بغداد ـ نجلاء الطائي
دعا رئيس جماعة "علماء العراق" الشيخ الدكتور خالد الملا، إلى توحيد الخطابات الدينية وإصدار فتاوى سُنية معتمدة تبين خطر وإجرام تنظيم "داعش" المتطرف، محذرًا من بعض الخطابات التي ما زالت مرتبطة بأجندات خارجية ومخابرات دولية.
وأوضح الملا في حديث صحافي، أن هناك صحوة حقيقية لعلماء أهل السنة ضد إجرام "داعش"، لاسيما بعد اغتصابهم لمدينة الموصل وأجزاء من محافظة الأنبار وتصرفاتهم المتطرفة بحق العلماء والمشايخ المعارضين لسياساتهم.
وأضاف الملا: "إننا بحاجة إلى فتاوى سنية تصدر من العلماء المعتمدين، تبين خطر وإجرام عصابات داعش المتطرفة، خصوصًا أن دور إفتاء عربية وعالمية أدانت وجرمت داعش، ومسألة سكوت بعض علماء أهل السنة في العراق عن إجرام الدواعش غير مبرر، خصوصًا بعد الجرائم التي اقترفها التنظيم بحق علماء الدين المعتدلين في الأنبار والموصل وديالي وصلاح الدين، وسلسلة الجرائم بحقهم التي كان آخرها إجرامهم بقتل أحد كبار علماء الدين في الموصل وعالم جليل آخر في مدينة الحويجة في كركوك".
وأشار إلى ضرورة الخروج بمشروع متكامل لأهل السنة في العراق ويكون هذا المشروع وطنيًا إسلاميًا إنسانيًا متكاملًا، لأن خطر التطرف الذي تقدم عليه جماعات هدفها الإساءة وتشويه صورة الإسلام الحنيف غالبًا ما يحسب بطريقة أو بأخرى على المكون أو المذهب السني في كل دول العالم التي تتعرض لهذا التطرف الديني والإرهاب.
وتابع: "واجبنا نحن علماء السنة يجب أن يكون مضاعفًا للتصدي لهذا التطرف الأعمى، كما أن الإخوة الشيعة مطلوب منهم محاربة التطرف في أوساطهم، وبذلك يجب أن تكون هناك وقفة جادة من كل علماء الدين في نتاج خطاب إسلامي معتدل وقادر على أن يتصدى لهذا التطرف الذي أجلنا أمام شعوب العالم".
وشدد الملا على ضرورة التكاتف وتوحيد الصفوف تحت رايات ثلاث، أولها المؤسسة الأم الجامعة الشاملة وهي مؤسسة الدولة العراقية وحكومتها، والمؤسسة الثانية هي دائرة الوقف السني، موضحًا أن الوقف السني وبإدارته الجديدة قادر على السير إلى الأمام وتوحيد الخطاب السني، خصوصًا أن الوقف السني هو مؤسسة إدارية وشرعية تدير أكثر من 12 ألف مسجد وجامع والكثير من المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية.
ولفت إلى أن على إدارة الوقف أن تكون راعية أيضا للجهة الثالثة والتي هي المنظمات والجماعات الإسلامية السنية المعتدلة ومنها جماعة علماء المسلمين وهيئة الإفتاء والمنظمات والمؤسسات الإسلامية الأخرى العاملة في العراق والتعاون المباشر مع المنظمات والمؤسسات الإسلامية في العالم من أجل توحيد الخطاب ومحاربة التطرف.