واشنطن ـ أ.ش.أ
فى دراسة جديدة، كشف فريق من الباحثين الأميركيين عن أن ما يقرب من مليونى شخص يعانون من البدانة أو زيادة فى الوزن فى منتصف العمر، قد يكونون أقل عرضة لتطوير مرض الخرف مقارنة بأقرانهم العاديين من الذين يتمتعون بوزن معتدل.
فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة وزيادة فى الوزن هم أقل عرضة بنسبة 30% للإصابة بالعنة والخرف بعد 15 عاما، مقارنة بمن يتمتعون بوزن معتدل.
وعلى عكس من ذلك، كان الأشخاص الذين يعانون من نقص فى الوزن كانوا الاكثر عرضة بنسبة 34% للإصابة بالعنة، مقارنة بمن يتمتعون بوزن معتدل.
وقال الدكتور نواب كيزيبلاست أستاذ علم الأوبئة المحدودة فى مدريد بأسبانيا إن نتائجنا غير متوقعة، فالأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة فى الوزن سيصبحون فى مأمن من الإصابة بخرف الشيخوخة والعته، مضيفا أنه ليس هناك علاقة بيولوجية تفسر العلاقة بين زيادة الوزن وفرص الوقاية من الخرف.
وشدد كيزيبلاست على ضرورة عدم آخذ النتائج الأولية المتوصل إليها بمثابة رخصة لزيادة الوزن على أمل الوقاية من فرص الإصابة بخرف الشيخوخة، مؤكدا على خطورة البدانة في زيادة فرص بالأمراض المزمنة مثل السكر والقلب، فضلا عن الوفاة المبكرة.
ويعتقد الباحثون أن النتائج المتوصل إليها قد تشير إلى طريق جديد نحو علاجات متطورة وطرقا للوقاية من مرض الألزهايمر وخرف الشيخوخة.
وقال كيزيبلاست إن نتائجنا – المنشورة فى العدد الأخير من مجلة "لانسيت للسكر والغدد الصماء"– تفتح آفاقا جديدة للبحث فى عوامل للوقاية من الخرف، يمكن استخدامها لتوفير رؤية شاملة تبحث عن آلية لتطوير علاجات جديدة لخرف الشيخوخة والالزهايمر، مضيفا، أن الأطباء وعلماء الصحة العامة وصناع السياسة قد يحتاجون إلى إعادة التكفير فى كيفية تحديد من هو عرضة لخرف الشيخوخة.
ومن ناحية أخرى تساءلت الدكتورة ديبورا جوستافسون أستاذ علم الأعصاب فى "مركز داونستيت الطبي" التابع لجامعة "نيويورك" فى معرض مقالها الإفتتاحى فى مجلة "لأنسيت" الطبية، عما إذا كان الوزن الذى يقاس فى منتصف العمر يعكس فى الواقع مخاطر الوقوع فى خطر الخرف بعد 15 عاما، مضيفة أن هناك مكونات وراثية لكلا من الوزن والعنة ، حيث أن دور الوزن فى حد ذاته مايزال غير واضح.
وكان الباحثون قد أجروا دراسة تحليلية للسجلات الطبية المسجلة لنحو مليونى شخص من البالغين على مدار مايقرب من 20 عاما، بلغ متوسط أعمارهم عند بدء الدراسة نحو 55 عاما، حيث أشارت المتابعة إلى وقوع نحو 45,5000 فريسة للعنة والخرف فى غضون 15 عاما من المتابعة.
وتأتي النتائج المتوصل إليها بعد الأخذ فى الإعتبار عدد من العوامل منها: السن، تناول الكحوليات، التدخين، عوامل وراثية مساهمة فى زيادة فرص الإصابة بالعنة والزهايمر.