أبوظبي – صوت الإمارات
حذر تقرير للبنك الدولي من ان البكتيريات المقاومة للمضادات الحيوية قد تكون ذات آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي، قد توازي آثار الأزمة الاقتصادية العام 2008، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة هذه الظاهرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بالوتيرة السائدة حاليا يمكن أن يجعل البكتيريا تكتسب مقاومة، بحيث تصبح أمراض كثيرة عادية غير قابلة للعلاج، الأمر الذي قد يعيد البشرية إلى "القرون الوسطى في الطب".
وأفاد تقرير حول نفس الموضوع لمنظمة "أطباء بلا حدود" أُعد بناء على ملاحظات طبية في عيادات ومستشفيات المنظمة في الأردن عن ضعف تأثير المضادات الحيوية نتيجة الاستخدام المفرط إلى درجة أن الحالات الالتهابية في الأطراف أصبح لا يمكن معالجتها إلا بالبتر. بالإضافة إلى خطر حقيقي من تحول أي إصابة التهابية في الرأس أو الصدر إلى مرض مميت.
ويقول التقرير "بينما تتصاعد وتيرة الصراع وتزداد الظروف سوء بالنسبة للمدنيين والعسكريين على السواء، فإن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي يخشون أن تصبح المناعة ضد المضادات الحيوية مميتة أكثر من داعش أو سلاح بشار الأسد الجوي."
تقرير البنك الدولي الذي صدر يوم الاثنين 19 أيلول/سبتمبر مع افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خلص إلى أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يمكن أن تزيد الفقر وخصوصا في البلدان الأكثر فقرا.
وأوضح رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم "إن حجم هذا التهديد الاقتصادي وطبيعته يمكن أن يطيحا بالمكاسب التنموية المحققة بجهود كبيرة، وأن يبعدانا عن أهداف القضاء على الفقر المدقع وزيادة الرفاه".
وأضاف "الدول الأكثر فقرا لا يمكنها أن تحتمل نتائج عدم التحرك في هذا المجال، علينا أن نتحرك بسرعة لتجنب أزمة يمكن ان تقع".
وبحسب الدراسة، يمكن أن تؤدي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية في أسوأ التوقعات إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5 % في البلدان ذات المداخيل المتدنية، وأن تغرق 28 مليون شخصا في الفقر بحلول العام 2050