دبي - وام
أكد متخصصون في قطاع الرعاية الصحية ضرورة الاهتمام بالابتكار وتوفير الاستثمارات اللازمة لتمويله مشيرين في الوقت ذاته إلى أن الابتكار ساهم في حل الكثير من المشكلات التي تواجه العديد من المرضى ما ساعدهم على البقاء على قيد الحياة فضلا عن تحسين جودة الحياة مستقبلا.
وقال جوناثان فليمينغ رئيس شبكة التميز في خدمات الرعاية الصحية خلال جلسة "الاستثمار في الابتكار: الفكرة التي ستغير مستقبل القطاع الصحي" التي عقدت ضمن فعاليات القمة الحكومية 2015 في دبي أن الابتكار لم يعد مقصورا على ابتكار أدوية جديدة بل يتمثل في التغير الإيجابي والتقدم والطريقة التي يمكن أن تنظم بها الرعاية الصحية أو التي تستخدمها الحكومة لرعاية المواطنين لا فتا إلى أن الابتكار امتد ليشمل مجال المعلومات والأجهزة المستخدمة.
واستشهد فليمينغ بالتغيرات الهائلة التي حدثت في الولايات المتحدة في مجال علاج أمراض السرطان لاسيما سرطان الثدي إذ أصبح من الممكن من خلال العلاج أن يصبح بداية حياة جديدة.. كما أشار إلى ابتكارات الأجهزة التي ساعدت مرضى القلب وأمكنهم مواصلة حياتهم من خلال تركيب صمامات جديدة.
وأوضح أن الابتكار امتد أيضا إلى مجال رعاية وعلاج المسنين من خلال أجهزة تعقب حالة المرضى لاسيما وأن الكثيرين منهم يعيشون بمفردهم..
مشيرا إلى أهمية أن تعيد الحكومات التفكير في كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يتقدمون في السن بحيث لا يشكلون عبئا اقتصاديا عليها حيث أن الكثيرين لديهم خبرات وتجارب واسعة يمكن الاستفادة منها من خلال مشاركتهم في المجتمع ويصبحوا أفرادا منتجين يساهمون في تطوره.
من جانبه قال كريستوفر كوبرن نائب رئيس شركة "بارتنرز" للرعاية الصحية إن الابتكار يساهم في تطوير الخدمات الصحية والارتقاء بها مضيفا أن المريض عندما يكون ملما بأحدث التقنيات يمكن توفير له الكثير من الخدمات من خلال التطبيقات على أجهزة الهواتف المحمولة فضلا عن أن الابتكار يساعد على مواجهة التحديات الجديدة مستقبلا.
وأشار إلى أن هنالك الكثير من الأبحاث المبتكرة في مجال استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب وهنالك الكثير من الاستثمارات في هذا المجال. وتوقع كوبرن أنه في غضون العشر سنوات المقبلة سوف يعتمد نظام الرعاية الصحية على تفاعل الطبيب مع المريض والذي سيكون قائما على توافر معلومات خاصة به من خلال نمط الحياة وتحليل شيفرته الوراثية ما يساعد على توفير الرعاية الصحية الخاصة به.
فيما توقع فليمينغ أنه ربما خلال الـ10 سنوات المقبلة لن يكون هنالك حاجة لحمل هواتف متحركة لأنها ستكون بداخلنا.. مشيرا إلى أن أروع ما في الأمر هو كم المعلومات الهائل الذي سيكون متاحا لنا عن أنفسنا بعد تحليل شيفرتنا الوراثية ومعرفة الجينات الخاصة بكل واحد منا. فعندما يذهب المريض إلى زيارة الطبيب سيقدم له كافة المعلومات الخاصة به بناء على شيفرته الوراثية ما يساعد الطبيب على تحديد المرض بكل دقة ووصف العلاج اللازم له.
وشدد فليمينغ على أهمية تضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص في الاستثمار في المشاريع البحثية المبتكرة في قطاع الرعاية الصحية ما يساهم في علاج الكثير من الأمراض.. مشيرا إلى الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهم في تراجع سرطان الثدي بنسبة 2 في المائة في الأعوام العشرة الماضية والنوبات القلبية بنسبة 16 في المائة وسرطان البروستاتا 1 في المائة ومرض نقص المناعة الإيدز 42 في المائة والسكتات الدماغية بنسبة 23 في المائة.
وتعد القمة الحكومية منصة عالمية يشارك فيها نخبة من أبرز الخبراء والاختصاصيين في العمل الحكومي لمناقشة القضايا الأكثر ارتباطا بحياة الناس كالصحة والتعليم وخدمات حكومات المستقبل سعيا نحو تعزيز السعادة والرفاهية على الصعد كافة.
ويشارك في فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية نحو 4000 مشارك بما في ذلك كبار الشخصيات وقادة القطاع الحكومي والخبراء من دولة الإمارات و93 دولة حول العالم إضافة إلى مشاركة أكثر من 100 شخصية من كبار المتحدثين في جلسات رئيسية تفاعلية تجمع العديد من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيين وقادة الفكر في مجال الابتكار الحكومي والمسؤولين الحكوميين والخبراء الذين سيعرضون آراءهم وأفكارهم ورؤاهم حول حكومات المستقبل في أكثر من 50 جلسة من الجلسات المتخصصة.