أنقذ أطباء في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال بأبوظبي طفلا مواطنا حديث الولادة يعاني من تشوه خلقي في الأمعاء في عملية جراحية توصف بانها الأولى من نوعها في الدولة والثالثة من نوعها على المستوى العالمي .

وعانى المولود من حدوث انفجار بالأمعاء وامتلاء بطنه بالسوائل ما دفع إلى التدخل السريع واخضاعه للعملية لانقاذ حياته .

وتمكن فريق من الأطباء من تشخيص الحالة النادرة للمولود وفقا للمراجع الطبية والعلمية العالمية خلال الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل من خلال وحدة الطب الجنيني المتطورة بالمستشفى وتقرر على الفور اجراء عملية الولادة .

وقال محمد علي الشرفاء الحمادي الرئيس التنفيذي لمجموعة الشرقية المتحدة للخدمات الطبية في أبوظبي إن وجود فريق طبي متخصص يضم مختلف التخصصات في مستشفى دانه الامارات أسهم في نجاح التعامل مع الحالة النادرة جدا على المستوى العالمي وعلاجها .

من جهته أوضح الدكتور راجا سيكار سينغاباغوا اخصائي جراحة الاطفال وجراحة المسالك البولية للاطفال في المستشفى و الذي أجرى الجراحة الناجحة للطفل بمشاركة فريق من الاطباء " أنه بعد تقييم الحالة تقرر اتمام عملية الولادة قبل موعدها منوها الى أنه تم خلال العملية استئصال الأمعاء المصابة والتي بلغ طولها 15 سنتيمترا ثم ايصال الأمعاء مع بعضها وتم متابعته في وحدة العناية المركزة للاطفال الخدج حديثي الولادة تحت إدارة الدكتور افيانو أوسيتا لمدة أسبوعين بعد الجراحة.

وأكد الدكتور راجا أن العملية نادرة جدا لصغر حجم الأجزاء الداخلية للمولود الحديث والكميات الكبيرة من السوائل داخل تجويف البطن التي كان يصعب معها الوصول الى سبب المشكلة وتمكن الفريق الجراحي من الوصول الى الجزء المصاب من الأمعاء واستئصاله وربط الأجزاء السليمة ثم تنظيف جوف بطن المولود .. موضحا أن طول أمعاء المولود يصل الى 100 سنتيمتر وان استئصال 15 سنتيمترا منها لا يشكل أي خطورة نظرا لأن الامعاء تنمو عند الاطفال وتصل الى 600 سنتيمتر عند البلوغ .

وأوضح أن الحالة تعتبر صعبة ونادرة جدا وهي الأولى من نوعها في الامارات والثالثة عالميا وفق المراجع الطبية حيث سجلت الحالة الأولى في العام 1979 والحالة الثانية كانت في العام 2005 في فرنسا .

ولفت الدكتور راجا إلى أن تأخر التدخل العلاجي في مثل هذه الحالات يؤدي الى مضاعفات خطيرة جدا منها حدوث غرغرينا في الامعاء و الأعضاء الداخلية ثم الوفاة وفي حال عدم انفجار الامعاء المصابة قد تتحول في مرحلة من المراحل الى ورم خبيث.

من جانبها قالت الدكتورة جاوري راماناثان استشارية ورئيسة قسم امراض النساء والولادة ورئيسة وحدة طب الاجنة في مستشفى دانة الامارات للنساء والأطفال في أبوظبي أن الأم راجعت المستشفى لمتابعة الحمل ووفق سياسة إدارة المستشفى تخضع الحوامل اللاتي يراجعن المستشفى لفحوصات في وحدة الطب الجنيني في المستشفى وأظهرت فحوصات الطب الجنيني التي أجريت للأم في الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل وجود انتفاخ في بطن الجنين نتيجة تجمع السوائل وعليه تقرر سرعة التعامل مع الحالة لانقاذ حياة المولود .

وأكدت أهمية وحدة الطب الجنيني في تشخيص مثل هذه الحالات في الوقت المناسب واتخاذ القرارات السليمة .

من جانبه أعرب والد الطفل أحمد سعيد المنصوري عن سعادته بنجاح العملية الجراحية لابنه وانقاذ حياته .

- خات -