القاهرة - صوت الامارات
في زمن السرعة واللهاث غير المنتهي خلف عدد لا نهائي من الأهداف يبحث الجميع عن شيء واحد يقدم منافع متعددة في آن واحد، وعلى عدة أصعدة وهذا بالضبط ما يصبو إليه هذا المقال، يبدو أنّك أدركت الآن النقطة التي أرمي إليها عزيزي القارئ نعم إنّه المشي، لن تجد مثله خفيف على قائمة المهام “Do-List”، ثقيل التأثير على صحة الجسد والروح، نافذ المفعول على بقية الأهداف اليومية. سيقدم لك هذا المقال سردًا لأهم 7 حقائق ستجني ثمارها بلا شك فقط إذا مشيت يوميًا، وبانتظام لمدة 30 دقيقة.
سوف تتمتع بمزاج أفضل
هل جربت يومًا تناول قطعة من الشوكولاتة لتحسين حالتك النفسية، أو ربما الاستماع لمعزوفتك المفضلة ثم لاحظت الفرق بعدها؟ حسنًا … رياضة المشي ستؤدي نفس الغرض وبدون اكتساب أي سعرات حرارية.
تقول د. ميلينا جامبوليس خبيرة اللياقة والحمية الغذائية: “المشي المنتظم يلطف جهازك العصبي بشكل ملحوظ، مما يجعلك تختبر انخفاضًا في مستويات الغضب والعدوانية”.
ليس هذا فقط بل ما يزيد فعالية الأمر هو تحوله من مجرد مشية ربما قد تكون مملةً إلى سلوك اجتماعي بحت، عندما تقرر قضاء هذه الثلاثين دقيقة متنزهًا بصحبة صديقك المفضل، أو شريك حياتك، أو حتى جارك الذي تتشارك معه الأخبار الصباحية، هذا التفاعل الاجتماعي سيساعدك أكثر بالارتباط بهذه العادة، وبتحسين مزاجك كما تضيف “جامبوليس”.
غير هذا إنّ المشي في الخارج يعرضك لأشعة الشمس التي ستجنبك من خطر الإصابة بما يسمى اضطراب العاطفة الموسمي. رائع أليس كذلك!
سيشتعل الإبداع وستتدفق عصارة الأفكار
إذا كنت الآن عالقًا في زوايا عملك أو تبحث عن حل لمشكلة ما، وأنت تتصفح هذا المقال لطفًا اترك محرابك وتحرك لبضع خطوات، فوفقًا لدراسة أجريت في عام 2014 في مجلة علم النفس التجريبي، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، تظهر الأبحاث أنّ الحركة فكرة عبقرية كفيلة بأن تطلق شرارة الإبداع.
تقول الدكتورة جامبوليس: “أجرى الباحثون اختبارات التفكير الإبداعي على أفراد العينة أثناء الجلوس وأثناء المشي، ووجدوا أنّ من يضربون الأرض بأقدامهم يفكرون بشكل أكثر إبداعًا من القاعدين على كراسيهم”.
ستفقد بعض الكيلوجرامات
قد يبدو هذا واضحًا ولا يحتاج للتنويه إليه في هذا المقال، لكنه بالتأكيد واحد من أهم الفوائد المبهجة لأولئك الذين يبدأون رحلة المشي بانتظام، تقول “جامبوليس”: (كلما ثابرت في المشي، ستلاحظ أنّ بنطالك الخاص بك قد أصبح فضفاضًا أكثر حول خصرك؛ ذلك لأنّ المشي المنتظم يساعد على تحسين استجابة جسمك لهرمون الأنسولين، والذي يمكن أن يساعد في تقليل الدهون في منطقة البطن).
وتضيف “أرييل إسيفولي” المدربة الشخصية في صالات رياضية في مدينة نيويورك: (إنّ المشي كل يوم هو واحد من أكثر الطرق فعّالية ذات التأثير المنخفض للتخلص من الدهون، وتغيير تكوين الجسم بشكل إيجابي، حيث يزيد المشي اليومي من عملية التمثيل الغذائي عن طريق حرق السعرات الحرارية الإضافية، ومنع فقدان العضلات، وهو أمر مهم بشكل خاص عندما نتقدم في العمر). نأتي إلى الجزء الأهم من تصريحها والأكثر فعّالية حيث قالت: (لا يحتاج الأمر لأن تحشر نفسك في إحدى زوايا الصالات الرياضية المرهقة للحصول على النتائج المرجوة، فلقد قللت إحدى زبائني من الدهون في جسمها بنسبة 2٪ في غضون شهر واحد فقط من خلال المشي من منزلها إلى العمل كل يوم، والذي كان يبعد حوالي ميل واحد).
