الحملة الانتخابية للمرشحين

عايشت الحملة الانتخابية للمرشحين المتنافسين للظفر بالمقاعد المخصصة لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي عن إمارة رأس الخيمة، في الأسبوع الأول من انطلاقتها، إيقاعاً بطيئاً مقارنة مع الحملات الدعائية للسنوات المنصرمة، بصورة لم تعكس الأجواء الانتخابية حتى الآن..

وأرجع مراقبون تفسير هذا الواقع إلى تأثر الدولة بأحداث استثنائية في الوقت الراهن، فيما لم تسجل أي شكوى تقدم بها مواطنون بحق مرشحين لمخالفتهم شروط الدعاية الانتخابية.

وما زالت الدعاية الانتخابية للمرشحين خجولة، كما أن هناك ضعفاً في حجم الحملات الانتخابية، مقارنة مع انتخابات 2011، حيث حلت محلها الدعاية المجانية عبر وسائط التواصل الاجتماعي وأنشطة محدودة كاجتماعات مصغرة ولقاءات مباشرة بالناخبين وحوارات تلفزيونية. وهناك عدد كبير من المرشحين لم تفتح مقارهم الانتخابية حتى انتهاء الأسبوع الأول من الحملات، فيما التواجد ضعيف للناخبين في مقار المرشحين.

ولامس المواطنون حماسة بعض المرشحين، من واقع البرامج التي وضعوها، أو الولوج مباشرة إلى المناطق السكنية من أجل التعريف ببرامجهم الانتخابية، في حين فضل آخرون التواصل مع عموم المواطنين في فضاءات المجالس والمقاهي والساحات العمومية أو استضافة شخصيات عامة ومؤثرة في المقر الانتخابي أو من خلال الرسائل التي تم توجيهها عبر الهواتف المحمولة وكذلك توزيع المنشورات والمطبوعات التي تبين البرنامج الانتخابي للمرشح. وإلى جانب ذلك، عمد المرشحون في عدة حالات إلى النزول إلى المجالس وأحياء محددة، خاصة منها الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية.

وفي المقابل اعتمد بعض المرشحين على الوعود التي قدمها لهم معارفهم ومؤيدوهم لترشيحهم في يوم الاقتراع، وبدا الاختلاف واضحاً في البرامج الانتخابية المطبوعة في مطويات ورقية. بينما اكتفى المترشحون بمقتطفات من برامجهم مع سيرهم الذاتية في إعلانات الصحف.

وظلت إعلانات الشوارع مختصرة في السيرة الذاتية وبعض الشعارات مثل «صوتكم أمانة». كما لوحظ عدم تطرق المرشحات أو المرشحين إلى التواصل الفعلي مع الناخبين الحقيقيين، إلى جانب تخصيص مقارهم الانتخابية للنساء أو الرجال فقط.

ورغم دخول الكثير من الوجوه الجديدة والشابة معترك السباق الانتخابي، إلا أن مفردات دعاياتهم حافظت على طابعها التقليدي النمطي، الذي أثار تحفظ مواطنين لعدم تمكنهم من الوقوف على برامج المرشحين وما يمكن أن يحققوه عند فوزهم.

وأكد مواطنون أن عدداً من المرشحين استخدموا طريقة «واتس أب» للترويج لبرامجهم الانتخابية ومواعيد تجمعاتهم ومواقعها وما يصحبها من تغطية للأحداث الجارية المتعلقة بحملاتهم، دون أن يتم استخدام هذه الوسائل في دعوتهم لدعمهم والتصويت لهم، فضلًا عن الاعتماد على الدعاية الانتخابية الإلكترونية، واستخدام وسائل الاتصال الحديثة وبالأخص «تويتر» و«فيسبوك» والمواقع والمنتديات الإلكترونية.

واعتمد مرشحون على مديرين لحملاتهم الانتخابية من أقاربهم أو أصدقائهم وأغلبهم غير متفرغين ولا يملكون الخلفية السياسية الكافية، فيما آخرون استعانوا بخبراتهم وعلاقاتهم الشخصية. وتضمنت برامج مرشحين كثيرين في الاهتمام بقضايا التعليم والصحة والإسكان وذوي الاحتياجات الخاصة من المسنين والأطفال، إلى جانب قضايا المرأة، وهي وعود اعتبرها مراقبون أنها تعكس مطالب المرحلة الراهنة.