن مساعي المؤسسة بتقديم باقة مستدامة ومتكاملة من الحلول ترفد الطلاب بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة متغيرات سوق العمل التي تتجه بشكل كبير نحو العالم الرقمي.

القيادة الفكرية

وتناول خلفان بلهول دور المؤسسة في إثراء الأنشطة الفكرية المتعلقة بعلوم المستقبل وتقنياته موضحاً أن «متحف المستقبل» سيسهم في تعزيز مكانة دبي بين أوائل المراكز الإقليمية والعالمية الرائدة لتطوير تكنولوجيا المستقبل، فضلاً عن دور المتحف في دعم جهود الإمارة لترسيخ مكانتها كمدينة جاذبة للعقول النابهة والمواهب المؤهلة بما يعين على تنفيذ خططها وتطوير تصورات متكاملة حول ملامح مستقبل القطاعات الرئيسة.

وعن مستجدات المتحف، أشار إلى أن العمل يجري على قدم وساق بعد أن تم الإعلان منذ أيام قليلة عن وضع القطعة الأخيرة في بنيته الهيكلية التي تعكس قيمة المتحف كنموذج متفرد للمنصات المعنية بعرض وتجربة العلوم والتكنولوجيا والابتكارات المستقبلية، لافتاً إلى أن المتحف يعد تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل دبي ودولة الإمارات، كونه وسيلة مناسبة لعرض الأفكار والتصورات التي تحدد الأطر العامة لشكل الحياة في المستقبل.

«حوارات دبي المستقبل»

وتطرق الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلال اللقاء إلى منصة «حوارات المستقبل» التي أطلقتها المؤسسة مطلع العام الجاري في السياق ذاته المعني بصقل العنصر البشري، وأوضح أنها مبادرة معرفية مخصصة للإسهام في بناء قدرات أفراد المجتمع وحثهم على المشاركة في صناعة المستقبل عبر استعراض قصص النجاح الملهمة لباقة من رواد الأعمال والمفكرين في شتى القطاعات ومن مختلف أنحاء العالم، وذلك ضمن استراتيجية دبي الرامية إلى القيام بدور محوري كوجهة عالمية لأصحاب الفكر المتفرد.

وتقدم المنصة مجموعة من الجلسات الحوارية والنقاشات التي تسهم في وضع الحلول الكفيلة لمواجهة التحديات المستقبلية على النحو الأمثل عبر تطوير سيناريوهات استباقية مبنية على الاحتمالات العلمية وذلك عبر استعراض تجارب فعالة في مجالات عدة تشمل الطب، والاقتصاد، والحوكمة، والثقافة والمجتمع، والقدرات البشرية المعززة، والذكاء البشري.

أبحاث المستقبل

وخلال حواره مع الإعلاميين ضمن «جلسة مع مسؤول» أوضح خلفان بلهول أن المؤسسة أطلقت منصات معرفية وبحثية تقدم للمعنيين بعلوم المستقبل من الأفراد أو المؤسسات خدمات وإضافات نوعية متقدمة يأتي في طليعتها «مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل» بهدف تقديم سلسلة متكاملة من الخدمات الاستشارية والتقارير المتخصصة حول الاتجاهات المستقبلية في التكنولوجيا والعلوم والجغرافيا السياسية والمجتمع إدراكاً لأهمية إيجاد مؤسسة بحثية حكومية تدعم عملية اتخاذ القرار في القطاعين الحكومي والخاص.

أكاديمية دبي المستقبل

وأشار خلفان جمعه بلهول إلى أن إطلاق «أكاديمية دبي للمستقبل» يتكامل مع دور المركز البحثي إذ توفر الأكاديمية سياقاً تعليمياً وتدريبياً متكاملاً حول علوم المستقبل بغية دعم قدرات الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص على اتخاذ القرارات وتخطيط الاستراتيجيات ورسم السيناريوهات المستقبلية عبر برامج تعليمية وتدريبية قائمة على أسس علمية ومعايير عالمية. وأشاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل بالدور المهم للإعلام ومؤسساته كشريك أساسي في دعم أجندة دبي للمستقبل وتعزيز الجهود الهادفة إلى ترسيخ موقع الإمارة كمنصة عالمية للابتكار واستقطاب المبدعين، لافتاً إلى أن صناعة المستقبل واستشرافه تُصنف ضمن المجالات الحديثة نسبياً والتي تستدعي تضافر الجهود كافة لرفع الوعي لدى الجمهور بمدى أهمية القطاعات ذات الصلة

تواصل مستمر

وفي ختام الجلسة، شدّد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل على أهمية التواصل المستمر مع المؤسسات والمنصات الإعلامية كافة لتنسيق الجهود ورسم السياسات الإعلامية المعنية بهذه المجالات الجديدة بغية إبراز قصص النجاح المتحققة ونشر محتوى إعلامي يتناسب مع السمات المميزة لعلوم المستقبل بما يسهم في إحداث التأثير الإيجابي المنشود من خلال التعريف بالجهود التي تبذلها دبي ودولة الإمارات عموما لنشر ثقافة المستقبل وتبنيها وفق أسلوب عمل منهجي.

أوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل أن المشروعات المستقبلية التي أطلقتها المؤسسة حققت مردوداً طيباً سوف يتم جني ثماره خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن مبادرة دبي (X10) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتطبق دبي اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد 10 سنوات، تحت قيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، بدأت بالفعل تحقيق إنجازات ملموسة.

وأضاف إن خطط العمل الخاصة بالمبادرة وصلت إلى مراحل متقدمة بالتعاون مع العديد من الجهات المعنية في حكومة دبي وجرى تطوير أفكار ومشاريع متنوعة من شأنها إحداث تغيير شامل في منظومة العمل الحكومي، وتعزيز فعالية الخطط المستقبلية وجاهزيتها للتطبيق خلال المرحلة المقبلة عبر باقة من المشاريع والأفكار التي تم بالفعل اعتمادها بعد دراستها بالشكل المطلوب والتأكد من قدرتها على تقديم إضافات نوعية في المجالات ذات الصلة.

وحول المجالات التي تتطرق إليها المشاريع والأفكار المُعتمدة في إطار المبادرة، نوّه بلهول بأنها تدخل ضمن نطاقات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والطيران والشؤون القانونية والاقتصاد والألعاب الإلكترونية، ما يضمن تحقيق جملة من الفوائد في قطاعات عدة مواكبة للتطور العالمي السريع فيها، مشيداً بجهود الجهات الحكومية التي تم التعاون معها وما أظهرته من إمكانات واعدة وقدرة على تطوير الأفكار المبتكرة للوصول إلى نتائج تعود بالنفع في الخدمات أو المنتجات التي تقدمها للجمهور