القاهرة صوت الامارات
هتم الأهل عادة بطعام أطفالهم ويحرصون على تقديم أصناف متنوعة لهم تضم مختلف العناصر الغذائية الضرورية لنموهم فيما قد يهملون موضوعا في غاية الأهمية وهو شرب الماء.
ويدخل الماء في تركيب جسم الإنسان ورغم عدم احتوائه أي قيمة غذائية إلا أنه ضروري جدا لسير التفاعلات الاستقلابية الحيوية فمن الناحية الفيزيولوجية يأتي في أهميته في حياة الكائن الحي بعد الأوكسجين.
وتوصي خبيرة التغذية ميريل معراوي الأهل بتشجيع أطفالهم على شرب الماء بانتظام فهو يسهم بتنظيم الوظائف الحيوية في جسم الطفل ويضبط ساعته البيولوجية ويفيد بإعادة بناء وتكوين وتجديد الخلايا التالفة بسرعة وكفاءة فضلا عن دوره في تنشيط الدورة الدموية والتغلب على مشاكل الأرق والنوم المتقطع.
وتشير معراوي إلى أن شرب الماء بانتظام يساعد الطفل على تعويض الفاقد منه خلال اللعب أو الذهاب إلى المدرسة خصوصا في فصل الصيف حيث إن ارتفاع درجة حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة يزيد الحاجة له بنسبة 12 بالمئة وعندما تتجاوز درجة حرارة الجو المحيط بالطفل 30 درجة مئوية فإنه سوف يحتاج إلى 30 مل إضافية لكل كغ من وزنه.
ويفيد شرب الماء من قبل الاطفال حسب خبير التغذية في زيادة تركيزهم وانتباههم وإدراك الأمور التي تدور من حولهم بسرعة ويقلل من إصابتهم بتركيز البول الناجم عن نقص السوائل في الجسم كما يساعد شرب الماء بانتظام على تحسين حركة الأمعاء وإتمام عملية الهضم وتقليل الغازات وانتفاخ البطن.
ويمكن للأمهات استخدام حيل مختلفة لتعويد أطفالهن على شرب الماء بانتظام لاسيما في المرحلة العمرية بين 3 إلى 10 سنوات حيث لا يميل الأطفال كثيرا إلى تناول الماء بكميات كافية وتقترح معراوي على الأمهات تقديم الماء لأطفالهن بصورة منتظمة خلال اليوم واضافة مزيد من المرح والبهجة عند تقديمه عبر الأكواب الملونة أو اضافة مكعبات ثلج بأشكال مختلفة في فصل الصيف.
وتقول خبير التغذية عندما يطلب الطفل تناول مشروب غازي أو عصير محلى يمكن للام ان تقترح عليه أن يتناول كوبا من الماء أولا مما يدفعه للعزوف عن تناول أي مشروب بعد الماء وفي حال استمرار رغبته سيكتفي بتناول كميات بسيطة جدا رغبة منه في المذاق الحلو ليس أكثر.
وتوصي معراوي الام ان تحتفظ بزجاجات المياه المعدنية المحتوية على معادن طبيعية يحتاجها جسم الطفل في النمو والتطور كالكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم في أماكن واضحة وظاهرة بحيث تكون في متناول يده في أي وقت اضافة الى التحدث باستمرار عن فوائد الماء وتشجيع الطفل على اصطحاب قارورة ماء خاصة به في أي مكان خارج المنزل لتفادي الانتظار لفترات طويلة دون ماء.
وتشير خبيرة التغذية الى تجارب طبية أثبتت أن الإنسان يمكن أن يبقى حيا اذا فقد كامل مخزونه الاحتياطي من الجليكوجين والدهون ونصف مخزونه البروتيني ولكنه يموت حتما إذا فقد 20 بالمئة من ماء الجسم.
ويختلف توزع الماء في جسم الإنسان تبعا للعضو أو للنسيج ففي بعض الأنسجة كالنسيج القلبي تصل نسبته إلى 39 بالمئة وفي الدماغ والعضلات والجلد تتراوح نسبته بين 72 و 76 بالمئة أما في الدم فتصل نسبته لحوالي 90 إلى 92 بالمئة.