لندن - صوت الامارات
لا يزال العلماء يلتزمون بالحذر بشأن دواء تم التوصل إليه مؤخرا لعلاج مرض ألزهايمر، وذلك نظرا إلى أن ذلك العقار المسمى"أدوكانوماب" ما زال في مرحلة التجريب الأولية.
ويتحفظ كثير من العلماء بشأن تلك الأدوية، التي يسمح باستخدامها ووصفها للمرضى الذين يعانون من فقدان الذاكرة بسبب ألزهايمر، منذ أكثر من عشر سنوات.
لكن دراسة جديدة أوضحت أن العقار المذكور فعال، وبإمكانه أن يوقف تدريجيا مشكلة فقدان الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر، وقد كانت مسألة تراكم لويحات الأميلويد أحد أهم المسائل التي تستهدفها الدراسات والأدوية التي توصل إليها العلماء لعلاج هذا المرض في السنوات الأخيرة.
كيف يعمل هذا العقار؟
وتعد لويحات الأميلويد تلك نوعا من أنواع البروتينات التي تنمو بشكل غير طبيعي ثم تتجمع في الأنسجة أو في الأعضاء، وهي لا تتفتت بشكل طبيعي مثل البروتينات العادية.
ويقول العلماء أن الأجزاء التي تنتج عن تفتت تلك اللويحات قد تكون مسؤولة على موت الخلايا الدماغية، ومن هنا ينظر العلماء إلى أن تلك اللويحات هي المدخل الرئيسي للأدوية الخاصة بمرض ألزهايمر، والتي لا تزال في مرحلة التجريب.
عقار آمن ونتائجه إيجابية
ويقول العلماء إنهم يقومون بأبحاث تهدف إلى تقييم مدى فعالية عقار "أدوكانوماب" في علاج ألزهايمر، وقد تمكنوا من إثبات أن تناول هذا الدواء آمن بالنسبة للمرضى ولا يشكل خطورة على حياتهم، وذلك بعد إخضاع 165 شخصا من المصابين بالألزهايمر للفحوصات الدقيقة حول فعاليته، خاصة على مستوى تأثيره على الذاكرة.
وتوصل الباحثون إلى أنه كلما كانت كمية الجرعة أكبر، كان تأثيرها على لويحات الأميليود أكبر.
وقال جيمس بيكات رئيس جمعية مرض الزهايمر البريطانية: "إن المدهش في هذه الأبحاث أنها أثبتت أن تناول هذا العقار أدى إلى تناقص كمية الأميلويد كلما أخذ المرضى جرعة أكبر من هذا الدواء.
ومع ذلك، استثني من تلك الفحوص 40 مريضا بسبب الأعراض الجانبية التي تسبب فيها العقار بعد تناوله.
وستكون المرحلة القادمة (الثالثة) من هذه الأبحاث ذات أهمية كبيرة، لأنها سوف تخضع 2700 من المصابين بمرض الألزهايمر في مراحله المبكرة للعلاج وتجربة العقار، وذلك في منطقة أمريكا الشمالية، وأوروبا والمنطقة الآسيوية، وذلك بهدف قياس مدى فعالية عقار "أدوكانوماب" من حيث تأثيره على فقدان الذاكرة.
ووصف الدكتور دافيد راينولدس رئيس فريق البحث في المعهد البريطاني للبحوث حول مرض ألزهايمر نتائج الأبحاث بأنها مدهشة، وبأنها تعد بأن إمكانية علاج ألزهايمر تلوح في الأفق، وما هي إلا مسألة وقت