دبي – صوت الإمارات
أعلن مستشفى برجيل للجراحة المتطورة عن بدئه اعتماد تقنية رائدة لإصلاح الأربطة وترميمها وذلك في سابقة تعدّ الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات. ويجري حالياً التركيز على هذه التقنية المتميّزة باعتبارها إحدى أحدث الابتكارات في مجال الطب الرياضي، ومن المعروف أنّ حياة الرياضيين تتميّز بالنشاط والحركة الدائمة، ما يجعلهم عرضة للإصابات المتنوعة في مختلف أنحاء الجسم.
وتعدّ إصابات الركبة إحدى أكثر أنواع الإصابات التي يتعرض لها الرياضيون شيوعاً، وخاصة تلك التي تستهدف الرباط الصليبي الأمامي (ACL) فيها، والتي يمكن أن تؤدي إلى تمزّقه. ويربط هذا الرباط الجزء العلوي من عظمة الساق مع الجزء السفلي من عظمة الفخذ، ويساعد على تحقيق توازن الركبة وثباتها خلال القيام بالحركات والأنشطة المختلفة كالجري والقفز.
ويمكن أن يتعرّض الرباط الصليبي الأمامي للإصابة أيضاً عند ثني مفصل الركبة إلى الوراء أو إلى أحد الجانبين أو التوائه. ويعتبر هذا النوع من الإصابات أكثر شيوعاً لدى الرياضيين الذين يمارسون رياضة كرة القدم، وغيرها من الرياضات والأنشطة التي تتطلب التوقف أو الحركة بصورة مفاجئة، أو القفز أو تغيير اتجاه الحركة. كما يمكن أن يتعرّض أي شخص آخر لهذه الإصابات في حال سقوطه من مكان مرتفع كالسقوط من على السّلم، أو عند تخطّي إحدى الدرجات أثناء نزول الدرج.
ويتمّ عادةً علاج الحالات الشديدة من تمزق الرباط الصليبي الأمامي عبر اللجوء إلى إعادة بناء الرباط التالف، حيث يشمل هذا الإجراء إزالة الرباط المتمزّق واستبداله بقطعة من أحد الأوتار الموجودة في الركبة. ويقوم أخصائي الجراحة التقويمية للعظام بتنفيذ هذه العملية عبر إحداث شقوق صغيرة حول مفصل الركبة. ونظراً لأن إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي تتطلب الخضوع لعملية جراحية فإن هذا الإجراء ينطوي على بعض المخاطر كإمكانية حدوث النزيف واستمرار شعور المريض بالألم، والإصابة بالعدوى والالتهابات، والحدّ من نطاق الحركة وعدم الالتئام الصحيح للمفصل نتيجة لاحتمال رفض الجسم للطُّعم المستخدم.
ولكن ساهمت الأبحاث المكثفة التي أجراها أخصائيو جراحة العظام في سويسريا في ابتكار علاج جديد لهذه الحالات وذلك باستخدام تقنية حديثة تسمى "ليجامس" (LIGAMYS)، والتي تتيح المحافظة على الرباط الصليبي عوضاً عن استبداله.
واعتمد المدير العام لمستشفى برجيل للجراحة المتطورة، الدكتور سميح الطرابيشي، هذه التقنية المبتكرة التي تنطوي على استخدام نوع خاص من الطُّعوم لعلاج مريض كان يعاني من إصابة في الرباط الصليبي الأمامي، حيث أنه جراح العظام الوحيد في دولة الإمارات المُتخصص والمُتدرّب على استخدام هذه التقنية.
وتعليقاً على استخدام هذه التقنية الجديدة، قال الدكتور الطرابيشي: "نشعر بالسعادة والحماس حيال البدء بتقديم هذا العلاج المتطور والثوري للمرضى الذين لا يرغبون بإجراء عمليات إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، أو غير المؤهلين صحيّاً للخضوع لهذا النوع من العمليات الجراحية. فاستخدام طُعوم "ليجامس" يساهم في تعزيز فرص التئام الرباط الصليبي الأمامي المتمزّق وتعافيه، واستقرار المفصل وثباته، وكذلك استعادة القدرة على التحكم بالحركة خلال فترة قصيرة جداً. كما يساهم هذا العلاج في إصلاح الرباط الأصلي وترميمه، دون أن يحلّ محله. ويتألف الطُّعم من خيط مصنوع من مادة البولي ايثيلين، وصفيحة معدنية صغيرة ونابض يسمح بحرية الحركة للخيط الذي يتمّ إدخاله ضمن عظمي الفخذ والساق".
وأضاف الدكتور الطرابيشي: "يحصل المرضى على أفضل النتائج في حال بادروا إلى الخضوع لهذا العلاج خلال 21 يوماً من تعرضهم للإصابة. كما يساهم استخدام طُعوم "ليجامس" في إعادة تأهيل المرضى بشكل أسرع مقارنة بنظرائهم الذين يخضعون لعمليات إعادة بناء الرباط الصليبي التقليدية، وتتيح لهم العودة إلى مستوياتهم السابقة من النشاط البدني. ونسعى حالياً إلى تعريف جميع الرياضيين بهذه التقنية المبتكرة ومزاياها الفريدة".