حساسية الدواء عند الأطفال لا يمكن التنبوء بها واختبارات التحسس غير كافية

تصنف مشكلة الحساسية الدوائية من المشاكل الصحية الشائعة حيث تشغل 3 إلى 6 بالمئة من الحالات المراجعة للمشفى وتصيب 10 إلى 15 بالمئة من مرضى المشافي حسب احصائيات منظمة الحساسية العالمية.

وعن هذه المشكلة عند الأطفال يقول رئيس دائرة الرعاية الصحية في مديرية صحة حماة الدكتور جهاد عابورة إنه لا يمكن معرفة التأثيرات الضارة لأي دواء قبل تناوله لذلك من المفضل إجراء اختبار الحساسية للأدوية المعروفة بإمكانية سببها للحساسية كالبنسلين قبل وصفها للطفل ومراقبة الأخير أثناء فترة العلاج وفي حال أبدى أي حساسية ينبغي تسجيل ذلك في الملف الطبي الخاص به كي لا يوصف الدواء له مرة أخرى.

وتختلف الحساسية للدواء وفقا للدكتور عابورة من طفل لآخر حسب الاستعداد الذاتي للطفل ورغم أنها غير متوارثة إلا أن نسبتها تزيد في العائلة الواحدة ولا يسبب الدواء في معظم الأحيان الحساسية إذا تم تناوله وحده إلا أنه قد يسبب الحساسية إذا تم تناوله مع أدوية أخرى.

ويبين الدكتور عابورة أن الأعراض المرضية تظهر عند الطفل المتحسس سواء أخذ الدواء عن طريق الفم أو العضل أو الوريد إلا أن شدة الأعراض تختلف باختلاف طريقة الإعطاء مشيرا إلى بعض أنواع الأدوية التي قد تسبب الحساسية كالمضادات الحيوية مثل البنسلين والسلفا واللقاحات والمسكنات العصبية والفيتامينات وخاصة فيتامين /ب/.

وتظهر أعراض التحسس على الطفل كما يذكر الدكتور عابورة على شكل أعراض هضمية منها القيء والإسهال وآلام في البطن وأعراض جلدية كاحمرار الجلد وتورمه وألم وحكة وأعراض تنفسية منها السعال وضيق التنفس فضلا عن أعراض عامة مثل الدوار والصداع والخمول مبينا أن الأعراض تختلف حسب نوع الدواء ومقداره.

ويعتمد تشخيص الحساسية حسب الاختصاصي على معرفة الطبيب بالدواء الموصوف وتأثيراته الجانبية وسوءال الوالدين عما حدث لطفلهم لرسم صورة كاملة للحالة واتخاذ الإجراءات المناسبة بناء عليها فضلا عن إمكانية إجراء بعض الاختبارات لكنها تكون في معظم الأحيان مساعدة وليست تشخيصية ولا تظهر الحساسية عادة في المرة الأولى التي يتناول فيها الطفل الدواء بل في المرات التالية بعد قيام الجسم بتشكيل الأضداد.

وللوقاية يوصي الاختصاصي بالابتعاد عن الأدوية التي سببت التحسس للطفل في وقت سابق وإخبار الطبيب عن أي حالات تحسس دوائي لديه مبينا أن أهم اجراءات علاج نوبة الحساسية ايقاف الدواء مباشرة واستبداله بآخر وفق إرشادات الطبيب وعلاج أي هبوط في الدورة الدموية وعلاج الحكة بمضادات الهستامين.