ستقلل من احتمالية إصابتك بالأمراض المزمنة
الإحصاءات في هذا المجال مثيرة للإعجاب، حيث تقول الجمعية الأمريكية للسكري أنّ المشي يقلل من مستويات السكر في الدم، وخطر الإصابة بمرض السكري بشكل عام.
وجد الباحثون في جامعة Boulder Colorado و جامعة Tennessee أنّ المشي العادي يخفض ضغط الدم بنسبة تصل إلى 11 نقطة، ويمكن أن يقلل من خطر السكتة الدماغية بنسبة 20٪ إلى 40٪، ووجدت إحدى الدراسات الأكثر شهرة عن المشي والصحة، التي نشرت في مجلة New England Journal of Medicine في عام 2002، أنّ أولئك الذين تحركوا بما فيه الكفاية لتلبية نشاطهم البدني (30 دقيقة أو أكثر من النشاط المعتدل على مدار 5 أيام أو أكثر في الأسبوع)، كان خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية أقل بنسبة 30٪، مقارنةً مع أولئك الذين لم يمشوا بانتظام. يقول “سكوت دانبرغ” مدير اللياقة البدنية في مركز Pritikin Longevity Center + Spa في ميامي: (إنّ الفوائد البدنية للمشي موثقة بشكل جيد).
مع كل هذه الدراسات والنتائج المثيرة للإعجاب لا أظن أنّه يوجد مجال للشك، أو الاستسهال في نتائج رياضة سهلة ومحببة مثل المشي.
سيحافظ المشي على منظر ساقيك الجميل
مع تقدمنا في السن، يزداد خطرنا بالإصابة بمرض الدوالي المزعج، يعتبر المشي وسيلةً مؤكدةً لمنع هذه الخطوط القبيحة من التنامي. يقول “لويس نافارو” مؤسس ومدير مركز علاج الأوردة في مدينة نيويورك: (يتضمن الجهاز الوريدي قِسمًا من الدورة الدموية يعرف باسم “القلب الثاني”، والذي يتكون من العضلات والأوردة والصمامات الموجودة في أقدامنا. هذا النظام يعمل على دفع الدم مرةً أخرى إلى القلب والرئتين، والمشي يقوي هذا النظام الدوري الثانوي من خلال التعزيز والحفاظ على عضلة الساق، مما يعزز تدفق الدم الصحي).
ويضيف “نافارو” (إذا كنت تعاني بالفعل من الدوالي، فإنّ المشي يوميًا يمكن أن يساعد في تخفيف تورم ساقيك وإحساسك بعدم الراحة، وإذا كنت أيضًا مهيأ وراثيًا للدوالي واحتمالية إصابتك بهذا المرض، أكثر المشي يوميًا يمكن أن يساعدك في تأخير بداية ظهور المرض).
يصب المشي في مصلحة جهازك الهضمي أيضًا
إذا كنت تشيد حاليًا بقهوتك الصباحية بأنّها المسؤولة على الحفاظ على نظام الجهاز الهضمي الخاص بك، فاستعد لاستبدالها بمشية الصباح الباكر؛ وذلك لأنّ روتين المشي العادي يمكن أن يحسن إلى حد كبير حركية المعدة، تقول “تارا ألايشامي” أخصائية العلاج الطبيعي في مراكز علاج السرطان في أمريكا: (إنّ أحد الأمور الأولى التي يحتاجها المريض الذي سيخضع لعملية جراحية في البطن هو المشي؛ لأنّه يستخدم عضلات البطن، والبطن تشجع بالتالي الحركة في الجهاز الهضمي ككل).
أهدافك الأخرى ستصبح قريبة المنال
عندما تحافظ على المشي بشكل منتظم، سوف تكون قد أنشأت روتين كامل قائم على النظام، وعندما يكون لديك روتين سوف تكون أكثر عرضة لمواصلة نشاطك واكتساب سلوكيات صحية جديدة. تقول “كيم إيفانز” المدربة الشخصية: (أؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ المشي بانتظام يمكن أن يساعدك على تحقيق الأهداف الأخرى التي تضعها في ذهنك).
قـــــــــــــــد يهمــــــــــــــــك أيضـــــــــــــــــا