ملتقى شباب الشارقة

خرج المشاركون في ملتقى شباب الشارقة، الذي أطلقه أعضاء مجلس الشارقة للشباب بالتزامن مع منتدى الشارقة الدولي للاتصال الحكومي، أخيراً، بـ18 توصية استهدفت ثمانية محاور أساسية يهتم بها الشباب، هي: القيم والمبادئ، والفنون والثقافة، والإعلام، والابتكار، وريادة الأعمال، والاستدامة، والرياضة والصحة، والتعليم وفرص العمل.

وكانت من بين التوصيات التي وضعها الشباب البالغ عددهم 100 مشارك خلال يومين من عقد الملتقى، إطلاق «أسبوع الاتصال الحكومي» ومبادرات عديدة تعلقت بالإعلام الوطني والصحة النفسية وأصحاب الهمم، إضافة إلى إنشاء حاضنات أعمال للمواطنين الشباب، ليبدؤوا أعمالهم في الحرة في الفنون بأريحية تامة، إضافة إلى إنشاء مركز للشباب لتحفيز الإبداع والابتكار.

توجيه الشباب

وأكدت معالي شما بنت سهيل فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لا يدخر جهداً في دعم الشباب وتوجيهه، ليكونوا أفراداً فاعلين في خدمة وطنهم ومجتمعهم، وفق أسس وقيم أبناء دولة الإمارات التي تعلموها من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي يحرصون على التمسك بها.

وأضافت أن سموه يحرص على الالتقاء بالشباب في مختلف الفعاليات والمبادرات التي تقيمها الإمارة باستمرار، مثل ملتقى شباب الشارقة الذي عقده مجلس الشارقة للشباب ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته السابعة.

وأضافت المزروعي: «أننا نتعلم من صاحب السمو حاكم الشارقة كل يوم أن أساس البناء والتطور هو العلم والمعرفة، إضافة إلى القيم الأصيلة، فما يميز شباب الوطن هو العلم والمعرفة التي يمتلكونها، ومدى تمسكهم بقيمهم وعاداتهم في الوقت ذاته، وهو الهاجس الذي يشغل شباب الإمارات الراغبين في أن يكونوا الأفضل بين أقرانهم على مستوى العالم، حاملين في قلوبهم مسؤولية خدمة وطنهم ورد الجميل له».

وأشارت إلى أن ملتقى شباب الشارقة أسهم في الخروج بالعديد من التوصيات التي تسهم في دعم شباب إمارة الشارقة، من خلال لقاء أكثر من 100 شاب وشابة بمجموعة من القادة وصناع القرار بالإمارة، لمناقشة ثمانية محاور رئيسة تمس حياة الشباب بشكل يومي كالثقافة والتعليم والفنون والإعلام وريادة الأعمال.

18 توصية

وأكد حارث محمد المدفع، عضو مجلس الشارقة للشباب، أنهم وضعوا المبادرة بناءً على مداخلات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في برنامج الخط المباشر، وكيف أنه يركز دائماً على الشباب ودورهم في بناء الدولة، وخصوصاً أن الإمارة وفرت مراكز عديدة للشباب، من بينها مراكز الناشئة، ومجلس شورى الشارقة، ومؤسسة «سجايا»، وغيرها من المؤسسات التي تسهم في بناء قدرات الشباب.

وأوضح أنهم خرجوا من الملتقى بـ18 توصية قابلة للتطبيق في الإمارة، هي: برنامج إعلامي متكامل يُخرّج إعلاميين استثنائيين ومُثقّفين من الكوادر الوطنية الشابة القادرة على تلبية احتياجات المجتمع الإماراتي بوعي وإبراز القيم الإيجابية وتمثيل الإعلام الإماراتي خير تمثيل.

وتابع أنه من بين المبادرات التي أبدى المشاركون اهتمامهم فيها إطلاق «أسبوع الاتصال الحكومي والإعلام» على مستوى الدولة، أسوة بشهر الابتكار السنوي، ويهدف أسبوع الإعلام إلى دعم المهارات الشابة ونشر الوعي بقطاع الاتصال الحكومي وكيفية استخدام التقنية الحديثة وتوجيهها لخدمة المصلحة العامة، مضيفاً أنهم وضعوا من بين التوصيات تدريس منهج التسويق الإعلامي لطلبة المدارس والجامعات، وإدراجه ضمن متطلبات التخرج، حتى يصبح الفرد قادراً على التواصل مع الحكومات والأفراد بطريقة مهنية مدروسة.

وقال إن التوصيات شملت كذلك إنشاء حاضنات شاملة لروّاد الأعمال الشباب لدعم مشاريعهم ورعاية مواهبهم وتقديم كل التوجيهات لربط الهواية والشغف بريادة الأعمال، وإطلاق حملة شبابية رياضية مُلهمة على مدى أربعة أسابيع تُعنى بممارسة الرياضات المتنوعة، وتقديم الدروس النظرية والعملية فيما يخص الصحة العامة لتحقيق السعادة في المجتمع.

