"الأونروا"

حذر وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني اليوم الجمعة من أي تقليص قد يحدث في مستوى الخدمات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) للاجئين في مناطق عملياتها الخمس (الأردن ، سوريا ، لبنان ، قطاع غزة ، الضفة الغربية).

وقال المومني – لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان – إن أي تراجع في مستوى هذه الخدمات من شأنه أن يحمل الدول العربية المضيفة أعباء مالية إضافية في ظل الظروف الراهنة والصعبة التي تمر بها المنطقة ، مشيرا إلى أن الأردن يستضيف العدد الأكبر من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الأونروا الخمس (ما يزيد على 42% من إجمالي العدد) وغالبيتهم مواطنون أردنيون علاوة على وضعهم القانوني الثابت كلاجئين فلسطينيين.

وكانت مصادر مسئولة في وكالة الأونروا (إقليم الأردن) قد كشفت اليوم لصحيفة الكترونية أردنية عن أن هناك مساعي من قبل إدارة الوكالة لإلقاء عبء خدمة التعليم المقدمة لأبناء اللاجئين على الدولة المضيفة مقابل توجيه جزء من الدعم لتلك الدول.

وقال المومني "إننا في الأردن حريصون على التعاون مع الأونروا على مختلف الصعد لتمكينها من أداء واجبها ورسالتها مع الحفاظ على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين في المملكة إلا أننا مع ذلك نرفض أي تقليص للخدمات المقدمة لهم"..منوها بأن الأردن ورغم محدودية موارده قدم وبشكل مستمر على مدى 65 عاما خدمات مباشرة وغير مباشرة للاجئين الفلسطينيين من أجل ضمان العيش الكريم لهم.

ودعا الدول المانحة إلى زيادة تبرعاتها لدعم ميزانية وكالة الأونروا لتستطيع الاستمرار في تأدية مهامها وتقديم خدماتها ومساعداتها للاجئين الفلسطينيين..مؤكدا في الوقت ذاته على أن حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين المشروعة التي تفرضها المرجعيات الدولية لعملية السلام تقع في صميم مسئوليات المملكة.

جدير بالذكر أن الأردن يعتبر الدولة العربية الوحيدة التي تعاملت مع موجات اللاجئين الفلسطينيين بما يتفق مع الروابط التاريخية والدينية والقومية..وتحتل هذه القضية أهمية عليا في سياسة المملكة باعتبارها تشكل ركنا أساسيا من مكونات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقد أظهر تقرير صادر عن الأونروا خلال الربع الأول من العام الجاري أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها (الأردن – سوريا – لبنان – الضفة الغربية وقطاع غزة) يبلغ 5 ملايين و626 ألفا و288 لاجئا منهم مليونان و222 ألفا و520 لاجئا في الأردن.

وكان للأردن النصيب الأكبر من استقبال اللاجئين الفلسطينيين ، حيث تشير إحصاءات مكتب (الأونروا) في عمان إلى أن أعداد اللاجئين في المملكة والمسجلين لديها يتجاوز مليونين و100 ألف لاجىء يعيش منهم حوالي 400 ألف في عشرة مخيمات..و يوجد فيه 175 مدرسة تابعة للوكالة ويدرس فيها 117 ألف طالب.

يشار إلى أن بيير كرينبول المفوض العام لوكالة (الأونروا) كان قد حذر مؤخرا من أن اللاجئين الفلسطينيين باتوا يشكلون قنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المنطقة لأنهم يعيشون أوضاعا صعبة يسودها اليأس خاصة في سوريا وقطاع غزة الذي يعاني من الحصار والإغلاق..مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التعامل مع هذا الأمر بجدية.

وتعاني الأونروا من عجز مالي في موازنتها العامة يبلغ 1ر100 مليون دولار أمريكي ، وهو ما دفعها لاتخاذ إجراءات تقشفية لكنها لا تعني تقليص الخدمات .. حسبما قال كرينبول.