أمراض المفاصل

الأفكار الخاطئة التي مازلتم تسمعونها من طبيبكم أو في وسائل الإعلام، تسارع في تقدم مرض التهاب المفاصل…وفي تفاقم أوجاعكم !

الخرافة المؤذية رقم 3 : الأدوية المضادة للألم مفيدة في علاج التهاب المفاصل

عندما تبدأون بالانزعاج قليلاً من التهاب المفاصل، ينصحكم طبيبكم عموماً أن تأخذوا الباراسيتامول (البنادول)، لغاية 3 غرامات في اليوم. ثم تنطلقون بعدها في تناول أدوية مثل Doliprane، Dafalgan، Efferalgan يومياً. حتى أنكم تأخذونها قبل أن تناموا، اعتقاداً منكم أنها ستخفف من تصلّب عضلاتكم عند الاستيقاظ.

هذا خطأ فادح.

لأن محاولة “القضاء” على الأوجاع الخفيفة بطريقة حمقاء ستمنعكم من استهداف جذور المرض.

ما دامت الأوجاع محتملة، من الأفضل أن تكون هي المنارة التي ترشدكم إلى الطريق : حاولوا أن تضعوا حداً لعاداتكم السيئة، حتى تتوصلوا إلى عدم الشعور بالألم مجدداً.

ولكن عليكم معرفة أنه قد ثبت علمياً أن الباراسيتامول ليس له أدنى فائدة في معالجة أوجاع التهاب المفاصل !

أثبتت هذا الأمر نهائياً دراسة منشورة في المجلة الطبية المشهورة The Lancet بتاريخ مارس/ آذار 2016 وقد ذكرت أن الباراسيتامول أظهر فعالية في محاربة التهاب المفاصل في أقل من %4 من الحالات كمعدل عام. بمعنى آخر، ليس هناك أي فائدة ملموسة إذا استبعدنا تأثير الدواء الوهمي (placebo).

وحتى أنه، بالمقابل، دواء سام ويشكل خطورة على الصحة. في دراسة نشرت سنة 2015 بعنوان “الباراسيتامول، هل هو أكثر أذى مما نعتقد؟”، أظهر الباحثون أن تناول الجرعة الموصى بها من الباراسيتامول تزيد خطر الموت بنسبة %23 وتصل هذه النسبة إلى %63 إذا أخذ المرضى هذا الدواء عدة مرات في فترات متقاربة.

باختصار، ليس هناك أي سبب حقاً لتناول الباراسيتامول، وخصوصاً أن هناك منتجات طبيعية أكثر فعالية وبدون خطر للتخفيف من أوجاع التهاب المفاصل.

الخرافة المؤذية رقم 4 : الأدوية المضادة للألم “إجبارية”

بما أن مضادات الألم لا تفيد، فإن طبيبكم يصف لكم بسرعة شيئاً “أقوى”.

وبما أنه لا يتخيل أن من الممكن علاج التهاب المفاصل، فإن همّه الوحيد هو محاولة “تخفيف ألمكم” مهما كان الثمن ! لهذا يصف لكم “مضادات التهاب غير ستيرويدية” (يُطلق عليها هذا الاسم لأنها لا تحتوي على الكورتيزون أو الستيرويد باللغة الإنكليزية) مثل : Ibuprofene، Voltarene، Coxibs…

بعكس الباراسيتامول، إنها فعالة حقاً ضد الألم. في البداية، على الأقل. لكن إذا أخذتموها مدة طويلة، فقد تقتلكم على نار هادئة !

أولاً لأنها تسبب أضراراً في مختلف مناطق جسمكم : إنها تؤدي إلى نزيف، تقرحات في المعدة وإلى مشاكل خطيرة في القلب.

فقد كشفت دراسة منشورة في مجلة The Lancet سنة 2013 أن الجرعات المنتظمة من مضادات الالتهاب ترتبط بارتفاع الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة %30 (نوبة قلبية، جلطة دماغية).

ما هو أخطر من هذا، أن الأدوية المضادة للالتهاب المفترض أن تخفف من التهاب المفاصل…قد تساهم في تسريع تلف غضاريفكم !

