أبوظبي - صوت الإمارات
طالبت هيئة الصحة في أبوظبي الآباء بتدريب أطفالهم على العادات الصحية السليمة منذ سن مبكرة، وضرورة تزويدهم بوجبات صحية عند ذهابهم إلى المدارس، حتى يصبح الأمر بالنسبة لهم أسلوب حياة.
وأوضحت مديرة دائرة الصحة العامة والأبحاث في الهيئة، الدكتورة أمنيات الهاجري، أن بذل الوقت في إعداد وجبات صحية ومغذية بالمنزل يساعد الأطفال على اتباع أنماط حياة صحية، مشيرة إلى أن الاهتمام بالغذاء الصحي في المنزل، يجعل الطفل يعتاد على الخيارات الغذائية الصحية، وذلك حتى عند اختياره للطعام خارج المنزل، ما يجعل الخيارات الغذائية الصحية عادة يتبعونها طوال حياتهم.
ودعت الهاجري الأسر التي تعاني ضيق وقت، أن تعد هذه الوجبات في المساء، والتأكد من شمولها على العناصر الصحية الضرورية، مثل الفاكهة والخضراوات، والنشويات والبروتين والأطعمة قليلة الدسم، مؤكدة ضرورة أن يشرك الآباء أبناءهم في عملية اختيار وإعداد الوجبات الخاصة بهم، إذ يسهم ذلك في تشجيعهم على تناول الطعام الذي اختاروه بأنفسهم.
وأوضحت أن هناك قواعد أساسية لإعداد وجبة صحية للطفل في المنزل، حيث يجب أن يتم حفظ الوجبة في حقيبة منفصلة لتبقى بمعزل عن البكتيريا خلال الحركة، كما يجب تزويد الطفل بأدوات الطعام اللازمة، مثل الملعقة أو الشوكة في حال وجود أطعمة تتطلب ذلك مثل الزبادي.
وأفادت الهاجري بأن مؤشر السمنة عند طلبة المدارس في الدولة، الذين تراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، بلغ نحو 14.4%، ونسبة الأطفال الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا لمدة 60 دقيقة يوميًا بلغت 27.5%، مشيرة إلى أن هناك أطفالًا يمارسون أنشطة رياضية خفيفة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر كل أسبوع، حيث بلغت نسبتهم 27.8%، فيما 51.2% من الطلبة يفضلون أنشطة تعتمد على الجلوس والحركة القليلة.
وأضافت أن الهيئة تعمل على تحقيق رؤية "أبوظبي مجتمع معافى"، من منطلق "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، حيث عمدت الهيئة إلى وضع البرامج والمبادرات التي تعزز الوعي بأهمية اتباع أنماط وأساليب حياة صحية، تقلل احتمالية التعرض للأمراض، وترفع من مستوى جودة الحياة الصحية في إمارة أبوظبي.
كما أن البرامج الموجهة للأطفال والطلبة ضمن الخطط المستقبلية ستركز على إشراك الآباء في تعزيز الأنشطة الصحية إلى جانب المؤسسات التعليمية والصحية، لضمان أعلى مستوى ممكن من النجاح، وتحقيق الاستدامة لأنماط الحياة الصحية السليمة، وبما يضمن تحقيق تأثير دائم على هذه الفئة العمرية، إذ إن معظم القرارات التي تمس الشؤون الصحية يتخذها الآباء، وعليه فإن دور الأسرة في تعزيز الصحة لدى الأبناء يعد جزءًا من أي برنامج موجه إلى الأبناء.
وأشارت الهاجري إلى الهيئة، بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ومجلس أبوظبي للتعليم، أطلقت مطلع العام الدراسي الجاري، حملة "صحتي في غذائي ونشاطي" التوعوية، التي تهدف إلى تحسين التغذية في مرحلة الطفولة، وتعزيز النشاط البدني لدى طلاب المدارس، إلى جانب تشجيع المدارس على تبني برنامج يحث الطلبة على التغذية السليمة، من خلال تناول أطعمة صحية متوازنة للمحافظة على لياقتهم البدنية بعيدًا عن الوزن الزائد، وحرصًا على دفع الطلاب ليكونوا أكثر نشاطًا وحيوية.