طرابلس مفتاح السعدي
زعم نائب رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في ليبيا، أحمد معتيق، أن الحكومة البريطانية كررت أخطاءها في العراق عندما أمرت سلاح الجو البريطاني بالمساعدة في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي من السلطة.
وقال معتيق، في تصريحات لجريدة "ذا أوبزرفر" البريطانية، إن إنجلترا وأميركا وفرنسا فشلت في توفير ما يلزم للمساعدة، بعد استخدام قوتها العسكرية ضد حكم القذافي عام 2011، موضحًا أن التدخل في الوقت الذي كان يهدد فيه العقيد الراحل بالقتل الجماعي للمواطنين كان صحيحًا.
وأكد معتيق أن المساعدة البريطانية لم تستمر بعد التدخل في ليبيا، مضيفا أن "علينا أن نذهب إلى سبب تدخل بريطانيا وأميركا وفرنسا لمساعدة الشعب الليبي ودعم المدنيين، وأعتقد أن السبب يحظى بالتقدير والامتنان، لكن يجب مناقشة الأخطاء التي حدثت فيما بعد، وكان هناك الكثير من سوء الفهم، حيث اعتقد الناس أن ليبيا لديها مؤسسات قوية ومستقرة، ولكن الحال لم يكن كذلك".
وبيَّن أنه بعد رحيل "الرجل الذي استمر في الحكم لمدة 42 عامًا"، لم يحصل ليبيا على المساعدة الصحيحة من حلفائها وأصدقائها من الغرب وبريطانيا، وتحتاج حاليا مساعدتهم لبناء المؤسسات والبدء في بناء البلاد بشكل صحيح، مشددًا على أنهم "فعلوا الشيء الصحيح عندما ساعدوا الشعب الليبي عام 2011، لكن مساعدتهم لم تستمر".
ويعد معتيق جزءًا من الحكومة المشكلة من 32 وزيرًا، بعد أكثر من عام من المفاوضات العنيدة. واستبدلت الحكومة إدارتين متنافستين؛ واحدة مقرها في طرابلس والأخرى في شرق مدينة طبرق، التي تخوض الكفاح المسلح. وبعد تشكيل الحكومة يقدم معتيق أملًا لعائلات ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي، الذين يسعون إلى الحصول على تعويض من الحكومة الليبية، التي وفرت متفجرات "سيمتكس" للجيش خلال حكم القذافي. ورفعت الحكومة البريطانية القضية بالفعل مع رئيس الوزراء الليبي الجديد، فايز السراج.
ولفت نائب رئيس وزراء الحكومة الليبية إلى أن وزير العدل سيشكل لجنة لمتابعة القضية ودراستها، مشددًا على أن العلاقات مع بريطانيا مهمة بالنسبة إلى ليبيا، حيث "وقفت بجانبنا في الكثير من الأوقات الحساسة، وأقل ما يمكن فعله هو النظر في القضية ودراستها جيدًا، وسوف نفعل الشيء الصحيح لبلادنا ولأصدقائنا في بريطانيا".