أبو ظبي- سعيد المهيري
كفلت هيئة الهلال الأحمر برعاية الطفل العراقي اليتيم صهيب قيس، الذي يعاني من الشلل الدماغي، إلى جانب توفير احتياجات أسرته التي تقيم في مخيم هرشم في أربيل بكردستان العراق، وتواجه الأسرة ظروفاً إنسانية صعبة بعد أن نزحت من الأنبار، بسبب تردي الأوضاع الأمنية هناك.
وكان وفد الهيئة الذي زار كردستان العراق مؤخراً برئاسة الأمين العام للهيئة الدكتور محمد عتيق الفلاحي، وقف خلال جولته في المخيمات على قصة الطفل صهيب، ومعاناة أسرته من تداعيات النزوح وضيق ذات اليد، وعلى الفور تبنت الهيئة رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها، وتكفلت بمستلزمات الطفل صهيب من الأدوية والمواد الطبية.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي أن "هذه المبادرة تأتي ضمن الاهتمام الذي توليه هيئة الهلال الأحمر، بمتابعة من ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، لأوضاع اللاجئين والنازحين في العراق خاصة في النواحي الصحية".
وقال إن "الهيئة تضع المعاناة الصحية للأطفال في مقدمة أولوياتها، باعتبارهم الحلقة الأضعف في مثل هذه الظروف الاستثنائية، ودائما ما توليهم عناية فائقة من خلال برامجها الموجهة لضحايا الكوارث والأزمات"، مشيراً إلى أنهم "وقفوا خلال زيارتهم الأخيرة لكردستان العراق على وضع الطفل صهيب، وتعرفوا على ظروف أسرته الصعبة، والتي تفاقمت معاناتها بحكم طفلها المريض، الذي يحتاج لرعاية خاصة يصعب توفرها في مخيمات النزوح واللجوء التي تفتقر للكثير من المقومات".
وأوضح الأمين العام للهلال الأحمر أن "الهيئة ستتابع الأسرة وطفلها، وتقدم لهم الرعاية اللازمة حتى تنجلي محنتهم"، مؤكداً أن "هناك الكثير من الحالات الإنسانية المؤلمة، التي وقف عليها الوفد وأولاها عناية خاصة"، وقال إن "مثل هذه الزيارات الميدانية التفقدية تتيح الفرصة للوقوف على أوضاع النازحين عن قرب، والتعرف على أحوالهم بداخل هذه المخيمات، التي لا يراها من هم في الخارج".
وأصيب صهيب الذي يبلغ من العمر 15 عاماً بالشلل الدماغي وعمره شهر، بسبب جرعة تطعيم فاقمت معاناته الصحية بدلاً من أن تكون له الحصن الواقي من الأمراض والأوبئة، وغيرت حياة أسرته رأساً على عقب وازدادت معاناة الأسرة بعد وفاة والد صهيب في انفجار مدبر بأحد أسواق الأنبار، وأصبحت الأم المعيل الوحيد لصهيب وثلاثة من أخوته، ومع تزايد وتيرة الأحداث في الأنبار، أرادت الأم أن تنجو بأطفالها من سعير الأحداث الجارية هناك إلى ويلات النزوح القاسية، وتوجهت إلى أربيل لتجد ملاذها في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي احتضنتها وأطفالها بعناية ورعاية فائقتين.