متبرعـون يضمـدون حـروق "ميثـاء" بـ 174 ألـف درهـم

تكفل متبرعون بسداد 174 ألف درهم كلفة علاج الطفلة "ميثاء" في مستشفى لطيفة من آثار الحروق التي تشوه جسدها الصغير بنسبة 45%، نتيجة نشوب النار في ملابسها. ونسق "الخط الساخن" بين المتبرعين وشعبة الخدمة الاجتماعية في المستشفى لتحويل مبلغ المساعدة إلى حساب المريضة. ونُشرت بتاريخ 27 حزيران/يونيو الماضي قصة الطفلة "ميثاء" (6 سنوات ــ باكستانية)، التي تعاني حروقاً في جسدها كله عدا الوجه، صُنفت من الدرجتين الثالثة والرابعة، جراء إمساك النيران بملابسها أثناء لعبها بـ"الكبريت"، وخضعت لـ16 عملية جراحية في مستشفى لطيفة، حيث أقامت فيه مدة ثلاثة أشهر، وبلغت فاتورة المستشفى 174 ألف درهم، وعجزت أسرتها عن تدبير المبلغ نظراً لظروف صعبة تعيشها.

 وسبق أن روى والد "ميثاء" قصة الحادث الذي تعرضت له الطفلة، قائلاً: "قبل عيد الأضحى الماضي، أي منذ نحو 10 أشهر تقريباً، كنت مع أسرتي في زيارة إلى أقاربي بمدينة العين، وكان الأطفال يلهون في الخارج بالألعاب النارية، وكانت (ميثاء) تتابعهم باهتمام، ثم قررت تقليدهم، فأخذت الكبريت واتجهت إلى دورة المياه، وأغلقت الباب عليها، وبعدها سمعت والدتها صراخها تقول: (النار لحقت بفستانها)، ولم تستطع زوجتي فتح الباب، لأنه كان مغلقاً من الداخل، وحاولت أن تقول لـ(ميثاء) افتحي صنبور المياه أو الباب، لكنها كانت تتألم، إضافة إلى أن الخوف الشديد سيطر عليها لحظات حتى تمكنت من رش بعض المياه على جسدها وفتح الباب".

وأضاف: "اتصلت بي زوجتي، حيث كنت خارج المنزل، وأسرعنا بنقلها إلى قسم الطوارئ في مستشفى العين الحكومي، ثم تم تحويلها إلى مستشفى توام، لكن تبين عدم وجود وحدة حروق خاصة بالأطفال، وتالياً نقلتها إلى مستشفى لطيفة وأدخلتها قسم الطوارئ، وتم التواصل مع الأطباء المتخصصين الذين صنفوا الحالة على أنها حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة، وخضعت في اليوم الثاني لعملية جراحية تمثلت في إزالة الحروق عن الجلد الميت، وترميم الجلد".

وتابع الأب: "توالت بعدها العمليات لإنقاذها من الحروق، حتى بلغ عددها 16 عملية، إذ إن النيران طالت جسدها بالكامل عدا وجهها، وقد مكثت في العناية الخاصة مدة ثلاثة أشهر، وخضعت للعلاج اللازم، وبلغت كلفة علاجها 174 ألف درهم، فضلاً على أنها تحتاج إلى علاج ومتابعات طبية في العيادات المتخصصة، وسترة طبية من نوع خاص كلفتها 20 ألف درهم، لكن ظروفي لم تسمح بتأمين هذه المبالغ، ولم يكن أمامي سوى وضع شيك ضمان في المستشفى إلى حين سداد المبلغ المترتب عليّ".

وذكر "أنا المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من خمس بنات، أكبرهن عمرها 12 عاماً، وأصغرهن عمرها سنتان، وأعمل في إحدى الجهات الخاصة براتب 17 ألف درهم، يذهب منه 7000 درهم شهرياً للمستلزمات البنكية، و4000 درهم شهرياً لإيجار المسكن، وجزء منه لمصروفات الدراسة لأبنائي، والبقية لمتطلبات الحياة"، مؤكداً سعادته بتعاطف المتبرعين مع مشكلة طفلته.