الصحة النفسية

وأضاف المدفع أنهم اهتموا بمبادرة تشكيل مجموعة تطوعية للشباب المهتمين بالصحة النفسية للتوعية بهذا الموضوع، وصندوق وطني لتعليم المهارات المتقدمة يستثمر في شباب الإمارة ليُنافس شباب العالم، وإطلاق استراتيجية استشراف مستقبل المناهج الدراسية بحيث تخدم سوق العمل المستقبلي لكل فئات المجتمع، ومبادرة قافلة عام زايد متنقلة معنية بنشر القيم الأصيلة للإمارات تستهدف الأطفال والشباب.

وأشار إلى أنهم اهتموا كذلك باستهداف السياح والمقيمين من جنسيات مختلفة في الإمارة لتوعيتهم بالقيم، وتشكيل مجلس شبابي للاستدامة يهدف إلى تفعيل الاستدامة من خلال استقدام أفضل الممارسات، وبدء حملة توعويّة رائدة تهدف إلى تعزيز ثقافة الطاقة النظيفة والمتجددة والحفاظ على البيئة وحياة المجتمع، وتُنمّي وعي الشباب فيما يخص جودة الحياة ومستقبلها، فضلاً عن إنشاء مركز بإدارة شبابيّة للابتكار والإبداع، لتحفيز وإثراء ثقافة الابتكار لدى الشباب وتطويره، بحيث يكون حلقة وصل وذراعاً تنفيذية للمبادرات المحليّة المبتكرة.

كما اقترحوا إنشاء منصة إلكترونية تجمع أهل الخبرة والمبتكرين الشباب، وتكون في الوقت ذاته صديقة لذوي الإعاقة، وإدراج التعليم الذكي والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج المدرسية والجامعية، وبعقد شراكات مع الجهات القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل استحداث منصات خاصة بالاتصال الحكومي، ووضع برامج تدريبية متخصصة للعاملين في القطاعات الحكومية على كيفية الاستخدام الأمثل لتلك الوسائل بما يخدم الرسائل المتبادلة، وإطلاق برنامج قيادات للفنّانين الشباب متنوّع ومتكامل يشمل حصصاً نظرية وعملية على مدى تسعة أشهر، بهدف تطوير ورعاية الشباب الشغوفين بالفن الجميل، ودعم وتبني وإبراز أعمال الشباب الفنية في اهم المعارض والأماكن العامة، إضافة إلى إنشاء منصة حاضنة وقاعدة بيانات لأصحاب الأعمال الحرة وللفنانين الإماراتيين.

وأفادت ندى عبد الله الطريفي، عضو مجلس الشارقة للشباب، بأن أهم ما يميز الملتقى ليس اجتماع الشباب البالغ عددهم 100، بل إنهم تشاركوا مع الموجهين في عرض الأفكار وكيف يمكن تطويرها لتنفيذها ضمن استراتيجية إمارة الشارقة، موضحةً: «الدولة تعمل على إنجاز مشروعات كثيرة، والملتقى جاء لوضع مبادرات وتوصيات جديدة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً».

وأضافت أنه كانت هناك فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات الموجهين الذين شاركوا في الجلسات، واطلعوا على المقترحات في ثماني مجموعات ركزت على أفكار، هي: القيم والمبادئ، والفنون والثقافة، والإعلام، والابتكار، وريادة الأعمال، والاستدامة، والرياضة والصحة، والتعليم وفرص العمل.

وتابعت الطريفي أنهم يشاركون للمرة الأولى، كمجلس الشارقة للشباب في منتدى الاتصال الدولي، لكنهم سيستمرون في تطبيقها سنوياً بالتزامن مع أعمال المنتدى، بهدف تعزيز مفهوم الاتصال الحكومي لدى الشباب، وأن يشاركوا أكثر في الفعاليات الضخمة التي تنظمها إمارة الشارقة.

وقالت عائشة محمد العبيدلي، عضو مجلس الشارقة للشباب، إن الملتقى استهدف في مرحلة الإعداد نحو 80 مشاركاً، من بينهم مديرو جلسات وموجهون ومشاركون، وبعد تقديم الدعوات لمختلف مراكز الشباب في الإمارة، والمدارس والجامعات، وصل إلينا 400 طلب من الشباب الذين أبدوا استعداداً كبيراً للمشاركة في الملتقى.

وأوضحت أنهم اختاروا من بين الـ400 طلب، 100 شاب من المشاركين ليجلسوا على طاولات النقاش، والحديث عن أبرز التحديات التي تواجه الشباب في مختلف القطاعات، مضيفةً: «اعتمدنا آلية اختيار محددة تقوم على ستة محاور، أولها التوازن بين الجنسين على كل طاولة نقاشية، ومن ثم التنوع في الأعمار، إذ أردنا أن يشارك الشباب من المدارس والجامعات والموظفون الذين تراوح أعمارهم من 15 إلى 30 عاماً».

وتابعت أنهم حاولوا كذلك إشراك الشباب من مختلف مناطق إمارة الشارقة، وخصوصاً من المدينة والمنطقتين الوسطى والشرقية، للاستماع إلى أفكارهم وتحدياتهم من كل منطقة، كما ركزوا على المؤهل العلمي، ووجود أصحاب الهمم على كل طاولة نقاش كمعيار أساسي لبدء الملتقى، وخصوصاً أن لديهم إضافات كثيرة على النقاشات التي انعقدت، كما أنهم تواصلوا مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ليشاركوا.