ولا تقولوا إن الأطباء “ليس لديهم حل آخر” سوى تخفيف الألم. فهناك عدة مواد طبيعية لديها على الأقل نفس التأثيرات المضادة للألم…وهي تكبح في نفس الوقت عملية تلف الغضروف (بدل تسريعها !)

إنها حالة مكملات الكوندرويتين والغليكوزامين بشكل خاص. قدمت الدراسة الكبيرة “The Moves”، التي تم تقديمها في يونيو/ حزيران 2014 إلى المؤتمر الأوروبي السنوي لأمراض الروماتيزم، الدليل القاطع بطريقة حاسمة.

لكنها أيضاً حالة نبتات وتوابل عديدة فعالة ضد الألم.

لا نستطيع أن نذكر كل التفاصيل هنا، لكن اعلموا مثلاً أن تجربة جرت في مستشفى تايلندي، أظهرت أن الكركم (العقدة الصفراء) له نفس فعالية ال Ibuprofene في محاربة أوجاع التهاب المفاصل…بدون تأثيراته الجانبية !

نفس الشيء بالنسبة إلى نبتة مخلب الشيطان (harpagophytum)، التي لها نفس فعالية الأدوية المضادة للالتهاب أيضاً.

ليس هناك إذن أي سبب فعلي لتناول الأدوية التقليدية ! (لكي نكون دقيقين، ليس هذا هو الحال بالنسبة لحقن الكورتيزون، التي لا تضاهى فعاليتها عندما يكون الألم غير محتمل، وهذا ما يحدث عندما يتآكل الغضروف بالكامل تقريباً. بكل تأكيد، التأثيرات الجانبية خطيرة على المدى الطويل، لكن في مرحلة معينة من الألم، ليس لدينا فعلاً غير أولوية تسكينه).

الخرافة المؤذية رقم 5 : من المستحيل أن نتغلب على التهاب المفاصل، يجب أن نتكيف معه

لقد فهمتم الأمر : بالنسبة لأغلب الأطباء، عندما تصابون بالتهاب المفاصل، فأنتم سيئو الحظ.

ليس عليكم سوى أن تدعوا الله لكي لا تتدهور حالتكم بسرعة كبيرة، بينما أنتم تبتلعون اعتباطاً مضادات التهاب كيميائية لتخفيف الوجع…بانتظار العمليات الجراحية.

ولكننا، في نهاية هذه المقالة، نودّ أن نقدّم لكم شخصاً لم بعتبر هذه المصيبة كقدر محتوم…وذلك لحسن حظها.

إنها لارا آزينارد.

في عمر 40 سنة، كان عليها أن تواجه الإصابة بحالة التهاب مفاصل عطبتها على مستوى الركبتين.

هبوط أو صعود السلالم أصبح بالنسبة لها مستحيلاً. عندما نصحها طبيب الروماتيزم بأن “تنسى حياتها كما كانت من قبل”، بكت كما لم تبكي في حياتها.

ولكن بعد مرحلة الكآبة هذه، رفضت أن تستسلم.

بعد أن جربت كل حلول الطب الحديث، عبثاً، لجأت إلى الطب الطبيعي.

اكتشفت العلاج بالأعشاب وفوائدها، العلاج بالزيوت العطرية وفوائدها، العلاج بالماء، وخصوصاً كل طريقة حديثة في علم التغذية. والنتائج كانت لا تُصدق.

في خلال ثلاثة أشهر، تراجع مستوى الأوجاع والتصلب. وفي خلال سنة، شفيت !

وعاودت الجري وصعود السلالم وهبوطها بدون أدنى ألم. حتى أنها شاركت في ماراثون من 72 كلم.

لكي توصل رسالة أمل لكل المرضى، نشرت كتاباً تروي فيه قصتها :”التهاب المفاصل ليس قدراً محتوماً !

قد يهمك ايضاً :

هشام عبدالله يُوضِّح خطورة زيادة الوزن بعد عمليات السّمنة

السبكى يوضح أهمية جراحات السمنة فى معالجة مرض السكر