أبوظبي ـ صوت الإمارات
يعتبر موسم الحج من أكثر الأوقات التي ينتشر فيها كثير من الأمراض المعدية، ولذلك نظمت الهيئات الصحية في كل بلد حملات توعية لحجاجها الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة، لتوعيتهم وتعريفهم بكافة الاستعدادات، التي يجب أن يحرصوا عليها، وخاصة لدى كبار السن المصابين بأمراض الشيخوخة.
وأوضحت الدكتورة هاجر البدري، متخصصة الطب العام في دبي، أن الإصابات الحرارية، تعتبر من أكثر المشاكل التي تواجه الحاج أثناء تأدية المناسك، وذلك بسبب التعرض إلى درجات حرارة مرتفعة للغاية، لافتة أن هناك نوعين من الإصابات الحرارية.
وأشارت إلى أن «ضربة الشمس» هي ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم نتيجة التعرض لدرجة حرارة عالية، ولأشعة الشمس لفترة طويلة، فينتج عن ذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى درجات عالية جداً قد تصل إلى أكثر من أربعين درجة مئوية، وهي درجة حرارة خطيرة جداً لا تتحملها أجهزة الجسم.
ونبهت إلى أن الأعراض تبدأ بارتفاع شديد في درجات حرارة الجسم، وصداع ودوار، ويصاب الجسم بالجفاف واحمرار الجلد، وإذا لم تخفض الحرارة، يشعر المصاب بالإغماء والألم في البطن، وقد يحصل معه قيء وإسهال، وإذا تطور الوضع، فقد يحدث خلل في وظائف القلب، وتشنجات عصبية، ربما أدت إلى الوفاة.
وذكرت البدري أن الإجهاد الحراري هو إنهاك كبير للجسم يحدث في أوقات شدة الحر، وتكون أعراضه مشابهة لأعراض ضربة الشمس، والفرق الجوهري هو أن المشكلة الرئيسة في ضربة الشمس هي الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، أما الإجهاد الحراري فالمشكلة فيه هي الإنهاك والإجهاد الناتج عن التعرق الكثير ونقص الأملاح
وقالت إنه يجب على الحاج عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويله، واستعمال المظلة الشمسية، والإكثار من شرب السوائل بكميات كافية، التي تخفف كثيراً من احتمال التعرض للإصابات الحرارية، كما أنه يجب على الحاج ألا يجهد نفسه كثيراً، ويحرص على أداء المناسك في غير وقت الظهيرة حين تكون الحرارة عالية، كما ينصح باستعمال الملابس القطنية.
ولفتت أنه إذا بدأت أعراض ضربة الشمس بالظهور، فيجب البدء فوراً في تبريد المصاب، بنزع ملابسه ورش جسمه بالماء البارد، ونقل المريض إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج وخفض درجة حرارة المريض بخافض الحرارة وإعطاء سوائل بالوريد.
وأشارت الدكتورة هاجر أن هناك مسببات للأمراض المعدية في مواسم معينة من السنة عندما تتوفر لها الظروف المناسبة تنشط وتتكاثر بسرعة، ومنها موسم الحج، بما في ذلك عامل العمر، مثل كبار السن وذوي المناعة الضعيفة، لافتة أنه من أهم هذه الأمراض التي تنتقل عن طريق الرذاذ والتنفس أو من الطعام أو الماء الملوثين ببعض الميكروبات أو وجود نواقل لبعض الأمراض كالبعوض وغيرها، (الحمى المخية الشوكية – الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي - الكوليرا - الالتهاب الكبدي الوبائي- الحمى الصفراء – التيفود - التسمم الغذائي).
وأوضحت أن مرض الحمى المخية الشوكية يعد من الأمراض المعدية والخطيرة، وهي التهاب حاد في الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا)، يؤثر في الجهاز العصبي فيسبب مضاعفات طويلة الأجل بنسبة 10- 20% مثل فقدان السمع، وقد يؤدي إلى الوفاة بمعدل 8 – 15% إذا لم يعالج على وجه السرعة.
وأبانت أن من أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة، وتصلب أو تيبس الرقبة، إضافة إلى الصداع الشديد، والتقيؤ، وعدم القدرة على تحمل الضوء، فضلاً عن التشنج أو الطفح الجلدي خاصة للأطفال، وتعتبر الإصابة بالعدوى الفيروسية أو الجرثومية مسؤولة عن 70% من الحالات، وتكون فطرية أو طفيلية أحياناً.
وذكرت أنه يجري تشخيص الحمى الشوكية عادة بالنظر إلى الأعراض المعروفة، مع تحاليل الدم، لكن أهم طريقة لتشخيص المرض هي أخذ عينة من سائل الحبل الشوكي، عن طريق إبرة أسفل الظهر، وتحليل مكوناتها في المختبر
وأكدت أن التطعيم ضد الحمى الشوكية، يعطي مناعة تستمر 3 أعوام على الأقل، كما يجب عزل المريض والتخلص من مفرزاته، وتجنب أوقات الزحام، والحرص على التهوية الجيدة لمكان السكن.
وأشارت إلى أنه يجري علاج المصاب بالعدوى بمضادات حيوية، لعدة أيام، مع الإكثار من شرب السوائل وتناول بعض العقاقير التي تساعد في علاج الحمى، فضلا عن إعطاء المخالطين للمريض العلاجات الوقائية خلال 24 ساعة.
وأكدت الدكتورة هاجر أن أمراض الجهاز التنفسي هي من أكثر أمراض الحج شيوعاً، وتسببها جراثيم وفيروسات، وتنتقل العدوى بها عن طريق الرذاذ المتطاير مع السعال أو العطاس أو الكلام، وتقسم هذه الأمراض إلى نوعين، هما أمراض الجهاز التنفسي العلوي، وتشمل الزكام والتهاب الحنجرة والتهاب الشعب الهوائية (القصبات)، وفي أغلب الأحيان لا تؤدي هذه الأمراض إلى مضاعفات، لكنها مؤذية للحاج، وتصيبه بالإرهاق والإنهاك، إضافة الى التهابات الجهاز التنفسي السفلي (التهاب الرئة) وهي أقل شيوعاً، إلا أنها أكثر خطورة، ومن أعراضها السعال المصحوب بالبلغم والحرارة وضيق التنفس.
أوضحت الدكتورة هاجر أن طرق الوقاية لا بد منها وأهمها عدم مخالطة المصابين، وتجنب استعمال أدوات المريض، والابتعاد عن الزحام بقدر المستطاع ولبس الكمامات، والعناية بنظافة اليدين، وتجنب ملامستها للأغشية المبطنة للعين والأنف، لافتة أن هناك تطعيماً خاصاً للوقاية من التهابات الرئة يسمى لقاح المكورة الرئوية، وهو لا يعطى للجميع، إنما لفئات معينة.