رام الله - صوت الامارات
يعتبر مرض السرطان من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، ويشكل تحدياً يؤرّق مختلف الدول. ولا يفرق هذا المرض بين بلد وأخر، فجميع دول العالم الفقير منها والمتقدم تعاني من انتشاره. ولا يميز المرض بين فئة عمرية وأخرى، فيصيب حتى الأطفال، رغم تزايد مخاطر الإصابة به مع تقدم العمر، كما يصيب كلا الجنسين. ولا يقتصر هذا المرض على البشر فهناك أشكالاً منه تصيب الحيوان والنبات أيضاً. ويُعرف السرطان بأنه مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية والنمو والانقسام الخلوي، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو الأنسجة المجاورة وتدميرها. وتكمن مشكلة السرطان في عدم ظهور أعراض له في مراحل مبكّرة في غالب الحالات، وهو ما يجعل اكتشافه يتم في مراحل متقدمة من المرض، ويعقد من إمكانية علاجه، ويفسر تسببه في الكثير من حالات الوفاة.
وعادةً يتم تشخيص المرض بشكل أولي من خلال التصوير الإشعاعي، ومن ثم بعد الفحص الطبي الشامل والتأكد من الأنسجة بأخذ عينة أو خزعة من الأنسجة لفحصها مخبرياً.
ويعد مرض السرطان المتسبب المرضي الأخطر في حدوث حالات الوفاة في مختلف الدول، حيث يسبب حوالي 13% من مجمل الوفيات، أي حالة من كل سبع حالات وفاة على مستوى العالم. وتتركز معظم حالات الوفاة بهذا المرض بما يشكل حوالي 70% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ففي عام 2008 جرى تشخيص هذا المرض عند 12.7 مليون شخص على مستوى العالم، توفي منهم 7.9 مليون مريض.
وقدرت السوق العالمية قيمة الأدوية المخصصة لمعالجة لمرض السرطان بحوالي ثمانية وأربعين مليار دولار عام 2008، بعد أن كانت حوالي خمسة وثلاثين مليار عام 2006. ويبلغ حجم النمو السنوي في ارتفاع قيمة تلك العقاقير نحو 10%. وتعد تلك التكلفة عبئاً جسيماً على الأنظمة الصحية، حتى في أكثر البلدان ثراءً، ما يفسّر السبب في عدم حصول أكثر من ثلث مرضى السرطان على العلاج الفعال، وأكثر من النصف في الدول الفقيرة.