دهون الزائدة في الكبد

نشرت مجلة سانتي بلوس الفرنسية تقريرا سلّطت فيه الضوء على جملة من المعلومات حول مرض الكبد الدهني، كما قدمت نصائح لتجنب الإصابة به.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي، من المهم أن تكون متيقظًا دوما للعناية بصحتك. يمكن أن تكون بعض الاضطرابات غير الضارة من أعراض اختلال وظيفة أحد الأعضاء. لهذا السبب، من المفيد التعرف إلى الأعراض الخاصة بالأمراض المختلفة فضلا عن التدخل بسرعة في حال ظهورها. ينتج مرض الكبد الدهني عن زيادة الدهون في خلايا الكبد.

 
ينطبق قول “الوقاية أفضل من العلاج” المأثور والشائع على المشاكل الصحية، والتي، في حال وقع التصدي لها في الوقت المناسب، يمكن أن تجنبنا عواقب وخيمة تضر بأعضائنا. هذا هو الحال مع مرض الكبد الدهني، وهو مرض يصيب الكبد الذي تتراكم الدهون داخل خلاياه. للوقاية من هذا المرض، من الضروري اتخاذ تدابير غذائية مناسبة وكذلك اتباع أسلوب حياة أفضل.

عوامل مناسبة لظهور هذا المرض

ذكرت المجلة أن دهون الكبد قد تترسب في ظل توفر عوامل معينة مرتبطة بعادات أو حتى بأمراض قد تشكل أرضية خصبة لظهوره. نجد من بين هذه العوامل اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل السمنة أو حتى مرض السكري النوع الثاني، التي تؤثر سلبا على وظائف الكبد. كما يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكحول أيضا تراكم الدهون في جهاز الترشيح.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

بيّنت المجلة أن هذا المرض يتميز بتزايد الدهون الموجودة داخل خلايا الكبد بشكل مفرط، الأمر الذي يتسبب في اختناقها. تجدر الإشارة إلى وجود نوعان من هذا المرض، وهما مرض الكبد الدهني الكحولي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، المعروف أيضًا باسم “مرض الكبد الدهني”. ووفقا لشرح البروفيسور فيكتور دي ليدنغين، وهو اختصاصي طب الكبد في مركز بوردو الاستشفائي الجامعي، يرتبط النوع الأول بالإفراط في استهلاك الكحول بينما ينتج النوع الثاني، الأكثر شيوعا في فرنسا، عن سوء التغذية وبعض العوامل المرتبطة بالمتلازمة الأيضية.

يجب الوقاية من مرض الكبد الدهني في الوقت المناسب لأنه يهدد حسن أداء العضو المسؤول عن الترشيح لوظيفته، وهي العملية الضرورية لإنتاج البروتينات، وأيض الدهون، والقضاء على السموم وتعديل وجود الأحماض الأمينية. لتجنب الإصابة بهذا المرض، من المهم معرفة ما إذا كنت من ضمن الأشخاص “المعرضين للخطر”.

الأشخاص المعرضوون لخطر الإصابة بهذا المرض

أضافت المجلة أن نكون أكثر حذرا في حال كنا من بين أولئك الذين يعتبرون “في خطر”. يحذر البروفيسور فلاد راتزيو، اختصاصي مرض الكبد في مستشفى بيتي سالبترير، الأفراد الذين تفوق أعمارهم سن 50 عامًا، وخصوصًا أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، وعسر شحميات الدم، والمصابين بداء السكري، والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، من إمكانية الوقوع ضحية لهذه المشكلة الصحية.

ما هي الأعراض؟

تطرقت المجلة إلى أنه للوقاية من هذا المرض، بغض النظر عن نوعه، من الضروري الانتباه إلى العلامات التي يرسلها جسمنا إلينا. في الواقع، غالبًا ما يكون مرض الكبد الدهني دون أعراض ولا تظهر مضاعفاته الأولى إلا بعد تطوره. لهذا السبب، تحدد لك مجموعة مايو كلينيك الطبية ست علامات قد تبدو غير ضارة تحذرك من هذا المرض. تتمثل في ألم على مستوى البطن، ذلك أن الألم في الجزء العلوي من البطن قد يشير إلى تلف الكبد بسبب زيادة عدد الخلايا الدهنية، فضلا عن التعب دون سبب، إذ يترتب هذا الشعور بالإرهاق عن تباطؤ عملية الأيض الناتجة عن خلل في الكبد.

عندما يكون المرض في مرحلة متقدمة، وخاصةً في حالات التليف أو تشمع الكبد، من المحتمل أن تظهر أعراض مثل تورم البطن، الذي يرتبط بالاستسقاء البطني، وهو تراكم السوائل الغنية بالبروتين في منطقة البطن، وكبر حجم الطحال. ففي حالة الإصابة بأمراض الكبد، يزداد حجم الكبد والطحال بشكل متزامن. نتحدث في هذه الحالة عن ضخامة الكبد والطحال.

كما تصبح راحتا اليدين حمراء، إذ يمكن أن يتجلى مرض الكبد الدهني من خلال هذه المشكلة الصحية. ومن بين الأعراض الأخرى، نجد اصفرار البشرة الذي يعد دليلا قاطعا على الإصابة بأحد أمراض هذا العضو، خاصة في حالة تليف الكبد.

كيف يمكن الوقاية من مرض الكبد الدهني؟

تطرقت المجلة إلى أنه لمنع الإصابة بهذا المرض، من المهم اتخاذ عدد من خطوات لحماية نفسك منه، المتمثلة في الحد من استهلاك المنتجات المكررة الغنية عادة بالسكريات والتي قد تؤثر على وظائف الكبد، والميل إلى الأطعمة التي تحتوي كمية قليلة من الدهون والأخرى الغنية بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون، والحد من استهلاك الكحول لأنها تجعل الكبد متشبعا بالسكر، وضرورة سؤال طبيبك عن تفاعلات بعض الأدوية التي تضر بهذا العضو، فضلا عن ممارسة نشاط رياضي منتظم للتخلص من السموم المتراكمة يوميًا.

قد يهمك ايضا:

السمنة في عمر مبكر تزيد خطر الإصابة بالخرف لاحقًا

السمنة في الخمسينات تزيد من خطر اضطراب الذاكرة