نيويورك -صوت الإمارات
أعلن خبراء في حالات تشوه المواليد وصغر حجم الرأس الذي نشر الذعر جراء تفشي فيروس زيكا، أنهم ذهلوا لمدى شدة التشوه، وذلك بعد مناظرة حالات قليلة في البرازيل.
وكثف الأطباء في البرازيل والولايات المتحدة مشاوراتهم خلال الأسبوعين الأخيرين، فيما وجد بعض كبار المتخصصين في تشوه المواليد نماذج غير عادية من تلف مخ المواليد من خلال فحوص الأشعة المقطعية.
وفيما لا يزال من غير الواضح مدى دقة هذه الفحوص في تصوير حجم التشوه، تشير المشاهدات الأولية لهؤلاء الأطباء إلى أنه لا يزال أمامهم شوط طويل قبل طمأنة أهالي الأطفال والمجتمعات بشأن دواعي القلق المتعلقة بالفيروس الذي يشتبه بارتباطه بحالات تشوه المواليد.
وقال وليام دوبينز عالم الوراثة بمستشفى سياتل للأطفال: "نحن في مرحلة جمع أكبر قدر من المعلومات السريعة عما شاهدناه. والحالات التي تمكنت من مناظرتها أولية للغاية لكنها تنطوي على تشوهات شديدة فيما يتعلق بصغر حجم الرأس".
وقضى دوبينز 30 عاما في بحوث صغر حجم الرأس وعلاج ما يستتبعها من تراجع في نمو المخ، فيما استعانت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بخبرته لتفهم الوباء الآخذ في الانتشار.
وأوضح أنه استعان بمجموعة صغيرة من خبراء الوراثة والمتخصصين في حالات تشوه الأجنة وناظر في الآونة الأخيرة فحوص الأشعة المقطعية لعدد من حالات الأطفال التي بعث بها زملاؤه في البرازيل، وأن جميع الخبراء أصيبوا بدهشة بالغة بسبب حجم التشوه.
وأضاف دوبينز أن حياة بعض المواليد لن تتجاوز بضعة أشهر أو 10 سنوات على الأكثر نتيجة لهذه التشوهات، ويعتمد ذلك على مدى الاستعانة بالرعاية الطبية الملائمة.
وأفاد أطباء آخرون أن بعض الحالات الحادة تتطلب علاجا من نوبات الصرع وعلاج تشوهات بدنية وتنفسية وأخرى تتعلق بالتخاطب ما يتطلب رعاية يومية خاصة بالأكل والمشي.
وقال الأطباء إن الأطفال الذين ولدوا بتشوهات خلقية منها صغر حجم الرأس بالبرازيل يعانون أيضا من تلف خطير يتعلق بالقدرة على الإبصار وربما القدرات السمعية أيضا.
ويعتزم الباحثون إجراء تجارب على الحيوانات لإنتاج أجسام مضادة للقضاء على الفيروس الذي يشتبه في أنه تسبب في تلف المخ لدى أكثر من 4 آلاف طفل في البرازيل. وهو نفس المنهج البحثي قد استخدم في علاج الإيبولا.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح للعلاج من فيروس زيكا الذي كان قد اكتشف في غابة زيكا بأوغندا عام 1947، ورصد في البرازيل لأول مرة العام الماضي وانتشر من هناك إلى 26 دولة على الأقل في الأميريكتين.
وأعراض المرض بالفيروس بسيطة منها احمرار العينين وارتفاع درجة حرارة الجسم والطفح الجلدي، ولكن لا تظهر الأعراض على نحو 80 في المئة من المصابين بالفيروس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي أن عدوى زيكا الفيروسية تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة بسبب الاشتباه في ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة، فيما تسعى المنظمة للتصدي لهذا الخطر.