عدن ـ صوت الإمارات
يقدم أبناء تعز تضحيات كبيرة للحفاظ على كافة المدن اليمنية من اجتياح مليشيات التمرد والانقلاب التي مازالت تشن حربها وحصارها الجائر، مؤكدين دوماً على ضرورة التمسك بوحدة الموقف ووحدة القرار ضد العدو الحوثي الانقلابي والارتكاز على الثوابت الوطنية ونبذ دعوات الانقسامات، ووسط هذا الموقف البطولي يقف مرضى السرطان يواجهون المرض وسط شح موارد مركز الأمل لعلاج الأورام التابع للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في تعز، فالمبنى الذي يخدم 6500 مريض تعرض لقصف الميليشيات الحوثية، لتصبح هناك حاجة ملحة لإيجاد مبنى مؤقت بعد تدمير المبنى الأساسي بجوار حديقة جاردن سيتي.
يؤكد الدكتور أحمد محمد سعيد - اختصاصي أورام الدم والغدد الليمفاوية بالمركز - معاناة المرضى الذين واجهوا الخطر والموت للوصول إلى المركز وسط القذائف وأزيز الرصاص وخاطروا بأرواحهم من أجل استكمال جرعات العلاج الكيماوي والإشعاعي، التي تكاد تنفذ، فالمركز يعاني ضعف الموارد المالية، وصعوبة توافر الأدوية المطلوبة لحالات السرطان المختلفة وخاصة المحاليل الكيماوية، بسبب الحرب التي تسببت في صعوبة دخول هذه الأدوية، كما كان للحرب آثارها السلبية على توافر الكادر الطبي والتمريض بسبب الأحوال الأمنية السيئة.
وأضاف أن المرضى يواجهون معاناة غير طبيعية لتلقي جرعة العلاج الكيماوي في موعدها، فقد تعرضت حالات كثيرة في مرحلة الشفاء إلى انتكاسة بسبب عدم قدرتهم على إجراء المتابعة الإجرائية والوقائية، وعدم توافر احتياجاتهم الدوائية، ليعودوا مرة أخرى فريسة للمرض الخبيث، وفقد بعضهم حياته بسبب صعوبة الوصول إلى المركز نظراً للوضع الأمني الخطر في محيط المركز، وارتفاع تكلفة المواصلات، وبالنسبة للأطباء لا نزال نعمل بالإمكانات المتاحة رغم قلتها لإنقاذ الآلاف من السرطان، ونحاول جاهدين توفير الخدمة التشخيصية من معاينة وفحوص وأجهزة متنوعة وما نستطيع توفيره من أدوية.
ويقول الدكتور علي هزبر - المدير الفني لمركز الأمل لعلاج الأورام بتعز - إن المركز يقدم الخدمات الداخلية في أقسام الرقود والعلاج الكيماوي والمختبر والأنسجة والعيادات التشخيصية وغيرها من الخدمات الداخلية ذات الأهمية القصوى، ويحتاج مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام بتعز إلى تبني حقيقي من قبل الجهات المعنية والفاعلة لترميمه وإعادته للعمل، فقد عانى المرضى والأطباء من سنوات قاسية رأينا فيها جميعاً الدمار ونهب الأثاث الطبي والأجهزة التشخيصية، واستهداف الميليشيات الانقلابية المبنى بالقذائف وتحويله إلى نقطة صراع، كل هذه الانتهاكات تركت آثارها السلبية على الخدمة الطبية لـ 6500 مريض يواجهون معاناة الحرب والألم.
وأضاف أن هذا ما يجعنا أمام احتياجات عاجلة وطارئة تتمثل في إعادة ترميم وتأهيل مبناه وتجهيز أقسامه بالمعدات والأثاث الطبي والأجهزة التشخيصية وتوفير كمية كافية من الأدوية الكيماوية والمحاليل والمستلزمات الطبية، ودعم مشاريع تضمن استمرار الخدمات الخارجية على مستوى الأجهزة التشخيصية والمصروفات التشغيلية من إيجارات ووقود وكهرباء ومياه ومكافآت الكادر الذي يعمل ليل نهار من أجل تخفيف معاناة ما يزيد على 6500 مصاب في المركز