مكافحة الإيدز

اختارت الجمعية الدولية للإيدز جنوب أفريقيا لاستضافة المؤتمر الدولي ال21 لمكافحة الإيدز في دوربان في الفترة من 18-22 يوليو الحالي، وقد يحضر ما يزيد على 13 ألف مسئول دولي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة بوجاني ماجولا، بإن جنوب أفريقيا ستغتنم هذه الفرصة لتؤكد التقدم الذي أحرزته في مكافحة وباء الإيدز، مضيفا أن المؤتمر سيشهد حضور جين فيلبوت وزير الصحة الكندي، والدكتور سيبونجييني ماكسويل وزير الصحة في مقاطعة كوازولو ناتال، وجيمس نكسومالو عمدة دوربان، وميشيل سيديبي المدير التنفيذي لجمعية الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.

ويسلط المؤتمر الضوء على الشعوب الأصلية من جنوب أفريقيا وسبل مكافحة الفيروس المميت في أفريقيا حيث يعد فرصة للشعوب الأصلية لتبادل الممارسات الرشيدة والواعدة، والتعلم من بعضهم البعض وبناء علاقات عبر القارات والثقافات والتقاليد واللغات.

وتضم مجموعة العمل الدولية، كندا، أمريكا، المكسيك، بوليفيا، شيلي، جواتيمالا، أستراليا، ونيوزيلندا.

وقال الكندي كين كليمنت رئيس مجموعة العمل إن جنوب أفريقيا تمارس دورا مهما خاصة أنها أكثر دولة تعاني من الإصابة بفيروس الإيدز في العالم لاحتوائها على أكثر من 19ر6 مليون شخص مصاب.

وكشفت دراسة طبية أن انتشار فيروس "اتش.آي.في" المسبب لمرض الايدز يزداد في جنوب أفريقيا فضلا عن ارتفاع معدلات النجاة بين المصابين. 

وأوضحت الدراسة التي أعدها مجلس بحوث العلوم الإنسانية بجنوب أفريقيا وشملت 38 ألف شخص أن نحو 12.2 % من السكان أصيبوا بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب في 2012 مقابل 10.6 % عام 2008. ويرجع ذلك إلى زيادة بواقع 400 ألف إصابة جديدة بالفيروس في العام المذكور ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين في جنوب أفريقيا إلى 6.4 مليون شخص. 

ولفتت الدراسة إلى أن الشابات صاحبات البشرة السوداء كن الأكثر نكبة بالمرض بنسبة 23.2 % من بين السيدات اللائي تترواح أعمارهن بين 15 و49 عاما مقارنة بنسبة 18.8% بين الرجال. كما تدرج أسماء نحو مليوني شخص في برنامج موسع للعلاج بمضادات الفيروسات.

وقد أظهر مسح أجرته وكالة الإحصاءات الوطنية في جنوب أفريقيا، أن مرض نقص المناعة المكتسب (الأيدز) كان ثالث سبب للوفيات الطبيعية في جنوب أفريقيا عام 2013 بعد أن كان في المرتبة السادسة في عام 2012 وثاني سبب للوفيات بين الشباب. وقالت الوكالة إن المسح الذي استند إلى 458933 حالة وفاة عام 2013 أظهر أن الأيدز كان مسئولا عن 11% من الوفيات في الفئة التي تتراوح أعمارها بين 15 و44 عاما. وارتفعت معدلات الإصابة بالأيدز في جنوب أفريقيا على الرغم من تبني جوهانسبرغ برامج العلاج الأوسع للأيدز في العالم والتي تشمل توزيع أدوية مضادة للفيروسات الرجعية مجانا قبل عقد من الزمن.

وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 6 ملايين شخص أو 18% من السكان في جنوب أفريقيا مصابون حاليا بالمرض الأمر الذي يجعل الدولة ذات الاقتصاد الأكثر تطورا في القارة الأفريقية تضم أكبر عدد من المصابين بالمرض في العالم. 

ويوجد كذلك في هذا البلد أكبر برنامج قطاع عمومي للعلاج المضاد للفيروسات القهرية في العالم، إذ قدر أن 460 ألف شخص كانوا قد بدءوا بتلقي هذا العلاج بحلول ديسمبر عام 2007. إلا إن هذا الرقم لا يغطي سوى 30% من المصابين لأن هناك 1.5 مليون شخص في جنوب أفريقيا يعيشون ومعهم هذا الفيروس أو المرض (الأيدز) ويقدر أنهم بحاجة للعلاج المضاد للفيروسات القهرية. إذا كان لا بد من تحقيق الهدف الطموح الموضوع في ظل الخطة الإستراتيجية الوطنية للإتاحة الشاملة للعلاج بحلول عام 2011، سيكون من الضروري تكثيف عملية توسيع نطاق خدمات العلاج المضاد للفيروسات القهرية.

