مرض "النوما"

اختفت ملامح أنفها وشفتيها وجزء من لثتها العليا، فقد شوه داء آكلة الوجه (نوما) موردجا ابنة الثلاثة عشر ربيعا ويعرف هذا المرض الناجم عن سوء التغذية ب "مرض البؤس" وهو جد منتشر في النيجر.

وكان الوضع أفضل حالا من قبل ... هذا كل ما قالته المراهقة الهزيلة التي تلعب بأساويرها والتي بات من الصعب عليها أن تتكلم مع الآخرين.

فقد غير المرض حياتها وهو بدأ بنزيف في اللثة التي التهبت فتحول الجرح إلى غرغرينا. وبعد ثلاثة أيام خسرت موردجا جمالها وطفولتها.

والمشكلة هي أن "هذه المرض سريع التفشي. فالنخر يحدث في خلال 72 ساعة وعندما يصل المريض مع بقعة سوداء على الوجه، يكون الاوان قد فات"، على ما شرحت فاتي باداماسي وهي ممرضة في جمعية "سانتينيل" السويسرية التي تكافح هذا المرض المعروف بنوما أو داء آكلة الوجه او غرغرينا الوجه.

ويتكلم علي قداح المسؤول عن "سانتينيل" في النيجر عن رائحة المرض النتنة، مؤكدا "عندما آتي إلى المكتب ويكون عندنا حالة جديدة أشعر بذلك على الفور".

وهذه الرائحة عينها باتت تفوح من موردجا التي تعيش في عائلة "فقيرة جدا" في منطقة تاهوا (الوسط) في كوخ من القش من دون لا مياه ولا كهرباء مع والديها ونحو 10 أشقاء، على ما أخبر أبو بكر موسى ماتو وهو مساعد اجتماعي في المنظمة غير الحكومية.