واشنطن -أ ف ب
وصل فيروس زيكا إلى أميركا الجنوبية في الأشهر الستة الأخيرة من 2013، أي قبل سنة ونصف السنة من الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة المسجلة في البرازيل، بحسب ما كشفت تحاليل مجين الفيروس في عدة عينات.
وهذا الفيروس الذي أدى إلى تفشي الوباء في البرازيل هو قريب من ذاك الذي انتشر في بولينيزيا الفرنسية، بحسب هذه الأبحاث التي نشرت في مجلة "ساينس" الأميركية.
وكانت دراستان سابقتان قد أفادتا بوصول الفيروس إلى البرازيل سنة 2014 خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم.
وتعد البرازيل أكثر البلدان تأثرا بهذا الفيروس وقد رصدت فيها الحالة الأولى في أيار/مايو 2015.
ومن شأن هذه الأبحاث الجديدة أن تساعد على فهم مسار تفشي الفيروس في أميركا الجنوبية.
والعينات التي تم تحليلها آتية من 23 فيروسا وهي جمعت من تايلاند وبولينيزيا الفرنسية ومن 20 آخر من أميركا الجنوبية، من بينها 9 من البرازيل.
وشرح أولفير بيبوس الأستاذ المحاضر في علم الأحياء في جامعة أكسفورد "تتبعنا التنقلات البشرية على نطاق واسع وركزنا على ركاب الطائرات الذين قصدوا البرازيل من بلدان سجلت فيها حالات إصابة اعتبارا من العام 2012".
ومنذ نهاية العام 2012، ارتفع عدد الأشخاص الآتين إلى البرازيل من هذه البلدان بنسبة 50 %، بحسب الباحث.
وصحيح أن سلالات الفيروس المسؤولة عن تفشي الوباء في البرازيل هي قريبة جدا من تلك التي وجدت في بولينيزيا الفرنسية، لكنه لا يمكن استبعاد فرضية أن يكون الفيروس قد وصل إلى أميركا الجنوبية بطريقة مختلفة.
وشدد عالم الأحياء على ضرورة "جمع مزيد من المعطيات ... لفهم مسار انتقال عدوى الفيروس".
واعتبر الطبيب مارسيو دي نونيس من معهد إيفاندرو شاغاس في البرازيل أن هذه التحليلات "تقدم صورة أوضح عن موجة الوباء في البرازيل، لكن لا بد من جمع مزيد من المعطيات الجينية لفهم أصول الوباء ومسارات انتشاره الجغرافية وأشكاله في أميركا الجنوبية والبرازيل".
وكشف الباحثون أن 80 % من سكان البرازيل معرضون للإصابة بفيروس زيكا الذي ينقله البعوض والذي قد تنقل أيضا عدواه عبر العلاقات الجنسية.
وأفادت وزارة الصحة البرازيلية بأن 0,5 إلى 1,5 مليون شخص قد أصيب بالفيروس سنة 2015 وتم تسجيل حوالى 4 آلاف حالة من مرض صغر الجمجمة يشتبه في أنها ناجمة عن الفيروس، من بينها 500 حالة تم تأكيد صلتها بزيكا.