القاهرة - صوت الامارات
“المرض الأخطر في العالم”، تلك كانت الكلمات التي وصفت بها ذلك المرض الشائع الذي يقضي سنويا على حياة الملايين، لكن باحث مصري حقق المعجزة التي فشل العالم فيها طوال 30 عاما.
نشرت مجلة “ساينتفيك أمريكان” العلمية المتخصصة، تقريرا حول نجاح الباحث المصري عمر الحلفاوي، في ابتكار مركب يقضي للمرة الأولى على مقاومة بكتيريا خطيرة للمضادات الحيوية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية بأنها “الخطر الأكبر” على العالم، والتي فتكت حتى الآن بحياة 700 ألف شخص.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مقاومة بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية تعد “أكبر المخاطر التي تحيق اليوم بالصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية”.
وفشل الباحثون مرارا وتكرارا في العثور على مركب أو تقنية تضعف مقاومة تلك البكتيريا للمضادات الحيوية.
وتعد العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية السبب الرئيسي لمعظم الالتهابات في جميع أنحاء العالم، كما أنها المسؤولة الأولى عن حالات الاعتلال والوفيات، وخاصة مع ظهور سلالاتها المقاوِمة للمضادات الحيوية.
يسبب ذلك النوع من البكتيريا أمراضًا خطيرة، على رأسها التهاب الشغاف -البطانة الداخلية لحجرات القلب وصماماته- والتهابات نقي العظام، وتسمم الدم، ويمكن أن تصبح تلك الالتهابات مميتة، كما يمكن أن تتنقل عدوى الإصابة بالمكورات العنقودية من الشخص المريض إلى السليم، ما يجعل قدرتها على الانتشار مهولة.
لكن باحثين تمكنوا من خلال دراسة مشتركة بين جامعتي الإسكندرية المصرية وماكمستر الكندية، تمكنوا للمرة الأولى من إنتاج مضاد حيوي جديد يكسر مقاومة تلك البكتيريا، ويتخلص منها نهائيا.
وتمكن الباحثون من استخلاص مركب “بنزويل ثيوريا”، الذي يقضي على أي مقاومة لبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية.
وقال الباحث المصري، عمر الحلفاوي، المؤلف الأول للدراسة:
“ذلك المركب لا يشبه أيا من المضادات الحيوية المتاحة على المستوى الكيميائي”.
وأوضح، بقوله: “أنا والفريق البحثي اكتشفنا ذلك المركب من خلال فحص مجموعة من المواد الكيميائية المتنوعة، التي تحتوي على حوالي 45 ألف مركب”.
ويعمل المركز الجديد على الجهاز المناعي لإزالة عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية بشكل أكثر فعالية، كما أنه يسلبها القدرة على فعل العديد من السلوكيات التي تجعل علاجها صعبا للغاية.
وتوضح الدراسة قائلة “يمنع هذا المركب تكوين الأغشية الحيوية بواسطة المكورات العنقودية في ظل الظروف التي تستخدم فيها مضادات التخثر، كما هو الحال في أقفال القسطرة، تتكون الأغشية الحيوية للمكورات العنقودية الذهبية عندما تلتصق مجموعة من البكتيريا على سطح مثل القسطرة أو مفصل اصطناعي، ويصبح القضاء عليها غايةً في الصعوبة، ما يجعلها تتسبب في حدوث إصابات مزمنة وخطيرة. وعلاوة على ذلك، يستطيع هذا المركب الوصول إلى المكورات العنقودية عندما تختبئ داخل خلايا الجسم، إذ يتمكن من ردعها عن طريق اختراق هذه الخلايا ووقف تكاثر الميكروب فيها”.
وأردفت الدراسة: “كما أن هذا المركب سيمكننا من إعادة استخدام المضادات الحيوية الاعتيادية مثل البنسيلينات، لعلاج المكورات العنقودية المقاومة لتلك المضادات”.
وقال الحلفاوي عن ذلك المركب: “تلك المادة تعمل على استهداف أحد العوامل العدوانية، المعروف باسم عامل الضراوة للمكورات العنقودية، الذي يمكن عامل الضراوة تلك الكائنات من التصدي للهجمات الخارجية عليها من خلال تفعيل مجموعة كبيرة من العوامل الأخرى التي ترفع مستوى ضراوة هذه الميكروبات وتزيد من قدرتها على التسبُّب في العدوى ومقاومة العديد من المضادات الحيوية وبعض مكونات جهازنا المناعي”.
وتابع:
“بمعرفة ما يستهدفه هذا المركب في المكورات العنقودية، ومن خلال فهمنا لخصائصه البيولوجية وأهميته في إحداث العدوى ومقاومة المضادات الحيوية، تمكنّا من التعرُّف على الطرق المبتكرة التي يمكن لهذا المركَّب من خلالها القضاء على البكتيريا”.
واستطرد: “ضمنا بتحديد الاستراتيجية المأمولة لعمل المضاد الجديد، والتي تعتمد على التقليل من ضراوة الميكروب وتثبيط مقاومته للمضادات الحيوية المتاحة. وبناءً على تلك الاستراتيجية، قام الفريق بتصنيف واختيار المركب الأفضل واختبار خصائصه المختلفة، واستخدام اختبارات عديدة للكشف عن طريقة عمل المركب. ووفق الدراسة، اختبرت فاعلية المركب وآثاره المختلفة على المكورات العنقودية”.
قد يهمك ايضاً :