ناول الحوامل للحوم النيئة وتربية الحيوانات قد يهدد صحة الجنين

ينصح الأطباء عادة النساء الحوامل بعدم تناول اللحوم النيئة أو إحضار القطط والكلاب للمنزل دون معرفة حالتهم الصحية وعدم التعامل مع فضلاتهم وذلك لضمان وقايتهن من داء المقوسات الذي يشكل خطورة على حياة وصحة الجنين في حال أصيبت به الأم.

وداء المقوسات من الأمراض المشتركة حسب رئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة بالسويداء الدكتور كميل مرشد ويحدث بسبب طفيل يسمى توكسوبلازما الذي يعيش ويتكاثر في أمعاء القطط ثم يخرج مع برازها على شكل كيسات بيضية تلوث التراب ليصل بعدها للإنسان إما مباشرة أو عن طريق وسيط هو الأغنام المصابة به بالدرجة الأولى.

ويوضح الدكتور مرشد أن انتقال المرض للإنسان يتم بعدة طرق منها أكل لحوم الحيوانات المصابة بهذا الداء وغير المطبوخة بشكل جيد أو من الأم الحامل المصابة إلى جنينها أو عن طريق الفم أو بواسطة الأنف إثر استنشاق غبار ملوثة بالبيوض أو العين عند التماس المباشر بين الأغشية والبيوض أو عن طريق الصراصير الناقلة للعامل المسبب له ميكانيكياً إلى الأطعمة.

ويشير مرشد إلى أنه عند إصابة الأم بداء المقوسات أثناء فترة الحمل الأولى قد لا يظهر عليها أي أعراض إلا أن الجنين يتأثر وينتج عن ذلك الإجهاض أو ولادة الطفل قبل اكتمال أشهر الحمل أما في حال إصابتها بالأشهر الأخيرة للحمل فإن الأعراض تظهر بعد أربعة إلى 12 أسبوعاً من تاريخ الولادة بحيث تتضمن استسقاء بالرأس والتهابا بالشبكية وتكلسا بالمخ وصغرا بالرأس وصرعا وقد تؤدي إلى تخلف عقلي .

وتتراوح أعراض داء المقوسات عموما حسب الدكتور مرشد بين إصابة العقد البلغمية وإلتهاب الرئة والدماغ والنخاع الشوكي وتكون شديدة عند الذين يتناولون علاجات مثبطة للمناعة أو الذين أصيبوا بأمراض نقي العظام.

ويتطلب تشخيص المرض وفقا لمرشد إجراء الفحص المجهري واختبارات مصلية واختباري تثبيت المتممة و التحسس الجلدي فيما يستوجب علاجه بالدرجة الرئيسية استخدام أدوية السلفا مثل السلفا ديازين والسلفا بايرازين والسلفا ميتازين كاشفا أن المعالجة للإصابة العينية تتطلب إضافة السيتروئيد القشري بحذر.

ويدعو مرشد إلى إتباع مجموعة إجراءات وقائية للتعامل مع القطط التي تربى ضمن البيوت ومنها عدم السماح لها بأكل جثث الطيور البرية وحرق برازها مؤكدا بالوقت نفسه على ضرورة ارتداء القفازات أثناء العمل في الأتربة أو الرمال التي يشك بأنها ملوثة ببراز القطط والتخلص من الصراصير والذباب التي تلوث الأطعمة وتطهير أيدي الذين يقومون بإعداد اللحوم وحفظها .