جنين - شينخوا
لم يستطع الأربعيني أمين برهم من مدينة جنين بالضفة الغربية أن يحبس دموعه بعد نفوق أكثر من 15 ألف طائر داخل مزرعته أصيبت بفيروس انفلونزا الطيور المعروف ب(اتش 5 ان1).
وتمثل مزرعة برهم التي تمتد علي مساحة ثمانية دونمات في قرية سيريس جنوبي مدينة جنين بالضفة الغربية مصدر رزقه الوحيد و35 عاملا آخر يعملون بها .
وهرعت أطقم من وزارتي الزراعة والصحة الفلسطينيتين منذ ساعات صباح اليوم (الأربعاء) إلى مزرعة برهم لإعدام الطيور النافقة وتعقيم المكان لحصر الوباء.
ويقول برهم وقد انتابه الحزن الشديد أثناء إعدام طيوره النافقة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تم نفوق أكثر من 15 ألف طائر ديك رومي (حبش) داخل مزرعتي جراء وباء انفلونزا الطيور".
ويضيف المزارع "أنشأت مزرعتي شبرا شبرا على مدار السنوات الماضية وهي شقاء العمر".
ويوضح برهم، أن خسائره بلغت ما يقارب 3 ملايين شكل (الدولار الأمريكي الواحد يساوي 3.89 شيكل) جراء نفوق الطيور"، مشيرا إلى أن طيوره "مسجلة لدي وزارة الزراعة الفلسطينية".
ويتابع "لم نعرف مصدر الوباء أو المكان الذي قدم منه"، لكنه أشار إلى أنه "يستورد الطيور من إسرائيل كباقي المزارعين بعمر يوم واحد والآن أصبحت أعمارها 80 يوما".
وحول أسباب نفوق طيوره، قال برهم "ربما تكون الأعلاف الخاصة بالطيور التي يتم استيرادها من إسرائيل تحمل الوباء، أو أن المنخفض الجوي القوي الذي ضرب الأراضي الفلسطيني أخيرا هو سبب نفوقها".
ويشكو برهم مما وصفه "بتقصير كبير من قبل الحكومة الفلسطينية والمسئولين فيها" قائلا "لا أحد يفيد أحد حول ماحدث لكنهم قالوا إنهم سيجرون فحصا لتحديد نفوق الطيور".
وبشأن تواصل أي من المسئولين معه لتعويضه يقول "قدموا الينا باحثين ميدانين لتقييم الأضرار ولكن لا نعلم شيئا عن التعويضات".
ويعتبر انفلونزا الطيور مرضا فيروسيا يستهدف الطيور ولكنه في حالات نادرة ينتقل إلى البشر، ويتسبب به أكثر من 12 نوعا من الفيروسات".
وتعد الطيور البرية هي مصدر ومأوى لهذا الفيروس وانتقاله خاصة خلال فترات هجرة الطيور.
ويقول العامل في المزرعة ويدعي صابر (25 عاما )، أن نفوق الطيور في المزرعة "مثل صدمة كبيرة بالنسبة لي وللعمال الآخرين لأنها مصدر رزقنا الوحيد".
ويتابع صابر أن نفوق الطيور "يعني توقف العمل وتعطيل حياتنا بالكامل".
ويضيف صابر الذي يعمل داخل المزرعة منذ عام 2007 "منذ فترة كنا نفقد 30 طائرا وفي اليوم التالي 40 آخرين ولكن فجأة تم نفوق جميع الطيور على مدى الأربعة أيام الماضية".
ويشير صابر، إلى أن "الإصابات جميعها في الطيور ولم يتعرض أي أحد من العمال داخل المزرعة للإصابة بالفيروس".
وارتدى عدد من موظفي وزارتي الصحة والزراعة الفلسطينيتين ملابس خاصة مضادة للفيروسات من أجل تعبئة الطيور داخل أكياس بلاستيكية من أجل إعدامها بردمها داخل حفرة كبيرة تم حفرها لهذا الأمر.
ويقول بسام أبو عزيز رئيس قسم الخدمات الحقلية في بيطرة جنين ل((شينخوا)) "نقوم بتعقيم وإغلاق المنطقة وتغطية الطيور النافقة ومن ثم تعبئتها لدفنها في وقت لاحق".
ويضيف أبو عزيز، أن كافة الإجراءات تتم حسب مواصفات ومعايير دولية ولدينا دليل إجراءات كاملة للتعامل مع هذه البؤر الوبائية.
ويتابع أن البؤرة المصابة في المكان "مسيطر عليها ونحن نقوم بإتلاف المزرعة ومخلفاتها وجرى السيطرة على كافة الأمور".
ويؤكد أبو عزيز "نحن نعمل ميدانيا منذ ثلاثة أيام لحصر الأوضاع بمشاركة وزارة الصحة الفلسطينية وأجهزة الأمن في المدينة".
وأعلنت الحكومة الفلسطينية في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي أمس الثلاثاء، أنها أوعزت للجهات المختصة في وزارة الزراعة بضرورة المتابعة الحثيثة للقضاء وحصر مرض انفلونزا الطيور عن طريق إبادة الطيور المصابة، وتعويض المزارعين عن الطيور التي ستتم إبادتها حسب الأصول.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن جميع التقارير المخبرية لغاية الآن تشير إلى عدم تسجيل أية حالة إصابة بشرية بفيروس انفلونزا الطيور.
وكانت المنظمة العالمية لصحة الحيوان أعلنت أن فيروس (اتش 5 ان 1) تسبب في نفوق 15 ألف طائر في مزرعة لتسمين الديوك الرومي (الحبش) جنوبي حيفا في إسرائيل، وأن أكثر من 140 ألف طائر ستعدم بسبب التفشي بينها 61 ألفا في مزرعة قريبة لم تسجل فيها أعراض مرضية.
ويقول مسئول الرعاية الصحية في جنين وسام صبيحات ل((شينخوا))، إن "ما يهم هو صحة الإنسان بالدرجة الأولي وأخذنا عينات من العاملين والمزارعين داخل المزرعة وتم إرسالها إلى مختبرات الوزارة الفلسطينية وإسرائيل وتبين أنهم لم يصابوا بالفيروس".
ويشير صبيحات، إلى أن الإصابات بالفيروس كانت محصورة في مزرعة وحيدة في جنين، ونحن عملنا عليها حجر على قطر 3 كم.
ويتابع "نحن نعمل الآن على التخلص من هذه الطيور وتعقيم المكان لضمان عدم انتشار الفيروس ومن المقرر أن ننتهي من عملنا مساء اليوم".
ويؤكد صبيحات "ما يهمنا هو عدم انتشار الوباء للمزارعين أو مناطق أخرى، ولذلك نعمل بشكل حثيث مع عدة وزارات للحد منه