وتشير تقارير أعلنتها الأمم المتحدة، أن بإمكان العالم القضاء على مرض الإيدز بحلول عام 2030، مؤكدة نجاح الدول في طرح عقاقير لإنقاذ الحياة خلال الأعوام 15الأخيرة. 

وقال برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، إن الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة لمنع المرض ووقف انتشاره قد تحققت.

ويقود برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز الجهود للقضاء على المرض في موعد غايته 2030، من خلال تمكين الجميع من الحصول على الخدمات الوقائية والعلاجية والدعم الطبي. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في تقرير صدر خلال مؤتمر للتمويل عقد في إثيوبيا، إن القضاء على وباء الإيدز بوصفه خطرا يتهدد الصحة العامة بحلول 2030 هدف طموح، لكنه واقعي مثلما تبين خلال السنوات ال 15الأخيرة.

ويتلقى نحو 15 مليون شخص علاجات مضادة للفيروسات الارتجاعية لعلاج الإيدز، وهو الرقم الذي يمثل زيادة هائلة ارتفاعا من أقل من 700 آلاف مريض في عام 2000. حيث يتعين على المرضى تناول 8 أقراص في المتوسط يوميا بتكلفة 10آلاف دولار في العام، فيما يمكن شراء هذه العقاقير الآن بمبلغ 100 دولار في السنة. 

وتمنع هذه العقاقير الفيروس من النمو والتكاثر، ما يؤدي إلى إطالة أعمار المرضى فيما يقلل من فرص نقل فيروس المرض لآخرين. وأشار مايكل سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، أنه خلال السنوات 10الأولى لظهور المرض لم يكن بالإمكان مد يد العون لشخص يحتضر بسبب الإيدز.

وأضاف سيديبي أن مفتاح التغيير يكمن في كسر القبضة الحديدية التي تفرضها الصناعات الدوائية على السياسات الحكومية وأسعار الدواء.

وقال التقرير إن الوفيات المرتبطة بالإيدز تراجعت بنسبة أكثر من 40% منذ 2004، إلى 1.2 مليون سنويا كما أن أعداد الإصابات تناقصت بنسبة 35% من 2001 إلى مليوني شخص سنويا عام 2014. وتزايدت الاستثمارات في علاج الإيدز إلى نحو 22 مليار دولار عام 2015، من أقل من 5 مليارات عام 2001. 

وقال البرنامج إن من أبرز النجاحات الحد من الإصابات الجديدة بين الأطفال بنسبة 58% بين عامي 2000 و2014. وأصبحت كوبا الشهر الماضي أول دولة في العالم تقضي على انتشار الإيدز من الأم للطفل. 

في حين أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" - في بيان - إلى أنه لا يزال أكثر من نصف 37 مليون شخص حاملين لفيروس الإيدز على مستوى العالم لا يمكنهم الحصول على العلاج.

ونوه تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بتضاعف عدد الأشخاص الذين يحصلون على الأدوية المضادة للفيروسات القهرية التي يستخدمها مرضى الإيدز منذ عام 2010. وأشار التقرير إلى أنه بنهاية العام الماضي فإن نحو 17 مليون شخص كانوا يتناولون تلك الأدوية، بزيادة قدرها مليوني شخص عن بداية العام. 

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل 15 سنة كان 1 % فقط من المرضى في البلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط يحصلون على علاج مضاد للفيروسات، في حين تبلغ نسبة المصابين في هذه البلدان الذين يحصلون على علاج مضاد للفيروسات القهرية حاليا 40 %، وذلك نتيجة انخفاض أسعار هذه المستحضرات.

ويشير تقرير الأمم المتحدة، إلى أن السنوات 5 المقبلة ستكون ذات أهمية كبيرة في مكافحة الايدز، لأنه وفق البرنامج المعتمد يجب وقف انتشار هذا الوباء بحلول عام 2030. لذلك يجب زيادة الأموال المخصصة لمكافحة المرض تدريجيا من 22 مليار دولار في السنة إلى 31.9 مليار دولار بحلول عام 2020.