علاج أسر الشهداء

بمبادرات فردية وجماعية فتح عشرات الأطباء من مختلف المحافظات عياداتهم ومراكزهم أمام أسر الشهداء وجرحى الجيش لمعاينتهم مجانا أو بأجور رمزية ومع تعدد التجارب واختلاف طرق توفير الخدمة بقي الهدف واحدا وهو تقاسم المسوءولية الاجتماعية لتخفيف أعباء ومعاناة فرضتها ثماني سنوات من الحرب الإرهابية على سورية

رصدت بعض هذه المبادرات ومن حمص يستقبل اختصاصي الجراحة العامة الدكتور ناصر ادريس المرضى من أسر الشهداء والجرحى في عيادته بجميع الأوقات وعلى مدار الأسبوع ويقدم لهم العلاج المجاني بما فيه الجراحي.

وعن مبادرته يقول الدكتور ادريس “أردت التأكيد اننا يد واحدة ورغم كل ما خلفته الحرب من مآس وأحزان كبيرة إلا اننا بوقوفنا إلى جانب بعضنا البعض نستطيع أن نداوي كل الجروح” مضيفا أنها “تعبير بسيط عن التقدير والاحترام لعظيم ما قدمه الشهداء والجرحى في سبيل حماية الوطن والدفاع عنه”.

ومن صافيتا في طرطوس يشير اختصاصي الجراحة العامة الدكتور حسان حسن الى ان أبواب عيادته مفتوحة لتوفير خدمات المعاينة والعلاج للجرحى مجانا مع المساعدة قدر الإمكان في موضوع العمليات الجراحية.
ويبين الدكتور حسن أن مبادرته التي بدأت منذ خمس سنوات لاقت صدى ايجابيا في المجتمع وهي ليست الوحيدة فهناك الكثير من الأطباء بمنطقة صافيتا يرفضون تقاضي أي أجور من أسر الشهداء والجرحى معتبرا أنها جزء من دورهم ومسؤوليتهم الاجتماعية وواجب على كل طبيب في ظل الظروف الصعبة التي تواجه البلاد.

وفي دمشق نظم أطباؤها مبادراتهم ضمن مشروع واحد بدأ عام 2011 لعلاج ذوي الشهداء لينطلق بعدها وبالتشاركية مع مؤسسة بصمة شباب سورية تحت اسم مشروع “شفا الطبي العلاجي المجاني لأسر الشهداء” ويعمم على عدد من المحافظات حسب نقيب أطباء دمشق الدكتور يوسف أسعد.
ويوضح الدكتور أسعد أن المشروع يتضمن منح بطاقات لذوي الشهداء يستطيعون بموجبها الحصول على العلاج مجانا لدى مجموعة محددة من الأطباء وصل عددهم العام الماضي إلى نحو 200 طبيب.
ويرى الدكتور أسعد أن المشروع بمثابة رد جزء من الدين لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما لديهم من أجل الوطن مشيرا إلى انه يتم العمل حاليا لتحديث شبكة الأطباء المشاركين في المشروع.
تحول المبادرات الفردية إلى جماعية وتعميم التجارب الناجحة منح وصولا أوسع للشريحة المستهدفة كما عكس نضجا في العمل التطوعي بالمجتمع السوري وخبرة اكتسبها خلال السنوات الماضية.