برلين ـ وكالات
عرض مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الثالثة والستين أحدث أفلام المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي منعته السلطات الإيرانية من العمل في مجال السينما لمدة 20 عاما والذي يخضع حاليا للإقامة الحبرية.وتدور أحداث فيلم "الستار المسدل" داخل منزل خاو في إيران أسدلت الستائر على نوافذه لتعزله عن العالم الخارجي ولتخفي ما يجري فيه. ويظهر بناهي في الفيلم خلال أحداث شديدة الرمزية تعبر فيما يبدو عن حياة المخرج تحت الإقامة الجبرية.وذكرت الممثلة مريم مقدم التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والسويدية أنها كانت تدرك جيدا منذ البداية حجم المجازفة بالاشتراك في فيلم اخرجه جعفر بناهي.وصار نباهي هدفا لغضب السلطات الإيرانية بسبب أفلامه التي تتناول قضايا اجتماعية مثل حقوق النساء في الجمهورية الإسلامية علاوة على مساندته للمعارضة السياسية في بلده.وقالت مريم مقدم إنها لم تتردد في قبول دعوة بناهي للعمل في الفيلم.وأضافت "قال إني لا أستطيع أن أخبر أحدا بأمر الفيلم ولا السيناريو ولا أي شيء وإنه لا يستطيع أن يخبرني بشيء عن طريق الهاتف وإن علي الذهاب إليه في مدينة أخرى. أصبحت أمام خيارين إما أن أذهب أو لا أذهب. لكني قررت أن أذهب". وقال المخرج كامبوزيا بارتوفي الذي اشترك مع بناهي في إخراج الفيلم والتمثيل فيه إن "الستار المسدل" نتاج رغبة في التعبير عن النفس.وأضاف "في الوضع الذي أصبحنا فيه (وضع بناهي تحت الإقامة الجبرية) فإن أهم ما في الأمر هو معرفة رد فعل الناس للفيلم وهذا هو ما يهم السيد بناهي".وأضاف "ليس من نوع الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية أو تركز على أزمات في المجتمع.. هي قصة رجل في أزمة ينظر حوله ليتعرف على نظرة الناس إليه.. قصة أزمة شخصية.. أزمة روح. ونحن نود أن نعرف ما إذا كنا نجحنا في توصيل ذلك".وشدد بارتوفي على أن الفيلم لا يهدف لتوجيه أي انتقاد إلى إيران ولا يتناول قضايا اجتماعية أو سياسية بل هو مجرد قصة إنسان.وقال "عرضنا الفيلم على أصدقاء. قال بعضهم إن الفيلم شخصي جدا في رسالته الرئيسية. لكن آخرين رأوا أنه أمر طيب أن السيد بناهي اختار مسارا آخر وأخرج فيلما يمزج بين الواقع والخيال بدلا من تناول قضايا اجتماعية ومواضيع واقعية كعادته في أفلامه".و"الستار المسدل" هو الفيلم الثاني الذي أخرجة بناهي منذ منعته السلطات من العمل في مجال السينما.