دبي - صوت الإمارات
أكد نخبة من الخبراء والأطباء المحليين والإقليميين المشاركين في فعاليات الملتقى الخليجي للصيادلة الذي أختتم أعماله بدبي أمس أهمية تقييم عواقب الأخطاء الدوائية وأثرها على جودة القطاع الصحي وإنشاء قاعدة بيانات للأدوية في دول مجلس التعاون، وتبني نظم تقنيات المعلومات الطبية والسجلات الطبية الإلكترونية في قطاع الرعاية الصحية.
وشدد المشاركون على ضرورة تحديد استراتيجيات للتعلم وتبادل الخبرات من خلال تصميم نظام للتقارير حول الأخطاء الدوائية والالتزام بتحديثه باستمرار مع وجود لجنة لتقييم المخاطر في المستشفيات لضمان سلامة المرضى وإجراء تقييم فعال لنظام الرعاية الصحية مقابل الخسائر الناتجة عن الأخطاء في الوصفات الطبية.
وركز الدكتور زكريا العتال مستشار أول التطوير المؤسسي والاعتماد الدولي في وزارة الصحة خلال المحاضرة التي ألقاها في ختام فعاليات الملتقى على أهمية تعزيز ثقافة سلامة المرضى بين الأطباء والممرضين والفنيين العاملين في المؤسسات الصحية في الدولة، مشيرا إلى أن هذه الثقافة تهدف إلى تشجيع مقدمي الخدمة الصحية على رصد الأخطاء الطبية وتقديمها للإدارة العليا في المؤسسات الصحية وذلك من خلال استخدام أدوات الرصد المتاحة الأمر الذي يساعد على تحسين الأداء ويجعل تجربة المرضى في المستشفيات والمؤسسات الصحية أكثر سلامة وأمانا.
وأوضح أن ثقافة سلامة المرضى تستبعد التركيز على جانب العقاب بل التدقيق في أسباب الأخطاء ومعرفة جذورها الرئيسية ومعالجتها .
بعدما أشارت الدراسات العالمية إلى أن أهم الأسباب خلف الأخطاء الطبية التي تحدث في المؤسسات الصحية ليس لها علاقة بمعلومات ومهارات الأطباء والممرضين والصيادلة وإنما تتعلق بالأنظمة والسياسات التي تحكم العمل بهذه المؤسسات.
و عن مبادرات وزارة الصحة لتعزيز سلامة المرضى أكد العتال أهمية تطبيق المعايير الدولية وأفضل الممارسات المعتمدة عالميا في مستشفيات الوزارة ما سيكون له أثر واسع في تحسين مستوى سلامة المرضى في المؤسسات الصحية التي تتبع الوزارة وجعل النظام الصحي في دولة الإمارات بشكل عام أكثر أمانا وجاذبية للسياحة العلاجية والتي ترتبط بشكل مباشر باستراتيجية حكومة الإمارات الهادفة إلى جعل النظام الصحي بالدولة من أفضل عشرة أنظمة عالميا بحلول 2020.
و قالت الدكتورة لانا حماد مديرة الصيدلية في مستشفى الشيخ خليفة العام بأبوظبي إن القطاع الصيدلي في دولة الإمارات شهد تطوراً ملحوظاً خلال السنوات العشر الماضية إلا أنه لاتزال هناك ضرورة لتحقيق المزيد من التقدم في مجال التعليم وذلك لسد الفجوة بين الدراسة النظرية والمتطلبات الواقعية في ممارسة مهنة الصيدلة وتلبية احتياجات القطاع الصحي.
وأضافت أن هناك وعياً كبيراً بأهمية التواصل الفعال وتبادل الآراء بين الخبراء والمعنيين بالقطاع الصيدلي على الصعيدين المحلي والإقليمي من أجل التعلم من الخبرات والتجارب الناجحة في تطوير القطاع وتعزيز سلامة المرضى.