حماة-سانا
يشكو معظم الأطفال من آلام بطنية كثيرة قد تتراوح بين شكوى بسيطة إلى شديدة تدفعهم للتلوي والصراخ وينبه الاطباء إلى خطورة الألم في حال ترافق مع أعراض أخرى كالاقياء أو ارتفاع درجة الحرارة.
وتختلف مظاهر الألم كما يوضح اختصاصي أمراض الأطفال الدكتور موسى حسن من طفل إلى آخر حسب درجة تحملهم واستجابتهم له فضلا عن عوامل عديدة أخرى كالعامل النفسي والبيئة التي يعيش فيها الطفل.
ويشكل الألم البطني تحديا للطبيب حيث لا يوجد سبب عضوي عند 92 بالمئة من الحالات الذين يعانون ألما متكررا حسب الدكتور حسن الذي يبين أنه قد يكون بطنيا جداريا أو جانبي التوضع وهو ألم موضعي شديد يتفاقم بالحركة أو حشوي وهو مبهم غير موضعي يقع على الخط المتوسط للبطن.
ويشير الاختصاصي الى أن العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية وطبيعة شخصية الطفل والخبرات المؤلمة السابقة ورد فعل أهله تجاه ألمه من عطف أو خوف أو عدم اكتراث تلعب دورا أيضا في شدة الآلام البطنية.
وتختلف أنماط الألم البطني حسب الدكتور حسن من ألم انفجاري وألم شديد سريع وثابت عند حدوث اختناق في الأمعاء أو التهاب البنكرياس الحاد وألم متقطع مع فواصل في التهاب المعدة والأمعاء أو انسداد الأمعاء وألم متدرج ثابت كما هو الحال في التهاب الزائدة الدودية أو التهاب الحويصل الصفراوي.
وعن أسباب الألم البطني عند الأطفال يبين الدكتور حسن أن الألم قد ينجم عن مشكلة صحية في البطن أو خارج البطن مثل ألم الأنبوب الهضمي وألم العقد المساريقية و ألم البريتوان و ألم جدار البطن وألم الجهاز البولي التناسلي و الألم الراجع و ألم الأمراض العصبية و ألم الغدد والاستقلاب وأحيانا الألم النفسي.
ويلفت الاختصاصي إلى أن مغص الرضيع شائع جدا ويكثر في المساء وإذا استمر بكاوءه بعد الطعام يجب استشارة طبيب وإذا شكا الطفل الأكبر سنا من ألم بطني مفاجئء يمكن الشك بوجود انغلاف أي انزلاق جزء من الأمعاء ضمن آخر خاصة عند ظهور الدم في البراز أما إذا شكا الطفل في عمر ما قبل المدرسة من الألم البطني فيمكن الشك بالتهاب الزائدة أو التهاب المجاري البولية.
ويدعو الدكتور حسن إلى ضرورة فحص الطفل المصاب فحصا كاملا بسبب كثرة الحالات خارج البطن التي تسبب ألما بطنيا وأثناء فحص البطن يجب محادثة الطفل المريض ومراقبة تعابير وجهه ويعتبر المس الشرجي أساسيا ومن المناسب أن نتذكر بأن الأطفال دون عمر السنتين يعبرون عن ألمهم بالصراخ والهياج وعطف القدمين.
وينبغي إجراء فحص دم كامل واستقصاءات أوسع ولا سيما في الحالات المزمنة كالحمى الدورية العائلية ويمكن إجراء صورة بسيطة لمنطقة الصدر والبطن إذا اقتضى الأمر وقد يلزم إجراء استقصاءات شعاعية أوسع.