تداولت صفحات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة وبكثرة موضوع العلاقة بين تناول السكر والإصابة بالسرطان ووصلت إلى حد رأى فيه البعض أن حذف السكريات من نظامنا الغذائي يجنبنا المرض وادعى آخرون شفاء أشخاص منه بمجرد تجويع الخلايا من المادة البيضاء.

دراسة بلجيكية حديثة أعطت إجابة واضحة في هذا المجال حيث وجدت صلة بين السكر وعدوانية الخلايا السرطانية فالأخيرة تتكاثر بشكل أسرع من الخلايا الطبيعية وتتطلب المزيد من الطاقة لهذا فهي تحتاج لانهيار السكر السريع.

المشرف على الدراسة التي استغرقت تسع سنوات بين معهد أبحاث علوم الحياة وجامعة في بروكسل البروفيسور جون تيفلين يقول: “إن البحث لا يخلص إلى أن السكر يسبب السرطان ولا يعني أن قطع السكر من النظام الغذائي يضمن الوقاية من المرض كما أنه ليس لدينا أي دليل على أن هذا التأثير يحدث للأصحاء” لكنه ينصح مرضى السرطان بتجنب استهلاك السكريات مثل الجلوكوز والفركتوز.

ويضيف تيفلين: “إن تقليل استهلاك السكر أثناء علاج السرطان يساعد الجسم في التغلب على المرض وقد يسهل إجراء العلاج الكيميائي لأنه من الصعب قتل الخلايا السرطانية في حال تنشيطها دائما بالسكر”.

اختصاصي الأورام الدكتور محمد الشريف أوضح في تصريح لـ سانا الصحية أن جميع خلايا الجسم تحتاج إلى طاقة للانقسام وليس الخلايا السرطانية فقط وهذا يعني أن حرمان الجسم نهائيا من السكر يعني توقف حركته.

ويوصي الدكتور الشريف بالغذاء الصحي المعتدل وتناول أطعمة متنوعة تحتوي كل العناصر بشكل متوازن مع تقليل الدهون من أجل ضمان بناء قوي للجسم.

وعن الأعشاب والنباتات الطبية التي يروج لها البعض كعلاج للسرطان يؤءكد الدكتور الشريف وجود عقاقير لعلاج السرطان أصلها نباتي لكن هذا لا يعني أن تناول بعض الأعشاب يشفي من السرطان فهذه تحتاج إلى دراسات وأبحاث مطولة مع تحديد الآليات العلاجية والتأثيرات الجانبية والاستطبابات ومضاد الاستطباب وغيرها.

ويضيف الشريف: إن “أفضل الحلول للسرطان هو الكشف المبكر عن المرض لضمان نسب شفاء عالية ففي حال اكتشافه بمراحل متقدمة يصبح دور العلاج مقتصرا على إطالة العمر وتحسين نوعية الحياة لكن لا يمكن دفعه”.

ويحذر اختصاصي الأورام بشكل خاص من التدخين مبينا أن السرطان يحدث نتيجة طفرة ما تطرأ على الخلايا والتدخين قد يحفز هذه الطفرات.