وأضافت العبيدلي أنهم خاطبوا مترجمين للغة الإشارة ليكونوا على كل طاولة، ويسهموا في ترجمة الحديث لأصحاب الهمم ممن يعانون الإعاقة السمعية، موضحةً: «وجود أصحاب الهمم حقق المبتغى الأول، وهو معرفة احتياجاتهم في مختلف مناحي الحياة، وليتعرفوا أكثر إلى صناع القرار ونقل أهم التحديات التي تواجههم».

بدوره، قال عمار سيف الشامسي، عضو مجلس الشارقة للشباب، إنهم ركزوا كذلك على المتطوعين ليسهموا في تنظيم الفعالية ومساعدة الحضور، إذ اختاروا 10 متطوعين ممن سجلوا في بداية الإعلان عن الملتقى، مضيفاً: «أعلنا عن الملتقى من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وعن طريق قاعدة البيانات الخاصــــة بنا، واخترنا أول 10 أشخاص سجلوا ليكونوا معنا في الملتقى للتنظيم».

وأشار إلى أن للمتطوعين الدور الأهم في جميع الفعاليات مع مجلس الشارقة للشباب، إذ إن الملتقى الأخير اعتمد في الدرجة الأولى على مجهود شباب إماراتيين تطوعوا من أجل الوصول إلى توصيات تفيدهم مستقبلاً، وتصب في مصلحة الإمارة والدولة.

قال أحمد لوتاه، عضو مجلس الشارقة للشباب، إن الهدف من الملتقى هو نقل آراء الشباب إلى كبار المختصين في ملتقى جديد، يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الشباب، وفي الوقت ذاته تثقيفهم بالعمل الحكومي.

منتدى الاتصال الحكومي منصة مثالية للشباب وصناع القرار

قال جاسم البلوشي، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين: «يعتبر ملتقى شباب الشارقة الذي نظمه مجلس الشارقة للشباب خلال فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، منصة مثالية تجمع الشباب مع صناع القرار في الإمارة، إذ إنه بإمكانهم طرح أبرز القضايا التي تخص مستقبلهم، والتي تمثل استمراراً لحركة التطور التي تشهدها البلاد عموماً والشارقة خصوصاً، إذ انتهجت الإمارة مبدأ البناء والاستثمار في الإنسان، لا سيما فئة الشباب، التي تمثل القوة المحركة للتنمية المستدامة».

وأضاف: «جاءت مشاركتنا في الملتقى من خلال جلسة نقاشية مهمة تم تنظيمها بمشاركة العديد من شباب المستقبل، وتنسجم مع استراتيجياتنا الرامية إلى تعزيز مهاراتهم وصقلها وتوجيهها، بما يسهم في تحقيق الأهداف التي نتطلع إليها، إذ شملت الجلسة العديد من القضايا المحورية، التي تعتبر ركيزة أساسية في بناء مستقبل الشباب، كأهمية وجود نظام تعليمي يخدم سوق العمل من خلال تقديم التعليم بأسلوب تفاعلي وعملي يؤهل الطلاب للدخول إلى الحياة العملية».

إلى ذلك، أكد طارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حرص المجلس على أن تكون فئة الشباب فاعلة وحاضرة في مختلف المبادرات والمشروعات التي يجري تنفيذها، لما لهذه الفئة من أهمية بالغة في بناء المجتمع وتطويره.

وأشاد بالتوصيات التي خرج بها ملتقى شباب الشارقة الذي عُقد على هامش فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، مؤكداً أهمية الاستماع لأفكار الشباب وتبنيها ودعمها والاستثمار فيها، لأن الاستثمار في الشباب استثمار في مستقبل مستدام.

بدورها، ذكرت علياء الحزامي، عضو مجلس الإمارات للشباب، ممثل إمارة الشارقة، أن الهدف الأساسي من الملتقى هو جمع شباب الشارقة من مختلف الأعمار ليتمكنوا من طرح أهم التحديات كشباب الإمارات، وإيجاد الحلول الناجعة لهم، ودراستها مع صناع القرار في الإمارة، موضحةً أنه توجد أمور عديدة لا يعرفها الشباب، أو القرارات التي تتم دراستها في الوقت الحالي والمبادرات التي يعمل عليها المسؤولون، لذا كان لا بد من جمعهم على طاولة واحدة للنقاش والاستفادة.

وأوضحت أنها أسهمت في تنظيم الملتقى، بالتعاون مع أعضاء مجلس الشارقة للشباب، لكونها ممثلة إمارة الشارقة في مجلس الإمارات للشباب، وتقديم محتوى متميز للشباب ودعمهم في إيصال أفكارهم، موضحةً: «نعمل في مجلس الإمارات للشباب على وضع السياسات الملائمة للمجالس، ومن خلالها يستطيعون إطلاق المبادرات التي تخدم الشباب».