"تجارة الموت"

أمضى الشاب محمود يوسف، نحو شهر، وهو يتناول "أقراصًا عشبية" لتخفيض الوزن، اشتراها من سوق متخصص في بيع المنتجات الصينية.

وخلال هذا الشهر انخفض وزنه بصورة سريعة، ما أثار سعادته الشديدة بهذا "المنتج السحري"، الذي يحقق هدفه في التخلص من السمنة.

وأمام هذه النتيجة، اشترى عبوات من هذا المستحضر العشبي لزوجته، لتتخلص من وزنها الزائد، وتصل إلى القوام الرشيق الذي تتمناه.

ولم يكتفِ يوسف بذلك، بل أهدى عبوات من الدواء الصيني إلى صديقه، خصوصًا أن ثمنه بسيط لا يتعدى الـ130 درهمًا.

 

وبعد وقت قصير، لاحظ الشاب تعرضه لاضطرابات شديدة في ضربات القلب، وفقدان القدرة على حفظ توازنه أثناء السير، وإصابته بدوار مستمر، وبمراجعة طبيب اكتشف أن ما يتناوله من حبوب للنحافة، عبارة عن "عبوة من السموم المخلوطة، كادت تصيبه بسكتة دماغية، لولا اكتشافه الأمر مبكرًا".

ويقول يوسف أنه فقد كثيرًا من وزنه بعد تناوله هذا المستحضر الصيني، وهو أمر أسعده كثيرًا، لكن ما لم يكن يعلمه أنه كلما تناول قرصًا من هذه الحبوب يفقد بضعة غرامات من جسده، ويقترب من الإصابة بجلطة قلبية أو سكتة دماغية قد تنهي حياته، وفق ما كشفه أطباء له.

ويروي "بعد أن تعرضت لاضطرابات شديدة في القلب، توجهت إلى طبيب متخصص، اكتشف إصابتي بارتفاع في ضغط الدم، وهو ما لم أكن أعانيه مسبقًا، ونبهني الطبيب إلى أن حالتي خطرة".

ويمضي قائلًا "راجعت أكثر من طبيب، وجميعهم أكدوا أن حالتي تزداد سوءًا، وضغط الدم في ارتفاع متزايد، وعندما علم طبيب بتناولي أقراصًا عشبية لتخفيض وزني، طلب فحصه، وجاءت النتيجة مفاجئة، أن هذا المستحضر العشبي، ممنوع بيعه وتناوله لاحتوائه على مواد كيميائية محظورة دوليًا".

ويكمل "تواصلت مع وزارة الصحة، وعلمت أن إدارة الرقابة الدوائية حذرت من هذا المنتج العشبي، كونه مخلوطًا بمواد شديدة الخطورة تهدد سلامة القلب، وتصيب بالسكتة الدماغية".

ويخضع يوسف وزوجته حاليًا لعلاج في مستشفى خاص، للتخلص من السموم التي تسربت إلى جسديهما، وتهدد حياتهما بخطر الموت.

ولعل يوسف أسعد حظًا من غيره، فهناك أشخاص آخرون تناولوا هذه المستحضرات وأصيبوا بجلطات قلبية، وفشل كلوي، واضطرابات الجهاز العصبي، ونزف المعدة والأمعاء، وحروق جلدية، وأمراض مزمنة وخطرة لا شفاء منها، بعد أن وقعوا ضحايا لتجارة "المستحضرات العشبية"، أو بالأدق "تجارة الموت".